"صفقة القرن" و"كرت المؤن"

"صفقة القرن" و"كرت المؤن"
الرابط المختصر

حملت القمة الأردنية الفلسطينية التي جمعت الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس، العديد من الملفات كان أبرزها التأكيد على رفض ما يعرف بـ"صفقة القرن"، وآخر المستجدات وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتلويح الأمريكي بإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا".

 

الكاتب عمر عياصرة، يؤكد أن استهداف الوكالة من قبل واشنطن، يعد "مساسا بأمننا الوطني، فالاونروا تعني اللاجئين، وهو ملف يجب تركه لمرحلة الحل النهائي وعدم المساس به".

 

ويضيف عياصرة بأن "الأميركان يعرضون على الأردن تقديم دعم مالي يساوي ما كان يدفع للاونروا، مقابل التخلي عن الاونروا، وتصفية وجودها، هنا قام الاردن بالرفض، فهو يدرك ان قصة الاونروا ليست اموالاً بقدر انها حق فلسطيني متداخل مع مصالحنا الوطنية".

 

فـ"الاونروا تساوي أردنيا قضية اللاجئين، وهي قضية مرتبطة بأمننا الوطني ومصالحنا الاستراتيجية، لذلك علينا ان نرفض تصفيتها، ولا نقبل البديل المالي عنها، فرمزيتها أهم وأغلى وأدعى أن نقاتل لأجلها".

 

أما علاء الدين أبو زينة، فيشير إلى أن معظم المتابعين لما تدعى "صفقة القرن" التي يُعدّها ترامب ونسيبه، كوشنر، يقرأون فيها جهدا لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا.. ولعل من أبرز ملامح "الصفقة" المشؤومة، قطع أي صلة للاجئين الفلسطينيين بوطنهم. والوسيلة الأبرز لتحقيق ذلك هي تصفية الأنروا.

 

فحرمان الوكالة من التمويل الأميركي، يأتي، بحسب أبو زينة،في إطار المزيد من تجويع الفلسطينيين من جهة،و" قتل أول وآخر هيئة دولية تعطي اللاجئين الفلسطينيين وثيقة تصفهم بهذا الوصف"، من جهة أخرى.

 

ويلفت الكاتب إلى أن أهمية "كرت المؤن"، لا تقتصر على الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين، فهو يعني لهم "جواز السفر"، أو "دفتر العائلة" الفلسطيني.

 

 

ويضيف أبو زينة بأن "المشكلة التي كانت دائماً مطروحة، وأصبحت أكثر إلحاحا اليوم، هي: ما العمل إذا تمكنت الولايات المتحدة من إلغاء وكالة الغوث؟؟ والأهم: أين ستذهب سجلات اللاجئين؟؟

 

أما الكاتب أحمد عزم، فيفضل استخدام تسميات من نوع خطة كوشنير، أو خطة "أديلسون- كوشنير"، بدل الوقوع في فخ مصطلح "الصفقة النهائية"،

 

ويستحضر الكاتب إعلان المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيللي، عن رفضها لتعيين أي فلسطيني في أي موقع اعتباري دولي، حتى على شكل موظف أو مندوب بارز في أي قضية في العالم، مشيرا إلى أنها لا تتحرك بتفكير ذاتي بل بما يشبه الإملاءات والتعليمات، التي جاءتها من الراعي الصهيوني.. ولأنّ اسم فلسطين يجب أن يختفي، من وجهة نظر من يقدم لها الإملاءات، على حد تعبيره.

 

ويخلص عزم إلى القول بأن "مقابلة كوشنير "الوقحة" في صحيفة القدس، في حزيران (يونيو) الفائت عن رفع أجور الفلسطينيين، بدلا من الحديث السياسي، هي مخططه الذي يتبجح أنه سيحققه. لذا الأجدى الابتعاد عن استخدام مصطلح "صفقة القرن" المضلل، إلى تسمية مثل مخطط كوشنير- أديلسون، أو ما شابه".

أضف تعليقك