سياسيون: مواقف عربية ودولية خجولة وتوقعات برد إيراني محدود في ظل التصعيد الإسرائيلي

الرابط المختصر

مع إعلان خبر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشهيد اسماعيل هنية، بدأت دعوات واسعة للمشاركة في اعتصامات قرب سفارة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تعبيرا عن غضبهم من مواصلة الاحتلال في ارتكاب المجازر  واستهداف القادة دون رادع، في ظل صمت عربي ودولي.

في مساء أمس الأربعاء تجمع آلاف الأردنيين في اعتصام حاشد  بساحة المسجد الكالوتي بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان، احتجاجا على جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.

ندد المشاركون بالجرائم والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق سكان قطاع غزة، مشددين على أن هذه الأفعال لا تتم إلا بدعم ومشاركة أمريكية مباشرة.

بعد الإعلان عن اغتيال الشهيد هنية في إيران أعرب البيت الأبيض، عن قلقه بشأن خطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط ، والذي أثار تهديدات بالانتقام ضد إسرائيل.

يرى المحلل السياسي الدكتور حسن الدعجة أن التصعيد المستمر في غزة  من قبل جيش الاحتلال قد يثير ردة فعل طبيعية لدى الشارع الأردني لدعم صمود الشعب الفلسطيني، خاصة بعد اغتيال هنية، مما يدلل على موقف الأردن الثابت ضد المخططات الإسرائيلية.

ويشير الدعجة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب في المنطقة، لاسيما مع إيران، بعد زيارته الأخيرة إلى واشنطن حيث يبدو أنه حصل على دعم من بعض الأحزاب السياسية، وخصوصا الجمهوريين، ولقائه بالرئيس السابق دونالد ترامب، وهذا الدعم قد ساهم في توسيع نطاق الصراع وتنفيذ عمليات الاغتيال.

وبعد زيارة بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة، نفذ الاحتلال عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأعلن عن اغتيال قيادي في حزب الله في بيروت، الأمر الذي يصفه خبراء سياسيون بأن هذين الاغتيالين يشكلان ضربة للمقاومة والمحور الإيراني في المنطقة.

ويرجع الدعجة هذه الأفعال إلى أن نتنياهو، الذي يواجه احتمال انتهاء مستقبله السياسي، يسعى إلى إشعال المزيد من الصراعات وتوسيع رقعة الحرب في المنطقة لضمان بقائه في السلطة، وتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الكيان الإسرائيلي، ويعلم نتنياهو أن انتهاء ولايته في هذه المرحلة قد يؤدي إلى محاكمته وفقدان مستقبله السياسي.

 

موقف عربي ودولي خجول

 

منذ بدء الحرب على غزة في السابع من شهر أكتوبر الماضي، يعبر الأردن عن رفضه لكافة المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ، ويطالب بوقف فوري لاطلاق النار على قطاع غزة، بالإضافة إلى تقديم الدعم للمساعدات الإغاثية لسكان القطاع.

في المقابل، يعد الموقف العربي والدولي خجولا لا يرتقي بمستوى الأحداث السياسية والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بشكل يومي ضد سكان القطاع، دون وجود رادع فعال.

ويوضح الدعجة أن القضية الفلسطينية تظل جوهرية بالنسبة للأردن، لكن الدعم السياسي والقانوني والإعلامي والاستخباري الذي تقوده الولايات المتحدة يعزز مشروعها في الشرق الأوسط. 

ويشير إلى أن الحرب على غزة جاءت نتيجة تراكمات سياسية، وما يحدث في الضفة الغربية لا يختلف عما يحدث في القطاع، حيث يتمثل الهدف في انتزاع الأراضي من سكانها، وتسليح المستوطنين، وقتل المواطنين في الضفة، ونزع ملكية الأراضي منهم، بالإضافة إلى توسيع المستوطنات.

 

الرد الإيراني 

من جهته، يرى رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، أن هناك احتمالا لرد إيراني، لأن الهجوم على غزة يعتبر انتهاكا للقانون الدولي واستقلال وسيادة إيران، التي تعتبر ملزمة بتوفير الأمن والرعاية ولكنها فشلت في ذلك بعد اغتيال الشهيد هنية.

 بعد هذا الفشل، بحسب شنيكات قد تقوم إيران بشن هجوم مباشر أو عبر حلفائها في المنطقة، لكن من غير المتوقع أن تنخرط إيران في مواجهة طويلة ومستمرة مع إسرائيل، بل قد يكون الهجوم محدودا مثل الهجمات السابقة.

في شهر نيسان الماضي، شنت إيران أول هجوم مباشر على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، ردا على الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق، والذي أسفر عن مقتل سبعة من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي.

أما بالنسبة للمفاوضات، يقول شنيكات فقد كان الشهيد هنية يدير تفاصيلها بفعالية، والرسالة التي تحاول إسرائيل إيصالها منذ 7 أكتوبر هي أنها لا ترغب في التفاوض، بل تسعى لكسب الوقت لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في القضاء على الفصائل المقاومة الفلسطينية وبدء مرحلة جديدة.

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، كرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أهداف الحرب، والتي تشمل بشكل رئيسي القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتدميرها بالكامل.

أضف تعليقك