الناجي الوحيد في حادثة الراشدية يروي تفاصيل الأحداث التي أشعلت معان

الناجي الوحيد في حادثة الراشدية يروي تفاصيل الأحداث التي أشعلت معان
الرابط المختصر

- الأمن العام يرفض التعليق على الرواية...

عبد المالك الفناطسة، الناجي الوحيد في حادثة مقتل مطلوبين في الراشدية على يد الأمن العام يروي لـ"عمان نت" على لسان شقيقه رائد الفناطسة ما جرى من أحداث، وخصوصا فيما يتعلق بمقطع الفيديو الذي يظهر التمثيل بالجثث من قبل مسلحين.

الفناطسة كان برفقة  الشابين أحمد وعيسى في منطقة الراشدية وأحدهم مطلبوب بقضية قتل الملازم أيمن المقدادي.

يروي عبد المالك تفاصيل ما جرى معهم بقوله "لاحقتنا الجهات الأمنية في منطقة الراشدية بعد قيام أحد سكان المنطقة بالإبلاغ عنا، وقامت الجهات الأمنية بإطلاق الرصاص على السيارة مما تسبب في عطبها، وهربنا من إطلاق الرصاص إلى أحد الجبال، لكن الرصاص كان من كل اتجاه.

يضيف عبد المالك الفناطسة، الذي يرقد حاليا في مستشفى الإسراء، "أجريت اتصالا هاتفيا مع أهلي لأخبرهم أن الجهات الأمنية تلاحقنا  ويطلقون علينا النار" .

من جانبه يقول رائد الفناطسة شقيق المصاب إن أهالي المطاردين قرروا بعد تلقيهم للاتصال الذهاب إلى مدير مخابرات معان، ليقوم بدوره بإبلاغ الجهات الأمنية بإيقاف إطلاق النار على أبنائهم مقابل التعهد بتسليم أبنائهم المطلوبين .

 ويؤكد الفناطسة أن اتصالا جاء لأهالي المطاردين المجتمعين أمام دائرة المخابرات من أحد الشهود في منطقة الراشدية أخبرهم خلاله بأنه قد تم إلقاء القبض على أبنائهم وأنهم اللآن في طريقهم إلى مستشفى الأميرة هيا في العقبة لكي يتم إسعاف المصابين، وكان ذلك عند الساعة الثانية ظهرا.

 وتوجه أهالي المطلوبين إلى مستشفى الأميرة هيا حيث تم نقل المصابين ليتبين بأن أحمد وعيسى قد فارقا الحياة، وأن عبد المالك مصاب بثلاث طلقات إحداها في الرأس وأخرى باليد ورصاصة بالقدم، حسب رواية الفناطسة.

يقول المصاب الفناطسة إن “الأمن تركنا ننزف لمدة ساعتين دون إسعافنا، وعند نجاتي طلبوا مني أن أقول بأن الحويطات هم من أطلقوا النار علينا".

عبد المالك الذي نجى من الموت بأعجوبة أخبر أهله  بتفاصيل خطيرة حول طريقة الملاحقة الأمنية، وقال إن الجهات الأمنية بقيت تطلق النار عليهم “دون رحمة”، على حد تعبيره، وأنهم قامو بقنص رفاقه وتركوهم جميعا ملقون في الخلاء لأكثر من ساعتين ينزفون دون أن يتم أسعافهم”.

وأكمل عبد المالك مخبرا أهله "أن القوات الأمنيه تباطأت جدا باسعافي وكان الضباط يطلبون مني أن أقول بأن أفرادا من قبيلة الحويطات هم من قاموا بقتل رفاقي وإصابتي" .

“عند الساعة السادسة مساء، تم تحويل عبد المالك الفناطسة إلى مستشفى البشير في عمان برفقة حراسة أمنية مشددة، وما أثار استغراب الأهل هو التباطئ في نقل المريض ليصل الى البشير عند الساعة الحادية عشر والنصف مساء.

وفي مستشفى البشير طالب أهل عبد المالك الأطباء بإدخال ابنهم إلى غرفة العمليات وفعل ما يلزم لانقاذ حياته، ولكن اللأطباء في مستشفى البشير لم يستجيبوا لمطالب أهل المصاب.

 ويؤكد موسى الفناطسة ابن عم المصاب بأنه وذوي المصاب كانوا يطلبون من الأطباء المباشرة بعلاج المصاب لكن دون جدوى.

"إذا كنتم تريدون قتل ابننا فسنقوم بنقله الآن إلى مشفى خاص” هذا ما قاله أهل المصاب للأطباء، وباشروا على الفور بعملية البحث عن سرير في مستشفى خاص، حيث قاموا بالتنسيق مع مستشفى الاستقلال، وإبلاغ الإدارة بأن المصاب مطلوب على قضية أمنية، ولم يكن هنالك أي اشكالية لدى الإدارة .

وقبل أن يتم التحويل بقليل تفاجأ أهل المصاب بأن المستشفى يعتذر عن استقبال المريض، وعند السؤال عن السبب كان العذر هو التخوف من وجود الجهات الأمنية داخل المستشفى.

فباشر أهل المصاب بالاتصال مع عدة جهات ليتمكنوا بالنهاية من حجز سرير للمصاب في مستشفى الإسراء، حيث يمكث عبدالمالك الآن.

وبين الدكتور محمد الحلحولي المسؤول عن حالة عبد المالك بأن حالته متوسطة، وعند محاولتنا الدخول للاطلاع على الحالة، تم منعنا من قبل الأجهزة الأمنية المتواجدة برفقة المصاب.

الفيديو الذي أشعل معان

ما أن انتشر الفيديو الذي يظهر التمثيل بجثث عيسى وأحمد حتى اشتعلت معان بأكملها احتجاجا عليه، حيث قام أهل معان بإعطاء مهلة 48 ساعة للحكومة للإفصاح عن مرتكبي الحادثة.

وبعد انتهاء المهلة صباح الأحد نفذت معان ما توعدت به من عصيان مدني، ولا تزال الاشتباكات بالأسلحة النارية قائمة لغاية الآن.

وبعد اطلاع أهل معان على الفيديو، تمكن البعض من تحديد هوية بعض ضباط الأمن الذين يظهرون في الفيديو، وأجمع المئات من المعانيين بأن الضباط الظاهرين في الفيديو هم الضابط  ع.ح و الضابط  م. ق من مرتبات البحث الجنائي.

وتتم حاليا المطالبة من قبل أهل معان بأن تقوم الحكومة بالكشف عن أسماء جميع من ظهروا في الفيديو .

هذا ورفض المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام التعليق على رواية الناجي الأخير، مكتفيا في وقت سابق بإصدار بيان حول الحادثة قال فيه إن غرفة العمليات الرئيسية في مديرية شرطة العقبة تلقت بلاغا من عدد من المواطنين في منطقة الراشدية بقيام ثلاثة أشخاص مسلحين بالدخول إلى عدد من الكسارات والمقالع هناك وإطلاق عيارات نارية في الهواء لاخافتهم وسرقة بعض المحتويات من داخلها.

 وأضاف المكتب الإعلامي بأن أصحاب تلك المقالع وعددا من المجاورين لهم  قاموا بملاحقة أولئك الأشخاص، حيث تحركت قوة مناسبة من رجال الأمن العام وبمساندة من قوات الدرك إلى المكان لضبط اؤلئك الاشخاص

وأشار إلى أأنه ولدى وصول رجال الأمن العام والدرك إلى المكان رفض اؤلئك الأشخاص الثلاثة الامتثال لأوامر القوة الأمنية وقاموا بإطلاق عيارات نارية من أسلحة اتوماتيكية بحوزتهم باتجاه رجال الأمن العام والدرك والمواطنين .

هذا و ألقت الأجهزة الأمنية القبض على سبعة أشخاص ظهروا في مقطع الفيديو، وفق مصدر أمني.

أضف تعليقك