عيون أردنية على المشهد السوري

عيون أردنية على المشهد السوري
الرابط المختصر

جاءت تصريحات وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة محمد المومن، حول اتخاذ العلاقات الأردنية السورية منحى إيجابيا، بعيد الإعلان عن بدء عمل مركز مراقبة وقف إطلاق النار في الجنوب السوري في عمان.

 

ويرى الكاتب فهد الخيطان، أن هذا المركز يأتي كنتاج لاتفاق عمان بين كل من الأردن والجانبين الروسي والأمريكي، لوقف إطلاق النار في محافظات سورية الجنوبية "السويداء، درعا والقنيطرة" الذي وقع في عمان قبل نحو خمسين يوما، في خطوة تمهد للوصول لخفض التصعيد جنوبا وبناء حالة من الاستقرار الدائم.

 

ويضيف الخيطان أن الاتفاق صمد على نحو يغري بنسخ التجرية وتطبيقها في مناطق أخرى من سورية, مشيرا إلى ما لعبه تعاون الأردن ونفوذه الإيجابي في الجنوب السوري من دور حاسم في نجاح الاتفاق.

 

 

و"لم يرتب الاتفاق على الأردن أي دور عسكري أو أمني داخل سورية في التزام صارم بمبدأ استراتيجي حيال الأزمة.. وعنوانه عدم التدخل عسكريا في سورية والعمل مع كافة الأطراف من أجل حلّ سياسي يضمن وحدة سورية أرضا وشعبا".

 

ويلفت إلى أن "مركز عمان مرشح مستقبلا للعب دور بناء في الجنوب السوري، وتوسيع دائرة مهامه لتشمل تقديم المساعدات الإنسانية للسكان، وتسهيل عودة اللاجئين، وعمليات إعادة الإعمار".

 

فـ"الأردن يرغب من اتفاق عمان لوقف إطلاق النار التأسيس لحالة من الاستقرار تسمح مستقبلا بفتح المعابر الحدودية بين البلدين واستئناف حركة التجارة. لكن خطوات كهذه لا تبدو وشيكة أبدا، فهى نتاج لتطورات لم تنضج بعد وتتطلب مقاربات أمنية وسياسية واقتصادية".

 

ويقرأ الكاتب محمد داودية، تصريحات الوزير المومني باهتمام وارتياح كبيرين، والتي أكد خلالها على أن استقرار سوريا مصلحة أردنية. وأن العلاقات مع سوريا بدأت تأخذ منحى إيجابيا، بعد الاستقرار الذي بدأ يشهده الجنوب السوري.

 

فقد "برهنت الأحداث على ان استقرار سوريا هو مصلحة اردنية ومصلحة عراقية ولبنانية وتركية ومصلحة قومية. كما ان استقرار الأردن هو مصلحة سورية وعراقية وخليجية"، يقول داودية.

 

أما الكاتب فايز الفايز، فيقول "كان الجميع يسأل منذ اليوم الأول عن الموقف الأردني، ولكن لم يسأل أحد ما هو الثمن الذي سيدفعه الأردن، و لم يسألوا عن اليوم الثاني الذي كان ينتظر فيه أن يسقط النظام السوري ويرحل الأسد".

 

 

ويشير الفايز إلى أن تصريحات المومني "ليست إكتشافا سوريا تاريخيا، بل إن المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس الأسد، يدركون أن الأردن هو مصلحتهم وحائط الحماية الجانبي لهم".

 

 

ويخلص الكاتب إلى القول إن "سوريا مهمة جدا للأردن، تماما كالعراق، ومثلها الدول الشقيقة في الخليج كما السعودية، وموقعه كـ»دوار الشرق الأوسط» يجعله مرصدا لمصالح الجميع، ويجب على الجميع أن يرصد مصالح الأردن، فالاردن بعكس الأشقاء إقتصاده يعتمد على «إقتصاد العجلة» فحركة النقل البري هي التي تدعم إقتصاده وتحرك أسواق الشرق والشمال، ولكن القيادة الأردنية لا تعتمد حركة النقل السياسي، فالمواقف الثابتة عربيا هي في غاية الأهمية بالنسبة له، ولذلك بات يسعى الى تغيير المنهجية السياسية لدى الأشقاء لإعادة تصويب الخطأ الذي وقع".