عمّان وموسكو.. والجنوب السوري

عمّان وموسكو.. والجنوب السوري
الرابط المختصر

تمحورت محادثات وزير الخارجية الروسي في عمان الاثنين، على مختلف قضايا المنطقة وعلى رأسها الأزمة السورية، ومدى فاعلية اتفاق تخفيض التصعيد في الجنوب السوري، والآمال المرجوة بتوسيع نطاقه.

 

الكاتب محمد أبو رمان، يلفت إلى آخر التطورات في ريف السويداء المحاذي للأردن، وتوسيع الجيش السوري من "رقعة" سيطرته على تلك المناطق، فيما لا يزال موقف الفصائل المسلّحة الناشطة في تلك المنطقة غير مستقر.

 

ويضيف أبو رمان إلى أن "أوامر الغرفة العسكرية المشتركة (الموك) كانت تقتضي بانسحاب تلك الفصائل وعدم الدخول في مواجهة مع جيش الأسد، والتفسير غير الرسمي لهذه المطالب يتمثّل بأنّ ميزان القوى غير متكافئ، وأنّ المواجهة ستؤدي إلى إبادة تلك الفصائل".

 

أما الخلفية العميقة لموقف الأردن وشركائه، بحسب الكاتب، فتتعدّى ذلك إلى أسباب جوهرية أكبر، في مقدمتها التحوّل الاستراتيجي في النظرة إلى تطوّر الأحداث السورية، ضمن ذلك التغير في ميزان القوى لصالح النظام السوري وحلفائه.

 

 

كما "أنّ هنالك رهاناً كبيراً على الدور الروسي، وعلى مناطق منخفضة التوتر لإنجاح المشروع، وحماية المصالح الأردنية الحيوية والاستراتيجية في المنطقة الجنوبية التي تقع على الحدود الأردنية، وأصبحت مساحة واسعة منها اليوم ضمن "تفاهمات الهدنة العسكرية""، بحسب أبو رمان.

 

فـ"الرهانات الأردنية اليوم تذهب باتجاه دور روسي فاعل أكبر مما هي مرتبطة بالدور الأميركي، الذي أصبح "مطبخ القرار" في عمّان مقتنعاً بأنّه سيكون محدودا.. لكن مع ذلك تبقى هنالك شكوك عميقة وهواجس من المفترض ألا تغيب عن الحسابات السياسية فيما يتعلّق بضمانات استمرار الهدنة العسكرية، والحفاظ على الأوراق الأردنية في سورية".

 

أما الكاتب جورج طريف، فيرى أن مؤشرات الأخبار الميدانية والسياسية المتعلقة بالأزمة السورية تدل على أننا بدأنا نقترب من نهاية هذه الأزمة التي استمرت أكثر من ست سنوات.

 

إلا أن المشكلة في الأزمة السورية، بحسب طريف، تتمثل بتعدد أطراف النزاع وتعدد الجهات والدول الداعمة لكل طرف من جهة وتعدد مصالحها وأهدافها من جهة أخرى.

 

"ومع ذلك فإن الأمل معقود على عواصم صنع القرار للاتفاق على مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه والعمل على منع التدخل في شؤون الدول الأخرى وإطلاق عملية سياسية واسعة في سوريا تشمل جميع الاطياف السياسية وتقود الى انهاء الأزمة بالطرق السلمية".

 

ويتناول محرر صحيفة الرأي في افتتاحيتها، زيارة لافروف للأردن، مشيرا إلى أن الاهتمام الكبير الذي حظيت به مباحثاته مع الملك عبدالله الثاني، يعكس طبيعة وحجم الدور المحوري والحيوي الذي يلعبه الأردن في قضايا المنطقة.

 

ويوضح بأنه لم يعد بمقدور اي من عواصم القرار الدولي تجاهل تداعيات وأكلاف ما يحدث في منطقتنا من ازمات والتهديدات التي يشكلها استمرار هذه الازمات وايضاً في ما خص ضرورة تركيز الجهود ضمن اطار ونهج شاملين لمحاربة الارهاب واجتثاثه وتجفيف منابعه المادية والفكرية وما تبقى من حاضناته الآخذة في التقلص.

 

وينتهي المحرر إلى القول إن "محادثات الوزير الروسي في عمان شكّلت اشارة واضحة على ان العلاقات الاستراتيجية الاردنية الروسية مكرّسة لخدمة المصالح المشتركة للبلدين وهي ايضا جهد مشترك لحل ازمات المنطقة بالحوار والمنطق السياسي, بعيداً عن منطق الحرب.