#مناهج#اتفاقية غاز

#مناهج#اتفاقية غاز
الرابط المختصر

لا يزال ملفا "تعديل المناهج" و"اتفاقية الغاز"، مثارا للأخذ والرد في الشارع الأردني، الأمر الذي ينعكس بشكل شبه يومي بين أعمدة الرأي في الصحف اليومية.

 

الكاتب موفق ملكاوي، يصف الجدل بين الأردنيين بما يشبه التمترس خلف "رشاشات"، حيث لا يشكل "الرصاص" المتارشق مجرد آراء مختلفة أو وجهات نظر متباينة وقرائن أو أدلة تدعم وجهات النظر تلك، بل هي اتهامات وشتائم وتخوين.

 

ويلفت ملكاوي إلى ما يلاحظه عبر متابعته لموقعي "فيسبوك" و"تويتر"، من تراشق اتهامات الخيانة بين المتحاورين بمناقشة القضايا العامة، وهو الأمر الذي حدث خلال خوض الأردنيين في موضوعي "تعديلات المناهج المدرسية" و"اتفاقية الغاز مع إسرائيل".

 

ويضيف الكاتب بأن الغضب وحده هو الذي سيطر على جميع "الحوارات" التي دارت بين المتجادلين، والتخوين كان التهمة الأكثر انتشارا التي تداولوها بينهم، فيما غاب الموضوعان الأساسيان عن المشهد ككل.

 

فـ"ليس المطلوب منك أن تكون خبير مناهج، ولا أن تكون عالما متخصصا في الطاقة، لكي تتخذ موقفا من الموضوعين. لكن حين تبادر إلى الاشتراك بنقاش علني حولهما، فينبغي عليك أن تمتلك معلومات دقيقة حول ما تتحدث عنه".

 

اتفاقية الغاز

 

يشير ملكاوي إلى ما حمله الجدل حول "اتفاقية الغاز" من اتهامات بين المتحاورين، حيث كال المعارضون اتهامات عديدة للمؤيدين، كالعمالة للغرب ولإسرائيل، والمساهمة في بيع الأردن للأعداء.. بينما رد مؤيدو الاتفاقية على خصومهم بأنهم غير وطنيين، ولا يراعون مصالح الأردن في النظر إلى الأمور.

 

أما محرر الشؤون الاقتصادية في صحيفة الرأي، فيؤكد على أن توقيع اتفاقية شراء الغاز بين شركة الكهرباء الوطنية وشركة نوبل الأمريكية ليست صدفةً عارضة، بل نتيجة لسلسة من التطورات والأحداث التي جعلت هذا البديل خياراً استراتيجياً لتوفير مصدر جديد للوقود لتوليد الكهرباء في الأردن.

 

ويوضح المحرر بأن التجارب الأردنية أثبتت أن الاعتماد على مصدر واحد أساسي للطاقة، سواءً كان نفطاً أم غازاً، حتى وإن أتى من دول عربية سوف يؤدي نتيجة ظروف لا سيطرة للأردن عليها إلى انقطاع في ذلك المصدر.

 

وبعد استعراض جملة من الأسباب والدوافع لتوقيع الاتفاقية، يخلص المحرر إلى القول إن الأردن يسعى لأن يكون مركزاً مهما في شبكة نقل الغاز التي تتطور، ويسعى الأردن لاحتلال مركز متقدم في مجال تصنيع الطاقة والمشتقات ذات القيمة المضافة المرتفعة.

 

مناهج وتعديلات:

 

يتناول الكاتب موفق ملكاوي، ما اتسم به حوار المتجادلين حول تعديل المناهج الأخير، حيث أمطر معارضو التعديلات المؤيدين بعشرات التهم؛ كالرضوخ لإملاءات الخارج، وانتهاج سياسات "تغريب" للمجتمع، وتصفية الإسلام في الحياة العامة.

 

"فيما رد المؤيدون، في المقابل، بتهم من قبيل الانتماء إلى عقلية متحجرة، والعيش في الكهف، وتمادى آخرون إلى درجة نفي الدين وأهميته في الحياة المعاصرة".

 

فيما يستذكر الكاتب نادر رنتيسي، مراحل دراسته الشخصية، والتي قد تنسحب على الكثيرين، مشيرا إلى عدم تذكره لأي سطر مؤثر من مناهجها.

 

ويضيف رنتيسي "لم يكن الكتابُ المدرسيُّ يحظى بأي قدسيّة، ليس نظيفاً غالباً (سمسم وزيت على حوافه)، والهوامش فيه تستخدم لتدوين أحلام اليقظة، والصفحات القديمة التي خرجت من الامتحان تقتطع منه ليخفّ حِمْلُ الحقيبة، والشخصيات المرسومة كانت توضع لها شوارب حبريّة ولحى".

 

فيما نشهد اليوم اشتداد الحرب على تعديل سطحي، محدود في المناهج، بين تيّارين عصبيّين، يبدوان متنافرين، لكنهما متطابقان كأصابع الكفِّ، مع فوارق محدودة في الحِدة، والتوتر، وقبول خسارة “الحرب” بروح رياضية بين فريقين غريمين، يقول رنتيسي.

 

وينتهي الكاتب إلى القول إن التيارين ربحا، ليس في تثبيت التعديلات أو إلغائها، بل كسبا فرصة الدخول إلى الحرب، والظهور في العرض الافتراضيِّ بقوة، وحشد الأرقام عند زرِّ الإعجاب. أمّا الجدل حول المناهج، فقد حسمه معلمٌ هو في كلِّ مدرسة، وفي كلّ صف".