عملية الكرك تساؤلات حول طبيعة التعامل الأمني

عملية الكرك تساؤلات حول طبيعة التعامل الأمني
الرابط المختصر

مع انتهاء العملية الأمنية في مدينة الكرك، التي تعد سادسالحوادث الأمنية خلال العام الحالي، تبرز على السطح تساؤلات حول طبيعة التعامل الأمني مع مثل هذه الحوادث، وكيفية تعاطي الجهات الرسمية معها على الصعيد الإعلامي لتوضيح مجرياتها.

 

الخبير العسكري الاستراتيجي الفريق المتقاعد الدكتور قاصد محمود، يرى  أن ما حدث في الكرك، هو استمرار لحالة معلنة بمواجهة من الفكر الإرهابي والخارجين عن القانون ممن يستهدفون قوام الدولة.

 

ويوضح محمود أن اختيار تلك المجموعة التي يصفها بالإرهابية  لقلعة الكرك والتدخل المباشر بإطلاق النار في منطقة القطرانة، لم يكن مصادفة، وإنما يأتي ضمن خطة منظمة.

 

ويؤكد على ضرورة اتسام الإجراءات المتخذة في قواعد الاشتباك والتدخل الأمني في مثل هذه الظروف بالدقة العالية، مشيرا إلى صعوبة الحصول على المعلومات في مثل هذه العمليات، خاصة في ظل البعد الجغرافي لمدينة الكرك عن العاصمة عمان، وعن المراكز الأمنية للدولة، إضافة إلى طبيعة التخطيط والتعامل السريع على أرض المواجهة.

 

ويرى محمود أن الاحتراف في التعامل مع تلك المجموعات القليلة يجب أن يبدأ من الاستخبارات الأولية، إلى جانب أهمية رفع مستوى الوعي المعرفي والوطني لدى أفراد المجتمع ليجري العمل على إفشال مخططاتها قبل البدء بتنفيذها.

 

ويصف تعامل الأجهزة الأمنية مع الحادث بأنه كان على أعلى درجات من المهنية، إضافة إلى ما قدمه المواطنون المحليون ميدانيا.

 

ويرجح  محمود تكرار مثل هذه الحوادث في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة، محذرا من تعرض المملكة لغيرها من العمليات.

 

وفيما يتعلق بكيفية تناول الحدث عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، يقول الكاتب جميل النمري أن التغطية الرسمية للحدث كانت محدودة، الأمر الذي دفع المواطنين إلى وسائل الإعلام الخاصة والعربية لمعرفة ما يدور من أحداث، وما صاحبه من انتقادات لضعف التغطية الرسمية.

 

ويؤكد النمري أن هناك بعض الوسائل الإعلامية الخاصة تابعت الحدث بكل مهنية، رغم تقديمها لبعض المواد التي تخلو من الدقة أو المبالغة بمتابعتها، إلا أنها استطاعت أن تعمل على تغطية الحدث بصورة أفضل من الإعلام الرسمي.

 

ويعتبر أن تواصل رئيس الوزراء خلال جلسة النواب التي تزامنت مع العملية الأمنية، كانت تتسم بالشفافية من خلال إيصال المعلومات الرسمية المتوفرة لديه، مع حرصه على ذكر الوقائع الحقيقة للحدث بدقة عالية.

ويصف النمري تعامل المواطنين في المحافظة مع الحدث بالجانب الإيجابي والمشرق، وأن مشاركتهم لرجال الأمن بما يمتلكون من أسلحة ليس إلا ردا طبيعيا على المجرمين ورسالة قوية لهم بأنهم جزء من جنود الوطن، على حد تعبيره.

 

هذا وأعلنت الأجهزة الأمنية المشتركة مساء أمس انتهاء العملية الأمنية ضد المجموعة المسلحة التي وصفتها بالخارجية عن القانون، والتي تحصنت داخل قلعه الكرك،  بعد  القضاء على أربعة منها، واستشهاد 6 من رجال الأمن و4 مواطنين، وسائحة كندية الجنسية.

أضف تعليقك