بعد العروض الاقتصادية التي قدمتها الإدارة الأمريكية خلال ورشة البحرين الأخيرة، بدأ المستشار الأميركي جاريد كوشنر تحركاته السياسية كنوع من الضغط على دول المنطقة ومن بينها الأردن، للقبول بالخطة الجديدة للسلام المعروفة بصفقة القرن.
إلا أن كوشنر، وخلال زيارته السريعة لعمان، لم يقابل سوى بتجديد الملك عبد الله الثاني، التأكيد على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق السلام العادل والدائم والشامل، ورفض كافة الحلول البعيدة عن مبدأ حل الدولتين.
المحلل السياسي أنيس الخصاونة، يرى أن زيارة كوشنر تحمل ضغوطا و"استفزازا" لدول المنطقة للقبول بالشق السياسي من الصفقة، بعد الإغراءات الاقتصادية التي قدمت خلال ورشة البحرين.
ويشير الخصاونة إلى أن الموقف الأردني الرافض لخطة الإدارة الأمريكية كان واضحا، واصفا إياها بـ القوي والثابت ويعد الاكثر وضوحا بين باقي الدول العربية.
أستاذ العلاقات الدولية الدكتور زيد عيادات يعتبر زيارة كوشنر الى عمان، تأتي كتأكيد على الدور الأردني بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، إضافة إلى دوره في مختلف القضايا الإقليمية، الأمر الذي يكلف المملكة ثمنا باهظا.
ويرجح عيادات أن يكون كوشنر يحمل خلال زيارته دعوات لحضور القمة المزمع عقدها في كامب ديفيد الشهر المقبل، لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بعض تفاصيل الصفقة.
يأتي عقد القمة قبيل الانتخابات الاسرائيلية، حيث سيعرض الرئيس الأمريكي أمام المشاركين في القمة، الشق السياسي من صفقة القرن، والذي يتضمن رؤيته للسلام بين اسرائيل والفلسطينين بحسب صحيفة عبرية.
وتوضح الصحيفة أن زيارة كوشنر الحالية للشرق الأوسط بهدف دعوة القادة العرب الى القمة، مع توقعات برفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة برمتها.
في تصريحات للسفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم، يلفت إلى أن زيارة كوشنر للمنطقة، تأتي في ظل التحركات الفعلية لتنفيذ صفقة القرن على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
ويؤكد حلوم بانه من الواضح ان المرحلة الحالية تشهد تطورات خطيرة جدا، واستغلالا للحالة التي يمر بها الوطن العربي من تحديات سياسية من أجل تمرير هذه الصفقة.
رفض حزبي ونقابي لزيارة كوشنير
واحتجاجا على هذه الزيارة أطلقت فعاليات شعبية وحزبية حملة الكترونية تحت عنوان "لا أهلا ولا سهلا كوشنر"تعبيرا عن رفضهم للزيارة.
كما عبرت النقابات المهنية عن رفضها للزيارة، التي وصفها رئيس مجلس النقباء المهندس أحمد الزعبي بالمشؤومة، مشددا على رفض أي مشروع يمس بالحقوق الفلسطينية أو المصالح الأردنية.
ويوضح الزعبي انه منذ اللحظة التي أعلن عنها كوشنير للزيارة المنطقة تم الاعلان عن عقد اجتماع طاريء تتمثل بلجنة الحريات ومقاومة التطبيع لوضع خطة عمل تنفيذية لمواجهة هذه الزيارة.
ومن ضمن تلك الخطة إطلاق حملة الكترونية، وعمل وقفة احتجاجية، بالاضافة الى تنفيذ سلسلة بشرية تحيط السفارة الامريكية من كافة الجهات وذلك تأكيدا على رفض كافة الاتفاقيات مع الجانب الاسرائيلي.
هذا واستنكر حزب جبهة العمل الإسلامي هذه الزيارة باعتبارها تتناقض مع التأكيدات الرسمية برفض صفقة القرن وبكل مخرجاتها، مؤكدين على ضرورة أن ينسجم الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي في مواجهة هذه الصفقة.