"شط اسكندرية!"
لم يكد الأردنيون يستيقظوا من جملة الأحداث خلال الربع الأخير من الشهر الماضي، حتى جاءت المباراة النهائية لدوري الأندية العربية، التي خسر فيها النادي الفيصلي مقابل نظيره الترجي التونسي، وما أعقبها من احتجاجات الجماهير واللاعبين واعتداء على حكم المباراة الذي حملوه مسؤولية خسارة ناديهم.
الكاتب محمد أبو رمان، يرى أنه وبأخذ بعين الاعتبار أنّ هنالك ظلماً غالباً وقع على الفريق، فإنّ تصرفات اللاعبين والإداري والجماهير لا يمكن تبريرها أو تقديم الأعذار لها، مشيرا إلى أن المتضرر الأكبر مما حدث هو سمعة النادي نفسه، وسمعة الجماهير الأردنية.
فـ"الفيصلي ليس أول ولا آخر فريق قد يتعرض لظلم تحكيمي، أو لنقل في أسوأ الحالات "مؤامرة"! لكن فلتان الأعصاب من لاعبين وإداريين وجمهور، أمر خارج إطار مفاهيم كرة القدم بأسرها، وتكشف أنّ لدينا مشكلة بنيوية وجوهرية في البناء الذهني والنفسي للاعبين والثقافة الجماهيرية عموما"، يضيف أبو رمان.
ويؤكد الكاتب على ضرورة أن نتعلم دروساً رئيسية مما حدث، وأول هذه الدروس الحفاظ على ضبط الأعصاب من قبل الجميع، بخاصة اللاعبين والإداريين، لأنّ ما حدث لا يمكن المرور عليه من قبل اتحادات كرة القدم في أيّ منطقة، والاعتداء على الحكم وتكسير المدرّجات هذه ثقافة مرفوضة تماما.
كما يؤكد الكاتب كامل نصيرات، الذي لا يحب كرة القدم العربية، أنه "وبغض النظر عن (تحكيم الحكم المصري) في مبارة الفيصلي مع الترجي التونسي ..هل الاعتداء على الحكم المصري هو الردّ المناسب وطريقة احتجاج مقبولة".
ويضيف نصيرات "أعرف أن المتعصبين لرأيهم و الفرحين بضرب الحكم سيخالفونني الآن ..وقد يمسّني سيل من الشتائم و الطعن بوطنيتي وانتمائي ..ولكن الحقيقة و المبادئ أجلّ و أعزّ من أي رأيٍّ لا يجعل الوطن يتقدّم و يتخلّص من خشونة أبنائه التي يحاول الكثيرون زرعها فيه لتصبح عنواناً بارزاً له".
وينتهي الكاتب إلى "أننا سندخل في أزمة مع الجهات المصريّة ..لن تكون أزمة سياسية بالتأكيد ..ولكن سيبقى تأثير الحدث و يمتد لأن ما حدث ينمّ على أن الشعوب العربية في مرحلة (الخداج) ولم تكبر بعد ..لأنها شعوب مهزومة ؛ تفرّغ كبتها في كلّ شيء إلاّ في الاتجاه الصحيح".
ويذهب الكاتب إبراهيم القيسي، إلى أن "رود الأفعال حول الخطأ التحكيمي ليست مقبولة بلا شك، لكنها تحدث، والمصريون هم أكثر شعب عربي يعرف بأنها تحدث، وتاريخهم مع كرة القدم وهوسهم بها معروف، ولديهم تاريخ مؤسف في شغب الملاعب".
ويوضح القيسي "إن الأمر طبيعي تقريبا، ولا يجب أن نفسره بغير شغب ملاعب مؤقت، ينتهي بسرعة لا سيما وأن طرفه الغاضب أردني.. فالأردني يغضب نعم؛ لكنه كعادته يتعامل بأخلاق رفيعة، ويعتذر عن الخطأ ويتجاوز عن وقوعه في الظلم التزاما منه ومحبة لكل الأشقاء العرب".
الكاتب صالح القلاب، يقول من جانبه، إنه وبغض النظر عن التهم التي وجهت إلى حكم الملعب.. فإن الأردنيين اعتبروا ويعتبرون أن «بطلهم» قد أظهر أداء رائعا وأنه بالنتيجة قد فاز فوزاً عظيماً .. وأن الأيام قادمة والمهم الآن هو الإستعداد لما هو مقبل وهو ألاّ تهتز ثقة أبطالنا بأنفسهم وأن يواصلوا التأهل".
فيما يؤكد الكاتب محمد عبد القادر، بعد استعراضه لمجريات المباراة، أن الاتحاد العربي لكرة القدم ولجنة التحكيم فيه مطالبة بدراسة الأخطاء التحكيمية، التي أثرت على نتيجة هذه المباراة والعمل على اختيار طواقم حكام الكرة من الأكفاء المشهود لهم بالنزاهة والحياد والقدرة على إدارة مباريات بمستوى النهائي بين الفيصلي والترجي.
فـ"لا يختلف اثنان أبداً بأن فريق الفيصلي قد ظلم تحكيمياً وضاعت بسبب ذلك فرصة تاريخية للفوز بالبطولة، فالظلم الرياضي خاصة في التحكيم من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشغب والعنف".