على طريق "الرابع"

على طريق "الرابع"
الرابط المختصر

لا يزال رئيس الوزراء المكلف عمر الرزاز يعمل على عقد مشاوراته الماراثونية ضمن مساعيه لتشكيل الحكومة الجديدة التي تباينت التقديرات حول إعلانها إن كان قبل عطلة عيد الفطر أم بعدها، وسط تداول قوائم مختلفة تتضمن أسماء متوقعة تشملها تركيبة الفريق الحكومي.

 

الكاتب فهد الخيطان، يلفت إلى ما يتردد من أنباء عن تأجيل تشكيل الحكومة الجديدة للأسبوع المقبل، "بسبب حرص الرئيس المكلف على اختيار أفضل تشكيلة وزارية ممكنة تستجيب لمتطلبات وتحديات المرحلة، ولاعتبارات أخرى تتعلق بتوافق مؤسسات القرار على أسماء المرشحين".

 

ورغم أهمية التشكيل الحكومي، إلا أنه يعد، بحسب الخيطان،أهون تلك التحديات، ففي الأيام الماضية طرح الرئيس المكلف جملة من الأفكار التي تؤشر على رؤيته لبرنامج الحكومة المقبلة، ورغبته الواضحة بإدخال تغييرات جذرية على أسلوب إدارة شؤون البلاد، وما اصطلح عليه اختصارا "تغيير النهج".

 

و"هذه عملية سياسية كبرى نجاحها مرهون بتوفر جملة من المتطلبات على الرزاز وفريقه العمل على توفيرها لتحقيق الغايات المنشودة"، يضيف الخيطان.

 

وينتهي الكاتب إلى القول بأن الوفاء بهذه المتطلبات يحتاج لفريق وزاري من طراز رفيع؛ مسيس ويحوز على خبرات في مجالات اختصاصه، ويتمتع بقدر كبير من السمعة الطيبة والسيرة العملية النزيهة والوفاء الوطني الأصيل، لكن وبالقدر نفسه الحاجة ماسة أيضا للانتقال السريع إلى العمل ومغادرة مربع التشكيل والتأليف، فالمشاورات الطويلة تحول العملية إلى لعبة كراسي ملها الأردنيون.

 

أما الكاتب عصام قضماني، فيرى أن أمام الحكومة قضايا أساسية عديدة أهم من مراجعة القرارات الاقتصادية التي أصبحت واقعا ، فالتحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية عليها أن تتعامل معها بإيجابية في ضوء محددات منها كتاب التكليف، والبرلمان المتحفز ، وصندوق النقد الدولي ، والرأي العام القوي المنقسم ووسائل الإعلام.

 

فـ"ثقة مجلس النواب بحكومة الرزاز الجديدة لن تكون ( تحصيل حاصل) ، ليس لأن الحكومة لن تكون مؤهلة بل لأن الظروف تغيرت ولأن مجلس النواب هو الذي يقع تحت القصف الآن وفيه معارضة لم تشارك في حراكات الرابع والمحافظات هي حتما ستكون فاعلة تحت القبة ، وعلى الحكومة أن تستعد لمواجهة ردود فعل قوية وأن تأخذها بالحسبان".

 

ويضيف قضماني "ربما كان قصد الرئيس بتعهده هو تغيير النهج كما يطالب الشارع وليس مراجعة القرارات لكن حتى هذه , فما هو المقصود من تغيير النهج".

 

فيما يصف الكاتب جهاد المنسي، ما يتحدث به رئيس الوزراء، بالمطمئن والإيجابي ويبعث على الارتياح، فالرجل، بلا مقدمات، تحدث أمام النواب عن حكومات برلمانية، وأكد حرصه على العمل مع مجلس النواب لإطلاق حوار وطني يفضي لتوافق على ما أسماه ميثاقا يوصل الجميع للحكومات البرلمانية.

 

"وعندما يؤكد الرجل أن الرؤى الملكية يجب أن لا تبقى مجرد شعارات، فإنه يضع الأساس الرئيس لتحقيق ذلك من خلال وعي وثقافة وبناء مؤسسات قوية"، يضيف المنسي.

 

ويشير الكاتب إلى الحجم الكبير من المتفائلين بالرئيس الرزاز، وحضوره الملحوظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "وهذا ما يتوجب البناء عليه واستغلاله لإعادة الاعتبار للدولة وهيبتها وحضورها في المجتمع، من دون أن نصدم الناس بحقائق لم يتم كشفها".

 

وآخر القول، لدى المنسي، "إن كل ذلك يعني أن تحرص حكومتنا الجديدة على ولايتها العامة وأن تؤسس لمرحلة يصبح فيها مبنى الرئاسة في الدوار الرابع هو السلطة التنفيذية قولا وفعلا، وعدم ترك أي طرف يؤثر عليها أو ينازعها ولايتها العامة، أو يسعى للنيل منها والتطاول عليها وتجاوزها".