"وفصاله في عامين"

"وفصاله في عامين"
الرابط المختصر

واصلت لينا إرضاع طفلتها لقرابة العامين، لقناعتها التامة بأن ذلك ينعكس على صحتها الجسدية والذهنية إيجابا، وهو ما وجدته بعد ذلك، إضافة إلى الفوائد التي جنتها نفسها كالتخلص من الوزن الزائد بعد الولادة.

 

فيما قررت ليلى عدم إرضاع طفلها منذ لحظة ولادته، لما يأخذه من وقت، فلجأت إلى استخدام بدائل عن حليبها، دون إدراكها  لأهمية الرضاعة الطبيعية بإيجابياتها التي تقيها وطفلها من الأمراض.

 

أما رنيم فتؤكد أن طفلتها لم تتقبل الرضاعة الطبيعية، حيث تصاب بالتقيء رغم مساعدتها في محاولات الرضاعة، فاضطرت للجوء إلى الحليب الاصطناعي.

 

وتظهر آخر الإحصاءات لمسح السكان والصحة الأسرية لعام 2012، تراجعا بمؤشرات الرضاعة الطبيعية بنسبة 23 % من الأطفال دون الستة أشهر، بعد أن كانت حوالي 27% عام 2002 .

 

وتشير الأرقام إلى  أن نسبة الأطفال الذين تم إرضاعهم خلال الساعة الأولى بعد الولادة بلغت 19%، بعد أن كانت 40%، إضافة إلى انخفاض المتوسط الحسابي لمدة الرضاعة الطبيعية من 13.5 شهر عام 2002، الى 12.5 شهر عام 2012.

 

فوائد مزدوجة للرضيع والأم

 

رئيسة قسم صحة المرأة في وزارة الصحة الدكتورة حنان النجمي، تؤكد أن حليب الأم يعد الغذاء الأمثل للرضع وصغار الأطفال دون سن 6 أشهر، ليتم بعد ذلك البدء بإدخال الأطعمة التكميلية، مع استمرار الرضاعة لمدة عامين.

 

وتشير النجمي، إلى أهمية التركيز على رضاعة الطفل في أول ساعة من ولادته، ليحفز التلامس بين جسد الأم والطفل الهرمونات الخاصة برفع نسبة الحليب في الثدي، وذلك لضمان نجاح عملية الرضاعة الطبيعية.

 

وتضيف بأن الرضاعة الطبيعية، تساعد على تقليل إصابة الأطفال بالسمنة، وبعض أنواع السكري لاحقا، إضافة إلى حصول الطفل على التغذية السليمة، كما أنها تساهم بخفض نسب الوفيات بين الأطفال دون 5 سنوات.

 

ولا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط، بل تنعكس على صحة الأم، إذ تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض، وتساهم بتقليل المضاعفات التي تتعرض لها خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، وتمنع تعرضها إلى نزيف حاد بعد الولادة، وإعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي بشكل سريع.

 

معيقات أمام الأمهات العاملات

 

كانت تأمل ثريا، وهي أم عاملة، بإرضاع أبنائها الثلاثة لمدة أطول للحصول على فائدة الرضاعة الطبيعية، إلا أنها مع انتهاء إجازة أمومتها، والتي تمتد لـ70 يوما، وفق قانون العمل، ليبدأ طفلها بالاعتياد على تناول الحليب من الزجاجة الاصطناعية.

 

رئيسة قسم صحة المراة في وزارة الصحة الدكتورة حنان النجمي، تشدد على أن الرضاعة الطبيعية تعد حقا من حقوق الطفل، وعاملا رئيسيا في تحقيق التنمية المستدامة المستمدة من الأهداف التنموية للألفية التي  وافقت عليها الحكومة، لغايات التركيز على محاربة الفقر وصحة الأم والطفل.

 

إلا أن هناك العديد من المعيقات تقف أمام الأمهات الراغبات بأرضاع أبنائهن لمدة أطول، كعدم منح بعض أصحاب العمل لساعة الرضاعة، أو توفير حضانات خاصة لأبناء العاملات في أماكن العمل، خلافا لما يقضيه قانون العمل.

 

وتؤكد وزارة العمل عملها على تطبيق نص المادة 72 من القانون التي تقضي بإنشاء الحضانات، من خلال مراقبة ومخالفة أصحاب العمل غير الملتزمين بذلك، لمنح أطفال الأمهات العاملات الرعاية.

 

 

آثار سلبية لبدائل حليب الأم

 

وتحذر النجمي من اللجوء إلى الوسائل البديلة عن حليب الام، لما لها من أضرار سلبية على صحتها وصحة رضيعها معا، ومساهمتها بإعاقة الرضاعة الطبيعية.

 

وتشير إلى أن الشركات المنتجة للحليب الاصطناعي يجب أن تضع على عبوات الحليب إشارة إلى أفضلية حليب الأم، كي تتجنب الأمهات من استخدامه.

 

وللحد من تسويق بدائل حليب الأم، أصدرت وزارة الصحة عام 2014 نظاما خاصا لضبط تسويق بدائل حليب الأم، والتشجيع على الرضاعة الطبيعية، والتي نصت على تعليمات من شأنها تنظيم تسويق وبيع مثل هذه المنتوجات، وفرض عقوبات يصل أقصاها إلى إغلاق المؤسسة المسؤولة عن الترويج لهذه البدائل، في حال مخالفتها للتعليمات .

 

 

دعما للرضاعة الطبيعية

 

من جانبها تقول أمين سر جمعية دعم الرضاعة الطبعيية ريم جمال، إن الأردن لا يزال يفتقر إلى الدعم الكافي لتشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية، من لحظة الولادة وفي أماكن العمل.

 

وتشير جمال إلى أن فكرة الجمعية التي تعد الأولى من نوعها، انطلقت من خلال مجموعة من الأمهات والأطباء متخصصين بصحة الأم للتركيز على الجوانب التوعوية بهذا الموضوع، وذلك من خلال إقامة الندوات التي تشجع على الرضاعة الطبيعية.

 

هذا ويحتفل الأردن مع العالم  بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي يقام في الأسبوع الأول من شهر آب، وذلك بالتوعية بأهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية على الرضيع والأم على حد سواء.

 

أضف تعليقك