"إدارة التوحش"
هناك خط سلفي طويل يشكل أدبيات تنظيم الدولة، يمتد من التيار السلفي المعروف بأهل الحديث، مرورًا بالوهابية، وصولًا إلى المدرسة الحنبلية، وينتهي بالمنظرين المعاصرين الذين أعادوا تبسيط وشرح ما جاء على لسان علماء الدعوة النجدية. يُعد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ ابن عثيمين وابن باز أبرز الشخصيات في هذا السياق.
وبحسب خبراء في الشأن الديني، يرتكز التنظيم في هيكله وعملية التشريع على مراجع إسلامية تتعلق بأحكام الفقه والخلافة. ويُعطى الأحكام السلطانية مكانة هامة في هذا النظام، حيث تتضمن تفصيلًا شروط الإمامة والإمارة والقضاء والحسبة وتقليد الولاة والأمراء والقضاة والمحتسبين. تُعتبر هذه الأحكام المعيار القاطع لتحديد القيادة الشرعية ومعايير الحكم والعدل وتطبيق الشريعة.
من أبرزها كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب الذي يصفه أتباع المدرسة الجهادية بـ"المجدد"، وتتمثل دعوته في إعادة الناس إلى التوحيد ونبذ الشرك المتمثل في التعبد بالقبور والتقرب بالأشخاص والبناء على القبور والتعامل بالسحر، وغيرها من مظاهر "البدع" التي تنافي عقيدة التوحيد، ويرى منتقدوه أنه "أنشأ طائفة أو فكرة متشددة لتفسير الإسلام".
وظهر تأثير المدرسة الوهابية جليا على سلوك أعضاء تنظيم داعش الذين فجروا مقامات وقبورًا لصحابة في سوريا والعراق، وحطموا تماثيل وآثار تعود للحضارة الآشورية في متحف الموصل.
يجمع خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية " أن تنظيم الدولة والوهابية "وجهان لعملة واحدة" مع "الاختلاف في الاستراتيجيات ومنهج التغيير وأولويات العمل".
ويرى الخبراء أن التنظيم يستند على كتب وأدبيات قديمة ككتب محمد عبد الوهاب، وأخرى معاصرة ككتب أبي محمد المقدسي وأبي قتادة، والشيخ سيد إمام الذي يحتل كتابه "العمدة في إعداد العدة" مكانة مهمة في أدبيات التنظيم، إلى جانب كتاب "مسائل في فقه الجهاد" لأبي عبد الله المهاجر، وكتاب إدارة التوحش لأبي بكر ناجي، ومؤلفات عثمان بن عبد الرحمن التميمي، ككتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام".
"إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام"
تزخر مكتبة "داعش" بعشرات المراجع المعاصرة التي يرتكز عليها؛ فمنذ الإعلان عن قيام الدولة قام المسؤول الشرعي السابق للتنظيم عثمان بن عبد الرحمن التميمي، بإصدار كتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام"، وهو يستخدم المراجع الإسلامية التقليدية المتعلقة بوجوب قيام الدولة والخلافة.
وشغل التميمي مسؤول الهيئة الشرعية في تنظيم دولة العراق الإسلامية في عهد أبي عمر البغدادي.
ويتناول الفصل الأول من كتابه أهمية الدولة الإسلامية وحاجة الأمة إليها ووجوب قيام الدولة، ويستشهد الكاتب بعدد كبير من النصوص الدينية والآيات القرآنية وعدد من الأحاديث المتواترة في وجوب طاعة الأئمة، وتدل على وجوب قيام الدولة التي تمارس السلطات السياسية، ويفرد الكتاب مساحة كبيرة من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الخصوص.
ويتطرق الفصل الثاني لمشروعية قيام دولة العراق الإسلامية، و يرى أنها تأتي كتطبيق عملي لواجب هام من واجبات الشريعة، أتاحت له الظروف مجالاً رحباً حسبما يراه أبناء الجهاد. وبحسب الكتاب فقد اعتمد "المجاهدون" في إعلان دولتهم على مزيج مركب من حقائق شرعية مستمدة من الكتاب والسنة ورؤى واقعية وسياسية تتمخض عن ساحة التجربة والمراس. وفي هذا الفصل عدد الكاتب مجموعة من الأدلة والدواعي التي تأسس عليها مشروع قيام الدولة الإسلامية.
ويرى التميمي في كتابه أن الدولة الإسلامية ستكون "بناء إسلاميا جديدًا ينتهض من واقع جاهلي أشبه ما يكون في ملامحه بمراحل الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم من رحم الجاهلية". ويقول المؤلف إن "النظام الذي كان يحكم العراق نظام بعثي كافر، ثم جاء بعده الغزو الصليبي برفقة ثله عميلة مستأجرة للإشراف على نشر الكفر العالمي في المنطقة وترسيخ معالم الجاهلية المعاصرة المتمثلة بالديموقراطية، أي أن الدولة الوليدة تؤسس بنيانها من الجذور، وهذا يرفع الكلفة في حقها على كافة المستويات الإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، فهي بدآية من الصفر"، على حد قوله.
أما بخصوص البيعة، فيستند التنظيم على ما ورد بكتاب التميمي الذي حددها وفقًا لطرق ثلاث حسب ما ورد في "الأحكام السلطانية" للماوردي، و"غياث الأمم" للجويني.
أما الطريقة الأولى، فهي "من خلال بيعة أهل الحل والعقد من المسلمين لرجل يختارونه اكتملت في حقه صفات الأهلية المطلوبة للإمامة".
والطريقة الثانية، يقول التميمي إنها "عن طريق عهد الإمام لرجل من المسلمين من بعده، أو لعدد منهم يختار منهم أهل الحل والعقد إماماً".
أما الثالثة، وهي التي عين بها "الخلفاء مؤخرا"، فعن طريق الغلبة والقهر بالسيف، "عند حلول الفتن وخلو الزمان من الإمام، وتباطؤ أهل الحل والعقد عن تنصيبه، فيشرع وقتها لمن تغلب بسيفه من المسلمين ودعا للبيعة وأظهر الشوكة والأتباع أن يصير أميراً للمؤمنين، تجب طاعته وبيعته ولا يحل لأحد منازعته".
ويشدد التميمي على أنه في الحالة العامة يتضح أن الطريقين الأوّلين "هما الأليق في الشرع لتنصيب الإمارة إن توفرت الظروف بوجود أهل الحل العقد وتمكنهم من الاختيار، أو بوجود إمام سابق يعهد لغيره".
ويقر في كتابه أن "الدولة الإسلامية لن تكون كأي دولة معاصرة تنعم بالاستقرار التام والأمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي - طبعاً هذا في مراحلها الأولى - ولكن مع هذا يبقى المعلَم الهام الذي يتيح للمجاهدين بناء القاعدة الأساسية لدولتهم المنشودة وفقا لأدنى المستويات على أقل تقدير، ومسايرة للقدرة الممكنة والمتاحة هو العمل بالقاعدة (ما لا يدرك كله لا يترك جله)".
أما المرجع الآخر المهم، فهو كتاب إدارة التوحش لأبي بكر ناجي، ويبلغ هذا الكتاب من الأهمية أن قامت الولايات المتحدة بترجمته وتوزيعه على الدوائر الأمنية فيها، وهو عبارة كتاب للتخطيط الاستراتيجي لقيام الدولة الإسلامية.
إدارة التوحش
"شوكة النكاية والإنهاك".. ثم مرحلة "إدارة التوحش".. فـ "شوكة التمكين- قيام الدولة"... مراحل مفصلة بخطة عمل يحددها كتاب "إدارة التوحش" المرجع الأهم و الأساسي في أدبيات تنظيم الدولة الذي صدر عام 2008 لمنظر تنظيم القاعدة أبي بكر ناجي (ضابط مصري سابق والمعلومات شحيحة حوله).
يضع الكتاب خطة عمل لإدارة ما يسميه "مناطق التوحش" التي تنتج عن فقدان سيطرة الحاكم على هذه المناطق، ليأتي الجهاديون ليسدوا هذا الفراغ. ويحدد المؤلف عددا من الدول تصلح لإثارة التوحش فيها اعتمادا على أسباب، منها: "ضعف النظام الحاكم، وضعف قواته وبخاصة المتمركزة على أطراف دولته، ووجود مد إسلامي جهادي مبشر في هذه المناطق، وطبيعة الناس في هذه المناطق، إضافة إلى انتشار السلاح بأيدي الناس فيه".
ويوضح الكاتب المهام المطلوبة من المجاهدين في مرحلة إدارة التوحش في المناطق التي يسيطرون عليها: "نشر الأمن الداخلي والحفاظ عليه في كل منطقة، وتوفير الطعام والعلاج، وتأمين منطقة التوحش من غارات الأعداء عن طريق إقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية، وإقامة القضاء الشرعي بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش مع رفع المستوى الإيماني ورفع الكفاءة القتالية أثناء تدريب شباب منطقة التوحش وإنشاء المجتمع المقاتل بكل فئاته وأفراده والعمل على بث العلم الشرعي الفقهي، وبث العيون واستكمال بناء إنشاء جهاز الاستخبارات المصغر، وإقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة".
ضمن مرحلة النكاية والإنهاك.. يدعو أبو بكر الناجي لجذب شباب جدد للعمل الجهادي عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة من حيث التوقيت والقدرة بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس، وإنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لها وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها وذلك في مناطق الدول الرئيسة المرشحة وغير المرشحة كذلك بعمليـات، وإن كانت صغيرة الحجم".
الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مروان شحادة يرى ، أن كتاب إدارة التوحش تناول استراتيجيات التغيير والنظرة إلى المجتمعات من خلال الحصول على بقعة من الأرض حتى يقيموا شرع الله من خلال إحداث حالة من الفوضى في مكان آخر من الأرض، وجاء ذلك ردا على نظرية الفوضى الخلاقة التي خرجت بها مراكز صناع الأفكار في أمريكا".
دستور داعش.. "العمدة في إعداد العدة"
أما كتاب الفريضة الغائبة (العمدة في إعداد العدة) لمؤلفه عبد القادر بن عبد العزيز - واسمه الحقيقي سيد إمام الشريف مصري الجنسية من مدينة بني سويف - فيعتبر من أهم المراجع التي تستخدم لشحذ الهمم في ما يتعلق بالجهاد والتدريب العسكري، واستخدمه تنظيم القاعدة كمرجع مهم في تدريب المقاتلين بمعسكرات أفغانستان ويوصف الكتاب بأنه "دستور داعش" في ما يتعلق بالجهاد.
وتم اختيار عبد العزيز أميرا لجماعة الجهاد في بشاور عام 1989، ثم تنازل عنها عام 1993 لأيمن الظواهري. وعمل المؤلف طبيبا تنقل بين أفغانستان والسودان واستقر في اليمن وعمل في أحد مستشفياتها قبل إلقاء القبض عليه وتسليمه لمصر عام 2005، ليخرج من السجن بعد ثورة 25 يناير ويشن هجوما على تنظيم الدولة والقاعدة.
ويرى الباحث مروان شحادة أن تنظيم الدولة يعتبر امتدادا لتنظيم القاعدة الذي ينتمي إلى المدرسة السلفية الجهادية، ويرون أنهم "يمثلون منهج أهل الحديث الذي يمتد إلى أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية".
ومن أهم مرجعيات التنظيم "أدبيات الأمام أحمد بن حنبل والشيخ ابن تيمية وأحمد بن عبد الحليم بن تيمية، وكذلك التابعون بعدهم أمثال محمد بن عبد الوهاب، وأحمد شاكر وسيد قطب والموهوبي، وليث محمد نعيم ياسين الذي كتب رسالة الإمام صالح سرية".
ويرتكز التنظيم على مراجعات وكتب محمد عبد الوهاب وخصوصا شروحات كتابه "فتح المزيد في شرح أصول التوحيد"، وهو من أهم المرجعيات للتنظيم الذي يعتبر نفسه من الحركات التوحيدية.
يقول شحادة: "أعتقد أن الوهابية وداعش وجهان لعملة واحدة مع الاختلاف في الاستراتيجيات ومنهج التغيير وأولويات العمل؛ فالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يكن يختلف في مسائل اجتهادية كثيرا عن مسائل داعش، وكان الفرق الجوهري بينهم أن محمد بن عبد الوهاب اصطلح مع السلطة السياسية الممثلة بمحمد بن سعود، واصطلاحه على اعتبار أن محمد بن سعود كان يمثل السلطة السياسية والقوة والمنعة ومحمد بن عبد الوهاب كان يمثل السلطة الدينية، لذلك فقد كانت العلاقة التصالحية مع ولي الأمر ومع المرجعية الدينية، وهذا ما يجري حتى الآن فهيئة كبار العلماء في السعودية يترأسها عبد العزيز آل الشيخ وهو من سلالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فما زالت الوهابية هي التي تسيطر على السلطة الدينية في المملكة العربية السعودية، أما تنظيم الدولة فيكفر ولي الأمر ولا يعطي له الشرعية".
أما المعاصرون الذين يستند عليهم التنظيم في مراجعه وأدبياته فهم كُثر – كما يقول شحادة- ومنهم: "الشيخ أبو قتادة والشيخ عمر محمود أبو عمر، والشيخ أبو محمد المقدسي"، وبحسب الخبير شحادة فإنه "لا يمكن إغفال تأثير أبي قتادة والمقدسي في أدبيات داعش وإن كان هناك خلاف؛ فما زالت كتبهم تدرس وتعتبر من أهم المراجع، فقد قام المقدسي بتبسيط وتيسير كتب علماء الدولة النجدية بلغة سهلة حتى يفهمها طلبة العلم وأنصار هذا التيار".
ويملك أبو محمد المقدسي - الذي شن هجوما على تنظيم داعش مؤخرا - موقعا إلكترونيا اسمه "منبر التوحيد والجهاد"، ويعتبر محجا مهما للتنظيمات الجهادية، وينشر المقدسي في موقعه مئات الكتب والرسائل النصية والصوتية والمطويات مع إمكانية التحميل وإرسال الرسائل والأسئلة إلى إدارة الموقع.
ويختلف المقدسي مع أبي مصعب الزرقاوي بعدة جوانب، ووجه له عام 2005 رسالة تحت اسم "مناصرة ومناصحة"، دعاه فيها إلى أن يبتعد عن استهداف الكنائس وعموم الشيعة والمدنيين، وقتل الترس المسلم. يقول المقدسي: "أنا على مذهب ابن تيمية في عدم تكفير عموم الشيعة"، ويترتب على ذلك كما هو وارد في فتواه، أنه "لا يجوز مساواتهم باليهود والنصارى في القتال ولا يجوز أن يساوى الشيعي العامي بالأمريكي".
ويفرض التنظيم "كتاب التوحيد- شرح الأصول الثلاثة" لمحمد بن صالح العثيمين، وهو شرح لرسائل محمد بن عبد الوهاب كمنهاج لـ90 مدرسة تخضع لسيطرته إلى جانب مراجع أخرى، ويتألف منهاج التوحيد من 179 صفحة يتحدث فيها عن الأصول الثلاثة في التوحيد (معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه) إلى جانب: مادة اللغة العربية وهي مؤلفة من نحو 30 صفحة وتتضمن شرحاً لألفية ابن مالك، والرياضيات وهي مادة مكونة من 64 صفحة، والفيزياء والكيمياء وهي مادة مكونة من 25 صفحة، والعلوم الطبيعية وهي مادة مكونة من 37 صفحة، واللغة الإنجليزية وهي مؤلفة من 30 صفحة. وذلك حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية يقول إن "التنظيم يلجأ لتدريس الكتب السنية التقليدية التراثية بنسختها الحنبلية والوهابية، ككتب كتب الأئمة الأربعة وكتب ابن القيم وابن تيميه و ابن عبد الوهاب وتلاميذه، و تعتمد هذه الكتب على خط سلفي طويل يمتد من أهل الحديث ووصولا إلى الحنابلة والوهابية وبعض المعاصرين مثل أبي عبد الله المهاجر وكتبه، وخصوصا مسائل فقه الدماء أو مسائل فقه الجهاد، وهذا جزء من مجلدات كبيره 7ج كتبها أبو عبد الله المهاجر".
أما على الصعيد الاستراتيجي فيقول أبو هنية: "يعتبر أبو بكر الناجي مرجعا مهما لدى التنظيم، أما على صعيد الدولة فيعتمد على فقه الأحكام السلطانية مثل كتاب (إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام)، لمسؤول اللجنة الشرعية في ذلك الوقت أبو حمزة البغدادي، وهو يعتمد على كافة الأحكام السلطانية في قضية الدولة وبنائها".
و في الوقت الحالي، يعتمد التنظيم أيضا على كتب لمجموعة شيوخ كأبي همام بكر بن عبد العزيز الأثري الذي الف عشرات الكتب من أبرزها "مد الأيادي لمبايعة البغدادي" ويرتكز التنظيم بشكل لافت على منهج الوهابية على عكس القاعدة التي كانت تركز على أدبيات عبد الله عزام وسيد قطب"، بحسب أبو هنية.
يُسجل لتنظيم الدولة أنه التنظيم الجهادي الوحيد الذي نظر إلى السلطة السياسية كأمر واقع وحقق حلمه بأنه يكون له كيان سياسي بوجود قوة تحميه، إلى جانب مؤسسات ومجالس زعامة، إلا أن قيادات تاريخية في التيار السلفي الجهادي والقاعدة تنظر للتنظيم على أنهم "خوارج" كما وصفهم أبو قتادة الفلسطيني، بعد أن قام التنظيم بتكفير كل من لا يبايعهم –حسب الخبير مروان شحادة - ولا تعني كلمة خوارج بالمصطلح الشرعي الخروج على الحاكم وإنما من خرجوا على أهل السنة والجماعة بتشددهم ومغالاتهم عن أهل الجموع، أهل السنه والجماعة.
إلا أن خبراء الجماعات الإسلامية يقرون بأن تنظيم الدولة رغم ما يوصف به من غلو وتطرف، فقد نجح عن غيره من الجماعات الإسلامية منذ سقوط الخلافة في أن يكون له كيان سياسي. قبل أن ينهار تحت وطأة قص التحالف الدولي.
ويقول الخبير حسن أبو هنية إنه في الوقت الذي تبنى فيه تنظيم القاعدة بنية تنظيمية لا مركزية وضع أصولها وآلية عملها المنظر الجهادي "أبو مصعب السوري" في كتابه "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية"، فقد انحاز تنظيم الدولة الإسلامية إلى أطروحات المنظر الجهادي "أبي بكر الناجي" في كتابه " إدارة التوحش" الذي شدد على أهمية البناء الهيكلي التنظيمي المركزي.