يرى خبراء في الشأن السياسي والاقتصادي أن دعوة الإدارة الأمريكية لعقد مؤتمر اقتصادي في العاصمة البحرينية المنامة الشهر المقبل، ليس إلا مقدمة استباقية لخطة السلام الجديدة في المنطقة المعروفة صفقة القرن، التي من المنتظر الإعلان عنها رسميا، بعد شهر رمضان.
ويرى المحلل السياسي الدكتور انيس الخصاونة في حديثه لـ “عمان نت”، أن المؤتمر يعد مقدمة اقتصادية لما يعرف بصفقة القرن، من خلال ما وصفه بشراء المواقف المؤيدة لها.
ويتوقع الخصاونة فشل المؤتمر وبقاء مخرجاته حبرا على ورق، كغيره من المؤتمرات التي تم انعقادها سابقا، موضحا بأن إنهاء القضية الفلسطينية لن يكون سوى سياسيا.
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني عبد الستار قاسم، أن عقد مؤتمر المنامة، محاولة لتبرير تأجل الإعلان الرسمي عن صفقة القرن، بسبب عدم جاهزية الأرضية السياسية في المنطقة، وخاصة مع الرفض الفلسطيني لها، كطرف أساسي لمحاورها.
زوانة: المؤتمر محاولة للجذب لصفقة
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قامت بتخصيص 68 مليار دولار للاستثمارات الأجنبية في الشرق الأوسط كجزء من صفقة القرن، مقسمة على كل من الأردن وفلسطين ولبنان ومصر بنسب متفاوتة.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن مؤتمر البحرين سيحمل انفراجة اقتصادية بما يضمن إنتاج استراتيجيات الاستثمار في فلسطين والمنطقة، مشيرة إلى أن مستوى تمثيل الدول في مؤتمر البحرين سيكون على مستوى وزراء المالية فقط.
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي زيان زوانة، أن المؤتمر يعد محاولة لجذب الأطراف الأساسية المستهدفة من الصفقة الأمريكية ومن بينها الأردن وفلسطين ولبنان.
ويشير زوانة إلى أن المؤتمر سيركز على الجوانب الاقتصادية أكثر منها سياسيا، معتبرا بانها أولى الخطوات الفعلية تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن.
دعوات لعدم المشاركة في المؤتمر
ورغم عدم صدور قرار أردني رسمي في المشاركة او عدمها، وفقا لما نقلته وكالة عمون عن مصدر رسمي، طالب حزب جبهة العمل الإسلامي الحكومة، بعدم المشاركة في المؤتمر، معتبرا أنه يأتي ضمن صفقة القرن، والتي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
من جانبها أعلنت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية وجميع القوى السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الفلسطيني فورا رفضهم للمشاركة في المؤتمر، معتبرين من يحضر من الفلسطينيين إلى المؤتمر متعاونا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ودعت المبادرة الدول العربية رفض ومقاطعة المؤتمر الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، والترويج لحلول اقتصادية مزعومة كبديل للحل السياسي.
ويستبعد المحلل السياسي الدكتور أنيس الخصاونة مشاركة الأردن في المؤتمر، لما يتمتع به من مواقف حاسمة تجاه القضية الفلسطينية وحماية لمقدساتها، بجانب رفضه لما يتم تداوله عن صفقة القرن.
وكان الملك عبد الله الثاني أعلن بما يعرف بـ”اللاءات الثلاث” والتي شملت رفض مشاريع التوطين او الوطن البديل أو التخلي عن القدس، مما يعني رفضه لمضامين الصفقة، مشددا في مختلف المحافل الدولية والعربية على رفض المملكة لأية تسوية للقضية الفلسطينية، على حساب الأردن.
مبررات أمريكية
ويأتي انعقاد المؤتمر بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، بهدف التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب المقبلة للسلام في الشرق الأوسط.
وأشار البيان أن المؤتمر سيبتعد عن الجانب السياسي، وبالتالي سيتم تقديم وعود اقتصادية مشروطة، أي أنها سترتبط بالقبول بالشق السياسي للصفقة.
هذا كان جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح قبل أيام بأنه سيتم الإعلان عن صفقة القرن خلال الشهر المقبل بعد شهر رمضان.