فن اعادة استخدام "الجرائد" مصدر دخل لعائلات سورية

فن اعادة استخدام "الجرائد" مصدر دخل لعائلات سورية
الرابط المختصر

"أنا بصنع شيء من اللاشيء" عبارة قد تكون وصفاً لمشروع إعادة الاستخدام لورق الجرائد الذي بدأت به السيدة السورية سميرة  عمر السلام العام 2017 بعد يأسها من الحصول على عمل تعيل به أطفالها وتؤمن احتياجاتهم لإكمال دراستهم بعد فقدان زوجها.

 

وتشرح لنا السلام خلال مقابلة معها في غرفة من منزلها، التي حولت جزءاً منها لعرض ما تصنعه من إعادة استخدام الجرائد، كيف وظَّفت مهارتها العالية في تنسيق الورود والرسم على الزجاج لتحول ورق الجرائد إلى منتجات تستخدم في أغراض متعددة ويمكن غسلها بالماء. 

 

وتقول السلام إن البداية كانت حين عُرض عليها المشاركة في إحدى البازارات بمنتجات من إعادة التدوير العام 2017: " دخلت على الانترنت وصرت أدور عن شغلات بإعادة التدوير أو إعادة الاستخدام ولقيت اعادة استخدام الجرايد وتعلمت وبلشت بالتطبيق وبعدها عملت دورة بمنظمة وتدربت وصرت أشتغل بإتقان أكثر".

 

وتستخدم سميرة أدوات بسيطة في عملها كالمقص والعود الخشبي والسيليكون والفرشاة لطلي وعزل الورق بعد لفه بحيث يمكن غسله بالماء من دون أن يتضرر، وتضيف سميرة أن صناعة أي قطعة تستغرق أربعة أيام بعد مرورها بعدة مراحل.

 

سميرة (52 عاما) نجحت في التنويع بمنتجاتها، فهي تصنع مجسمات وأشكال يصعب التصديق بأنها مصنوعة من ورق الجرائد مثل التحف وأدوات للزينة وعلب الهدايا، إضافة إلى أن بعضها تحاكي التراث كالمهباش وأخرى يمكن استخدامها كالحقائب النسائية والكراسي القابلة للجلوس عليها.

 

 

 تمكنت سميرة من المشاركة في ثلاثة بازارات بمنتجاتها، التي شكلت أحد مصادر دخلها واكتساب مهارات جديدة من خلال الاطلاع على عمل زميلاتها الأردنيات اللواتي يعملن أيضا بإعادة التدوير.

 

 

وبعد نحو عام من بدء مشروعها الصغير تأمل سميرة أن تتمكن من الحصول على معدات تمكنها من العمل بشكل أفضل وفتح ورشة ومعرض صغير لبيع ما تنتجه.

 

 

ويرى الخبير الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش أن الكثير مما يعتبر مخلفات ونفايات يعاد تدويره واستخدامه بطرق تعوض كلفة التخلص منه، وأن هذه الأفكار يمكن أن تتحول من مجرد مشاريع صغيرة إلى مشاريع كبيرة تساهم في إعادة تشكيل البيئة.

 

 

ويضيف أن هذه الأفكار ستساهم في إعادة تشكيل البيئة الاقتصادية والاجتماعية بشكل يسمح بالالتفات إلى التفاصيل الصغيرة التي قد تحدث فرقا عند التعامل معها بحيث تساعد في الحصول على فوائد اقتصادية والتخلص من النفايات بطرق مبتكرة وجديدة عوضا عن تحويلها إلى مجرد نفايات لا يستفيد أحد منها.

 

قوانين وأنظمة

وأقرت وزارة الشؤون البلدية العام 2017 تعليمات تراخيص ممارسة المهن داخل المنازل ضمن حدود مناطق البلديات استنادا لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى.

 

 

واشترطت التعليمات في اعتماد المهن للعمل من داخل المنازل أن لا تتطلب ممارستها استخدام معدات أو القيام بعمليات تصنيع أو إنتاج أو تقديم خدمة من شأنها إحداث ضجيج أو اهتزاز أو دخان أوغبار أو رائحة، وأن لا يكون لها تأثير سلبي على الجوار.

 

 

واشترطت أيضا أن لا تستخدم أو تنتج مواد خطرة وأن لا تؤثر على الصحة أو السلامة العامة وأن لا تستخدم أو تنتج أو تتطلب استخدام معدات أو عملية تصنيع من شأنها استهلاك الخدمات أوالبنية التحتية للمنطقة السكنية.

 

 

وبينت التعليمات أن المساحة المسموح استغلالها لترخيص المهنة المنزلية أن لا تزيد على 15 بالمئة من المساحة الأرضية الإجمالية أو 25 مترا (أيهما اقل)، وأن لا تتم ممارسة المهنة خارج حدود البناء المفرز أو المغلق للمنزل كالشرفات المكشوفة أو الساحات أو الكراجات.

 

 

بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم وزارة البيئة عيسى الشبول، إن الوزارة تشجع المبادرات الفردية لإعادة التدوير والتخلص من النفايات لدورها في تحسين الواقع البيئي والحد عمليات التلوث الناجمة عن المخلفات والاستفادة منها، وإن الوزارة تنفذ معارض للمنتجات المصنوعة من إعادة التدوير.

 

 

وأوضح أن إعادة التدوير في المنازل لا يتطلب وجود تراخيص من وزارة البيئة، في حين أن الأنشطة الكبرى تستلزم الحصول على الموافقات من الوزارة.

 

 

وأضاف الشبول أنه لا يوجد إحصائيات ولا دراسات للمبادرات الفردية لإعادة التدوير، مؤكدا أن الوزارة تؤيد هذه المبادرات التي تساهم بتعزيز هذه الثقافة وتنميتها للحد من تلوث البيئة. 

 

 

هذا وأُطلقت منصة "سوق فن" في شهر تموز 2018 تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، حيث تتيح المنصة للعاملين والعاملات في صناعة الحرف اليدوية والمشغولات الفنية والمنتجات المحلية المصنوعة يدويا فرصة تسويق منتجاتهم المختلفة للباحثين عنها وبيعها، وبالتالي زيادة مبيعاتهم وإيجاد دخل جديد لهم ولأسرهم.