"موت جماعي قريب للأردنيين": مبالغات ومعلومات خاطئة

"موت جماعي قريب للأردنيين": مبالغات ومعلومات خاطئة
الرابط المختصر

نشرت إحدى الصحف اليومية في الثامن من أيار الحالي مادةً تحت عنوان "موت جماعي قريب للأردنيين" تحمل في مضمونها معلومات خاطئة وغير دقيقة، بالإضافة إلى قسوة في العنوان ومبالغة لا مبرر لها، مقارنة بمحتوى المادة.

 وبدأت المادة بادعاء أن "خمسة ملايين اردني" مصابون بمرض السكري، وتم نسب هذا الرقم إلى الدكتور رشاد نصر رئيس الجمعية الأردنية لاختصاصي الغدد الصم والسكري والاستقلاب، لكن الدكتور نصر ذكر في السادس من أيار الحالي أن "45% من المواطنين فوق سن 255 عاما مصابون باعتلال السكر او السكري"، ولم يذكر أن العدد هو خمسة ملايين، وذلك على هامشالمؤتمر الخامس للجمعية الاردنية لاختصاصي الغدد الصم والسكري وامراض الاستقلاب في عمان.

وعند الرجوع إلى نتائج التعداد العام للسكان والمساكن 2015 التي أعلنتها دائرة الإحصاءات العامة، تبين أن عدد الأردنيين من الفئة العمرية 255 سنة فما فوق (داخل الأردن وخارجها) هو3003383 أردنيا، وبالتالي فان نسبة 45% من الأردنيين ضمن هذه الفئة العمرية هو 1351522 أردنيا وليس خمسة ملايين  وهو الرقم الموجود بالمادة.

ولو اعتبرنا أن كاتب المادة قصد أن عدد الخمسة ملايين مصاب بالسكري يشمل جميع سكان الأردن بغض النظر عن الجنسية، فإنه كذلك يُعد خاطئاً، إذ أن عدد سكان الأردن من الفئة العمرية 25 فما فوق 4363829 نسمة، وبأخذ نسبة 45 % منهم فإن عددهم يكون 1963723، وبالتالي يظل الرقم بعيدا كل البُعد عن خمسة ملايين مُصاب بالسكري في الاردن.

وعرضت المادة أيضاً إحصائيات تتعلق بمستويات الدهون لدى الأردنيين ونسبة مرض النقرس، والتي قدمت بالأصل في المؤتمر ذاته، مضيفةً أن "معظم هذه الأمراض تتأثر بالحالة العصبية والنفسية للمرضى من حيث المخاطر".

وذكرت المادة أنه ووفقاً لما أسمته "حسبة بسيطة" فان "كل بيت اردني فيه مريضان فأكثر"، وهنا يبرز التساؤل حول مصدر هذه المعلومة، وهل هي حقيقة مستندة على دراسة معينة، أم هي تقديرات شخصية لكاتب المادة.

وتنتقل المادة فجأة لكيل الاتهامات لوزارة الصحة بالتقصير، وللحكومة بالجباية، ثم يتم التطرق إلى التراجع في قطاع الخدمات، ورفع رواتب فئة معينة من موظفي الحكومة، ورفض المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي لرفع رواتب المتقاعدين، معللاً ذلك بـ "كأن الهدف غير المعلن للحكومة التخلص من الشعب الأردني بالسكتة القلبية".

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يرى أن هذه المادة تتضمن تهويلاً ومبالغة في عنوان المادة ومتنها دون الاستناد إلى حقائق تبرر ذلك، بل إن المادة استندت الى معلومات خاطئة وغير دقيقة وغير معزوة الى مصادر، ويرى (أكيد) أن هذا السلوك من شأنه أن يُثير القلق المبالغ به لدى المواطنين على مستقبلهم الصحي.

وظهر من المادة الصحافية أنها ليست ذات موضوع محدد، وإنما تطرقت لعدة مواضيع وأرقام لمواضيع وشؤون مختلفة، وبالتالي كانت الفكرة والهدف من هكذا مادة غير واضحة وغير مفهومة.

وسبق لـ (أكيد) أن تناول ظاهرة الأرقام غير الصحيحة حول مرض السكري في مادة سابقة له بعنوان "نسب متضاربة حول مرض السكري في الأردن.. أين مسؤولية الإعلام؟".

وتُخالف هذه المادة ميثاق الشرف الصحافي في مادته التاسعة والتي تنص على أن: "رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية وإن ممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها".

وتُخالف المادة أيضاً معايير التحقق من مصداقية التغطية الصحافية، ومنها الدقة في تجنب المحتوى غير الصحيح، والابتعاد عن المعلومات الناقصة التي يعني افتقادها تشويه الوقائع، ونقل المعلومات كما وردت من المصدر بالضبط بدون زيادة او نقص، وكذلك معيار التوازن فينقل المعلومات والعزو للمصادر بتساو ودون أي أحكام أو تقييم، ومعيار التوازن في استخدام اللغة بعيداً عن المبالغة.

أضف تعليقك