ترامب ووداع حلّ الدولتين

ترامب ووداع حلّ الدولتين
الرابط المختصر

تتجه الأنظار السياسية نحو العاصمة الأمريكية، لقراءة لقاء الرئيس المنتخب رونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد التسريبات الصادرة عن مسؤول أمريكي حول عدم تبني الإدارة الجديدة لحل الدولتين كطريق وحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

 

الكاتب فهد الخيطان، يرى أن إدارة ترامب غير متمسكة بحل الدولتين، ولن تملي على الطرفين أي شروط للحل، وستدعم ما يتوصلان إليه من اتفاق، وفقا لتصريحات لمسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض.

 

وما لفت نظر وسائل الإعلام العالمية في التصريحات، بحسب الخيطان، هو في اعتبارها خروجا عن الموقف التاريخي لإدارات أميركية متعاقبة تبنت بشكل رسمي وقاطع حل الدولتين كخيار وحيد، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص.

 

فـ"ترامب وأركان إدارته يجهلون الحقائق التاريخية، ويعتقدون أن بالإمكان تسوية الصراع بصفقة على غرار التعاملات التجارية بين الشركات.... وما من حل يكتب له النجاح إذا ما تجاهل حق الفلسطينيين المشروع في الدولة المستقلة وعلى التراب الوطني الفلسطيني" يقول الخيطان.

 

أما الكاتب ماهر أبو طير، فيلفت إلى ما كتبه الوزير السابق مروان المعشر حول انتهاء حل الدولتين، واستعصاء الحل السياسي، كما أن الواقع يثبت أن هذا الحل بات مستحيلا جدا.

 

ويضيف أبو طير بأن الإدارة الأميركية إذا تخلت عن حل الدولتين، فهي مسؤولة مباشرة، من حيث النتيجة، لكن سابقتها، مسؤولة من حيث التأسيس لهذه المرحلة.

 

فـ"حل الدولتين، كان مجرد وهم كبير، تم بيعه للعرب والفلسطينيين، من أجل غايات ثلاث، أولاها: استدراج الفلسطينيين للاعتراف بشرعية إسرائيل كدولة واحتلال ووجود، وهو ما تم فعليا، ثانيتها: تجميع كل التنظيمات الفلسطينية والتحكم في حيويتها وعناصرها تحت أعين الاحتلال الإسرائيلي في الداخل، بدلا من مطاردتهم في الخارج، وثالثتها استغلال الوقت وعناوين عملية السلام، من أجل إكمال مخطط ابتلاع كل الضفة الغربية والقدس".

 

وينتهي الكاتب بالقول إن "تحويل القضية الفلسطينية الى قضية سكان، بدلا من قضية ارض ووطن ودولة واحتلال، خطير جدا، ولعل السؤال يتعلق حصرا بالشعب الفلسطيني، وما لذي يمكن له فعله امام هذا الواقع؟!".

 

وإذا كانت تسريبات المسؤول الأمريكي تعكس توجه الإدارة الجديدة، فإن واشنطن تكون قد تخلت، بحسب الكاتب موسى شتيوي، عن السياسة المتبعة من قبل الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة منذ أكثر من ربع قرن.

 

و"قد لا يكون هذا الأمر مفاجئاً للمتابعين والمختصين، لأنه فعلياً تم تقويض فرص هذا الحل من قبل السياسة الإسرائيلية في قضم الأراضي الفلسطينية من خلال الاستيطان وإفشال مفاوضات الحل السلمي بأشكالها المختلفة والتي كان آخرها مبادرة كيري قبل عامين".

 

ويؤكد شتيوي أن الولايات المتحدة مسؤولة أخلاقياً وسياسياً عن هذه النتيجة، لأن دعمها لإسرائيل غير محدود بغض النظر عن سلوكياتها. وثانياً، لأنها تبنّت وجهة النظر الإسرائيلية بأن المفاوضات لحل القضية الفلسطينية يجب أن تكون من خلال محادثات ثنائية.

 

ويلفت إلى أن الموقف الأميركي من حل الدولتين سوف يضع الفلسطينيين والعرب أمام تحديات جديدة، لا سيما أنه لا يوجد موقف عربي موحد في ظل الضعف والتشرذم العربيين. ولا أعتقد أنه تم التحضير لهذا السيناريو، لا عربياً ولا فلسطينياً.