كيف ينظر الشباب إلى الانتخابات اليوم؟

الرابط المختصر

في العاشر من أيلول المقبل ستكون الأردنّ على موعدٍ مع انتخاباتٍ برلمانيّةٍ، وفي دورتها العشرين تُطَبَّق التجربة الأولى لما يُسمى ب "تحديث المنظومة السّياسيّة" حيثُ رُفِعَ عددُ أعضاءِ مجلسِ النّواب من (130) إلى (138) خُصِّصَ منها (41) مقعدًا للأحزاب.

ووفقًا لآخرِ الإحصائيات الّتي أجرتها دائرة الإحصاءات العامّة فقد أشارَتْ إلى أنَّ خُمْسَ السّكانِ في الاردنِّ هم من فئة الشّباب، فإنَّ آراءَ الشّبابِ واختياراتِهم لمرشَحيهم لا يمكنُ تجاوزها، فقد أكَّدَ رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب (موسى المعايطة) خلال رعايته إطلاق "صيف شباب 2024: مشاركة وتمكين" في جامعة اليرموك في تقريرٍ نُشِرَ على موقع الهيئة المستقلّة للانتخاب على أهمية مشاركة الشّباب الفاعلة في العملية الانتخابية والمجتمع قائلاً: "هذا مشروعكم، لا تدعوا أحدًا يحبطكم أو يسرقه منكم".


وفي صددِ الحديث عن هذا، ومنَ الزرقاء يرى الشّاب وفي سياقٍ متَّصل قال (رعد الجنيديّ) رئيس لجنة أحياء الوسط التجاري وشبيب في الزرقاء: "إنَّ تحقيق نتائج ملموسة وحلِّ للمشكلاتِ الّتي تواجه الشباب هي أهم المعايير الّتي على أساسها يختار المواطنون مرشحَهم، وعلى الشّباب دائمًا أن يطرحوا على أنفسِهم سؤالًا إذا كنتَ في موقع صاحبِ القرار ماذا ستفعل؟ وبناءً على أجوبتهم عليهم اختيار مرشحهَم الأنسب دونَ النظر إلى هويتهِ أو عقيدتِهِ إنّما يقدمُوا مصلحةَ الوطن والمواطنين"


وفيما يخص الإقبال على الانتخابات يقول الجنيديّ: "نطمحُ بأنْ يكونَ إقبالَ المواطنين في هذه الدورة الانتخابيّة أفضل من الدورة السّابقة، حتى نتمكّنْ من انتخاب مجلسًا نيابيًّا يضعُ الأردنّ في الصفوف الأولى سياسيًّا واقتصاديًّا، كما أنَّ مشاركة الشّباب ضرورة قصوى لا يمكن الاستغناء عنها وهذا ما يحثُ عليه الملك عبدالله باستمرار وهو تمكين الشباب"

وقد أعلنَت الهيئة المستقلة للانتخاب بأنَّ نسبة الاقتراع في الانتخابات النيابيّة في الدروة السّابقة على مستوى الوطن كان 29.9%، كما أنَّ نسبة المقترعين من الفئة العمريّة (25-30) 26.95%
وعلى مستوى الزرقاء فقد كانَت نسبة الاقتراع في الدائرة الأولى 15.7% أمّا الدائرة الثانية فقد كانَت 28.0% ، وعلى الرغم من الجهود المؤسسية المبذولة لتحفيز المواطنين على المشاركة، يظل المزاج العام شديدَ التَّأثّر بالسّلبيّة عند مراجعةِ أداءَ البرلمانات في السنوات الأخيرة.

وفي صددِ الحديثِ عن الثقة المتزعزعة بين المواطن والمجلس النّيابيّ وضَّحَ النّائب السّابق (د. هايل عيّاش) أنَّ: هذه الحالة متوقعَّة نتيجةً للظروف الاقتصاديّة الّتي يمرُّ بها المواطن الأردنيّ، وحاجته إلى فرص العمل، ولكن أعتقد بأنَّ الثقة ما زالت متواجدة ولكنَها مهزوزة نوعًا ما، والجميع يلقي اللوم على مجلس النّواب وحده برغم أنَّهُ ليسَ سلطة تنفيذيّة إنّما هو يراقب الأداء الحكوميّ من أجل توفير فرص عمل للمواطن الأردنيّ".


وأضاف: "في هذه المرحلة تعدُّ الزرقاء من أكثر المحافظات جدلًا في الانتخابات ويعود ذلك إلى أنّها أصبحت دائرة واحدة وليست دائرتين كما كانَت في السّابق، مما وسّعَ نطاق المحافظة فأصبحَ تقريبًا (750) ألف مواطن يحق لهم الاقتراع فيها في هذه الدورة، كما أنَّ تقليل عدد المقاعد لها مع تكبير الدائرة الانتخابيّة يشكِّل عبئًا أكبر على الجميع".


كما قال (د. هايل) : "أعتقد أنَّ صوت الشّباب سيكون مميزًا وفارقًا في هذه الانتخابات إذ أنَّ الخامس من القوائم الحزبيّة سيكون من فئة الشّباب الّذين تتراوح أعمارهم بين (25 و 35) كما أعتقد أنَّ التعديلات الدستوريّة الّتي سمحت للشباب بالمشاركة في الانتخابات وتخفيض سن النّاخب إلى 25 سنة يدعم تمكينَهم أكثر كما هي الرؤية الملكيّة من سيد البلاد الملك عبدالله الثّاني وولي العهد".


وفيما يخص الأسس الّتي يختار الشباب على أساسها المرشح وضَّحَ: "أحثُّ الشباب على المشاركة والذهاب إلى صناديق الاقتراع، واختيار المرشح الأفضل والأقدر على خدمتِهم تحت القبة دونَ النَّظر إلى العشائريّة أو أي مكاسب أخرى، إنَّما عليهم فقط الانتباه إلى يكون مرشحَهم قادر على تمثيلهم تحتَ القبة".

وقد أعلنَت الهيئة المستقلّة للانتخاب عبر موقعها الالكترونيّ أنَّ مجلس مفوضي الهيئة المستقلة قررَ أن يكون السّادس والعشرين من الشهر المقبل موعدا للبدء بالإجراءات القانونيّة لانتخابات مجلس النّواب لعام 2024، وذلك بطلب سجلات النّاخبين من دائرة الأحوال المدنيّة والجوازات، وعرضها من قبل الهيئة كجداول أولية للناخبين في (الثّاني من حزيران) المقبل موزعةً على خارطة مراكز الاقتراع المحددة بواقع (1600) مركزًا.


كما ارتأت الهيئة المستقلة للانتخاب في تقريرٍ نشرته على موقعِها الالكترونيّ إشراك الشّباب في مختلف مراحل العملية الانتخابيّة، حيث تَعتبر الهيئة فئة الشّباب من أهم الشركاء لديها في العملية الانتخابية، فلذلك حرصت على ترسيخ مفهوم التطوع في الانتخابات، حيث بلغ عدد المتطوعين مع الهيئة في كافة مراحل العملية الانتخابية منذ العام 2013 ما يقارب (35000) متطوع ومتطوعة وقد بلغت نسبة الإناث (45%).

وقرر المجلس أن يكون موعد تقديم طلبات المترشحين للدوائر المحليّة والدائرة العامّة (القائمة الحزبية) في الثلاثين من تموز المقبل، ولمدة ثلاثة أيام، على أن تبدأ مرحلة الدعاية الانتخابيّة بعد قبول طلبات الترشح من مجلس المفوضين وفق الشروط الواردة في القانون في تاريخ (التاسع من آب أغسطس المقبل) ولمدة شهر قبل موعد يوم الاقتراع.