مع بدء زيارة الأمير القطري تميم آل ثاني إلى العاصمة عمان الاحد، وإجراء مباحثات مع الملك عبدالله الثاني، يطمح الجانبان إلى إعادة الأوج لعلاقتهما كما كانت عليه تاريخيا، من خلال مراعاة المصالح المشتركة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، في ظل التطورات المتسارعة التي تمرّ بها المنطقة.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وآليات تفعيل التعاون بينهما في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها، إضافة إلى التطورات الإقليمية.
ويرجح المحلل السياسي مجيد عصفور في حديث لـ "عمان نت"، أن تشهد الزيارة محاولة لتوحيد الجهود لإعادة إحياء عملية السلام، وفقا لحل الدولتين، إضافة إلى بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويعتقد عصفور بأنه سيجرى مباحثات معمقة لمستقبل العلاقات الاردنية القطرية والانطلاق مجددا نحو مشاريع وآفاق جديدة، ملفتا إلى عودة العلاقات بين الجانبين إلى طبيعتها، بعد الفترة التي شهدت فتورا نسبيا على خلفية الأزمة الخليجية مع الدوحة.
على أثر هذه الأزمة ما بين السعودية والإمارات من جهة، والدوحة من جهة أخرى، عام 2017، والتي ظهرت بعد زيارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى الرياض، جاء القرار الأردني بتخفيض مستوى التمثيل مع قطر.
وفي عام 2019، رفعت المملكة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بتعيين زيد اللوزي سفيرا فوق العادة، كما شهد البلدان زيارات رسمية متبادلة لكبار المسؤولين الأردنيين والقطريين، ووقعت اتفاقيات ثنائية عدة.
ويحرص البلدان على التشاور والتباحث بالعديد من الملفات وعلى رأسها الظروف الاقليمية في المنطقة بحسب الكاتب والمحلل السياسي أسامة الرنتيسي، الذي يرى بانها تتطلب توحيد كافة الجهود، وخاصة لمواجهة تبعات الخطة الأمريكية الجديدة للسلام المعروفة بـ صفقة القرن.
وبحسب المحلل السياسي والإعلامي القطري جابر الحرمي يعتبر أن هذه الزيارة تحمل رسائل على صعيد العلاقات الثنائية من جهة، والوضع الإقليمي من جهة أخرى، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والخطة الأمريكية الجديدة للسلام المعروفة بـ صفقة القرن.
رغم ما تشهده المنطقة من توترات سياسية وامنية الا ان الجانبين الأردني والقطري استطاعا الحفاظ على علاقاتهما الاقتصادية، التجارية والاستثمارية من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات.
ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية في المملكة حتى عام 2018، نحو 1.33 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الاستثمارات القطرية في بورصة عمان نحو 1.1 مليار دولار، اما عدد الشركات الاردنية في قطر تبلغ نحو 1770 شركة، وفق تقديرات رسمية.
بحسب غرفة تجارة عمان يصل حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر خلال النصف الأول من العام الماضي 44.9 مليون دينار، صادرات الأردن إلى قطر 39.9 مليونا، ومستورداته من الدولة الخليجية 5 ملايين دينار.
الخبير الاقتصادي السياسي زيان زوانة، يرى أن هذه الزيارة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، رغم الأزمة الخليجية، مشيرا إلى أنها تفتح المجال للاستفادة المتبادلة في ظل حاجة المملكة للاستثمارات القطرية، وحاجة الدوحة للخبرات الأردنية.
ومن ضمن الفرص الاقتصادية، كانت قد أعلنت قطر عن توفير 10 آلاف وظيفة للأردنيين خلال عام 2018، وتم تشغيل ضمن مبادرة تشغيل الأردنيين في قطر، حتى بداية العام الحالي، نحو 3615 أردنيا، بحسب وزارة العمل.
هذا وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، على أهمية الزيارة وحرص القيادتين الأردنية والقطرية على تطوير العلاقات وتعزيزها في مختلف المجالات، وزيادة التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشدد على أهمية الزيارة وحرص القيادتين الأردنية والقطرية على تطوير العلاقات وتعزيزها في مختلف المجالات، وزيادة التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.