حماس والعهد الجديد

حماس والعهد الجديد
الرابط المختصر

كان لتصريحات القائد الجديد لحركة حماس يحيى السنوار الذي خلف القيادي خالد مشعل، ردود فعل متباينة وقراءات متعددة بين المحللين وكتاب الرأي حول توجهات الحركة في العهد الجديد داخليا وخارجيا.

 

الكاتب أحمد عزم، يتناول أبرز ما طرحه السنوار من مواقف تشير إلى الواقعية التي يتسم بها، أولها حديثه عن المجلس الوطني الفلسطيني، الذي طالب بإعادة تشكيله دون اشتراط الانتخاب، وهو ما قد يفتح الباب، إذا ما تحول إلى موقف لحركة "حماس" لعقد انتخابات تشريعية ورئاسية مع التوصل لصيغة لإعادة تشكيل المجلس الوطني.

 

والموقف الثاني هو حديثه عن الحرب، حيث يقول "لا نريد الحرب، وشعبنا يريد التقاط أنفاسه، ولأننا نعمل على مراكمة القوة بشكل يومي بهدف التحرير وليس بهدف حماية غزة فقط".

 

ويؤكد عزم أن الواقعية هنا تحتاج بعدا عمليا، وهو وضع برنامج حقيقي وعقلاني وواقعي يتعلق بالتحرير، فهذا التصريح فيه إقرار مزدوج، الأول أنّه لا يمكن اللجوء للعمل المسلح انطلاقا من غزة، والثاني أنّ هذا لا يلغي السؤال، ماذا عن باقي فلسطين؟

 

"أمّا بالنسبة لتصريح السنوار استعداد حركته لحل اللجنة الإدارية شريطة" إنهاء المبررات التي أدت لتشكيلها"، فإنّ هناك حاجة للصراحة أكثر هنا. هل "حماس" على استعداد للسماح لحكومة الوفاق بالعمل في غزة؟"

 

ويخلص الكاتب إلى القول إن "الأهم من ذلك أنّ هناك استحقاقات لقبول حكومة وحدة أو غير هذا، منها تنظيم علاقة سلاح الفصائل مع الحكومة، وكذلك، مسألة حصر العلاقات الخارجية بالهيئات الشرعية".

 

ويوالي السنوار، بحسب الكاتب محمد خروب طرَحَ المزيد من المفاجآت والاستدارات السياسية اللافتة، على نحو يطوي إلى حد كبير «الخطاب» الذي كانت حماس عليه في «عهد» خالد مشعل.

 

ويضيف خروب "صحيح أن السنوار، ليس الرجل «الأول» في الحركة، بعد أن استقر اسماعيل هنية في رئاسة المكتب السياسي، إلاّ أنه أظهر حضوراً لافتاً في مهمته الجديدة وبخاصة ان الرجل الذي امضى اكثر من عقدين في سجون العدو الصهيوني، يتوفر على قراءة «نِضالية» واقِعية ومغايِرة".

 

ويلفت الكاتب إلى أنه "لم يعد أمام حماس من خيارات سوى الاضمحلال والضمور (أو) إعادة تصويب «المسار» الذي كاد يودي بها الى التهلكة"، حيث  يبدو أن السنوار أراد تصويب الاتجاه و»استنقاذ» ما يمكن انقاذه من تحالفات، بعد ان وصلت الحركة – أو كادت – الى طريق مسدود.

 

أما الكاتب صالح القلاب، فينتقد تصريحات السنوار التي أكد خلالها أن إيران هي «الداعم الأكبر» للجناح العسكري لحركة حماس، مشيرا إلى أن مسألة الإنفتاح على نظام بشار الأسد، تصبح قراراً إيرانيا بيد قاسم سليماني وحراس الثورة الإيرانية وليس بيد إسماعيل هنية ولا خالد مشعل ولا أي مسؤول «حمساويٍّ».

 

ويشير القلاب إلى "أنّ «الداعم الأكبر» لحركة «حماس» هو من فرض عليها الإنسحاب من إتفاقية مكة المكرمة بعد ساعات قليلة من توقيعها وهو من ألْزمها بإنقلاب عام 2007 العسكري على «فتح» و»السلطة الوطنية» و»منظمة التحرير».

 

و"إذْ يصبح اصطفاف «حماس» وجناحها العسكري إلى جانب إيران:»الداعم الأكبر» مُعلناً فإن هذا يعني أولاً أن هذه الحركة غدت جزءاً من كل هذه الحروب التي تشنها إيران على العرب كعرب وأنه يعني ثانياً أن الإخوان المسلمين كلهم بدون إستثناء باتوا أتباعاً لـ «الولي الفقيه»"، بحسب القلاب.