حظر الأذان ومخطط التهويد
لا يزال الحديث عن القانون المقدم للكنيست الإسرائيلي والقاضي بحظر رفع الأذان في المساجد عبر مكبرات الصوت، مجالا لقراءات كتاب الراي والمقالات في الصحف اليومية.
الكاتب تيسير عماري، يرى أن المقترح المقدم للكنيست، ينسجم مع مخطط تهويد مدينة القدس للوصول في النهاية الى تحقيق يهودية الدولة على كامل أرض فلسطين.
ويضيف عماري بأن "تهويد مدينة القدس يعني التخلص من المسلمين والمسيحيين فاليوم المسجد الأقصى وغداً كنيسة القيامة، فالوجود المسيحي في القدس وفلسطين قد تراجع بشكل مذهل إذ لم يبق سوى أقل من 1% من أعدادهم التي كانت قبل سنة 48.
و"لمواجهة هذا الخطر القادم نجد وللأسف الانقسام الفلسطيني الفلسطيني والانقسام العربي العربي والانقسام الإسلامي الإسلامي والغريب والمحزن وقوع الشعوب العربية في فخ التقسيم الطائفي".
أما الكاتب زياد الرباعي، فيذهب إلى أن منع إسرائيل الأذان في القدس والمدن الفلسطينية المحتلة، قد يأتي جزء منه كردة فعل على الضربة التي تلقتها من اليونسكو مؤخرا ، بإقرار عدم وجود أي أثر يهودي تحت الاقصى أو القدس.
وتريد إسرائيل بمنع الأذان، بحسب الرباعي، تهويد حتى الأثير الذي يبعث بنداء « الله اكبر « خمس مرات في اليوم ، دلالة على عربية المدن والسكان حتى في ظل احتلالها.
ويضيف الكاتب بأن "الرعاية الاردنية تغضب إسرائيل، والوحدة الاسلامية المسيحية تثير حقدها، رغم محاولاتها المتكررة وضع شرخ بين المسيحيين والمسلمين في القدس بالتحديد".
من جانبه، يقول الكاتب فهمي هويدي، إن العبث الإسرائيلي بمسألة رفع الأذان في مساجد القدس والبلدات الفلسطينية داخل إسرائيل يعيد إلى أذهاننا معاناة المسلمين في الأندلس بعد سقوط دولتهم هناك.
و"بعدما انتكست الدعوة إلى إقامة الدولتين وما عاد هناك أثر لفكرة الدولة الواحدة، صار الجهد المبذول الآن يستهدف اقتلاع الفلسطينيين لتكريس فكرة الدولة اليهودية التي تطهرت من «الأغيار» وصارت وطنا لليهود دون غيرهم"، يضيف هويدي.
ويشير إلى ان القرار يعكس مدى الجرأة التي تتصرف بها قوى اليمين الإسرائيلي، التي لم تعد تتورع عن قهر الفلسطينيين وقمعهم بمختلف السبل بحيث لم يعد هناك حد للاستهتار والعربدة ولم تعد هناك خطوط حمراء تعترض سبيلهم.
و"لابد أن نلاحظ إسهام الخذلان والوهن المخيم على العالم العربي في تشجيع الإسرائيليين على التمادي في الجرأة والعربدة".
ويلفت هويدي إلى عدم إمكانية تجاهل دلالة التزامن بين تنامي العربدة الإسرائيلية وانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد الذي زايد على الجميع في انحيازه لإسرائيل.