الدورة الثانية لانتخابات المعلمين... آراء وقراءات

الدورة الثانية لانتخابات المعلمين... آراء وقراءات
الرابط المختصر

دورة ثانية في عمر نقابة المعلمين لاختيار ممثليهم في الهيئة المركزية للنقابة، خرجت نتائجها بحصة الأسد من نصيب الإسلاميين، الأمر الذي كان لكتاب المقالات رأيهم فيه بين أعمدة الصحف اليومية.

ويرى الكاتب حلمي الأسمر في قراءته الأولية في انتخابات المعلمين، بأنها سبقت بحالة غموض وتوجس من النتائج في كلا طرفي المعادلة، المتنافسين على الاستئثار بأصوات أكثر من مائة ألف من معلمي الأردن.

وكانت الانتخابات في باطنها، بحسب الأسمر، نوعا من "اختبار القوة" لمدى تأثر شعبية الإخوان المسلمين تحديدا، بعد أن تعرضت الجماعة لسلسلة من الهجمات والنكسات، في غير بلد عربي.

ويشير الكاتب إلى "ما يقال أيضا عن الوهن، وانسداد الأفق، ومشاعر الإحباط التي سادت مؤخرا أوساط الإسلاميين في الأردن، خاصة في مستويات القاعدة الشعبية، نتيجة ما لحق الجماعة من هجمات مباشرة وغير مباشرة، هنا وهناك".

"وشكلت نتائجها النهائية ما يشبه الصدمة لدى من راهنوا على انتكاسة الإخوان، أو قل أملوا أن تحصل"، بحسب الأسمر الذي يقول إن حالة الترقب التي كانت على مستويات مختلفة، في أن تسجل النتائج "مفاجأة" ما، كي يجرد "المراقبون" أقلامهم وتصريحاتهم، لـ"نعي" الظاهرة الإسلامية، غير أن النتائج جاءت على غير ما يحبون ويتوقعون.

كما يذهب الكاتب محمد أبو رمان إلى أن المؤشرات في انتخابات نقابة المعلمين، تظهر انتصاراً ساحقاً وكبيراً لجماعة الإخوان وأنصارها، بنسبة كبيرة قد تتراوح ما بين 70-75 %.

ويضيف بأنه مؤشّر مهم في قياس شعبية الجماعة ونفوذها في المجتمع المدني والشارع، في خضم الاهتزازات الإقليمية الأخيرة؛ في مصر، وتداعيات القرار الخليجي "السعودي-الإماراتي" بحظر الجماعة الإخوان واعتبارها إرهابية.

 خيارات ومهام:

يضع الكاتب حسين الرواشدة خيارين كانا أمام جماعة الإخوان، وهما خيار إثبات الوجود  من خلال تسجيل أكبر عدد من “المقاعد” كرد على هواجس انعكاس المناخات الاقليمية التي “تظاهرت” على شيطنتهم واقصائهم وتنفير الناس منهم، وخيار دحض فكرة “الغلبة “ والاستحواذ  من خلال إفساح مجال "الفوز" أمام غيرهم على قاعدة “الشراكة” والتوافق، مؤكدا أن الخيار الثاني هو الأكثر عقلانية.

وهو ما يؤكده الكاتب أبو رمان، فـ"الدرس الأساس يبدأ من التوافق والتفاهم مع المجموعات الأخرى على توزيع مواقع مجلس النقابة، بما في ذلك اختيار نقيب للمعلّمين يمتاز بالكفاءة والحضور والشخصية، والقدرة على الاشتباك مع الحكومة لتحقيق إنجازات جديدة لهذه الشريحة الواسعة، التي تعرّضت للظلم والإهمال خلال العقود الماضية".

أما "إذا سار الإخوان على نهج الانفراد والاتكاء على ما حقّقوه من أغلبية، فسيعززون الصورة الصاعدة عنهم بممارسة الإقصاء للآخرين، ومنح الأولوية لاعتبارات تنظيمية وحزبية على حساب الاهتمامات الأخرى، التي شكّلت العامل الأساس وراء حراك المعلّمين ودعم المجتمع المدني والإعلام لهم"، بحسب أبو رمان.

ويسجل الكاتب رحيل غرايبة مجموعة من المهام التي تقع على عاتق من فازوا بالانتخابات منها: الحرص على توسيع مبدأ المشاركة والتفاعل مع كل المعلمين، على اختلاف افكارهم وتوجهاتهم، دون تمييز أو تفرقة، ودون إقصاء أو تهميش، والبحث عن الكفاءات المميزة، والعقليات الجيدة.. التي ترفع من مستوى هذا التجمع،

ومن بين هذه المهام التي يسجلها غرايبة: التوجه نحو تحقيق مكاسب مهنية للمعلم، ترفع من مستوى المعيشة للمعلمين وعائلاتهم، وتحقق لهم الوفر الذي يعود عليهم بالاستقرار الاقتصادي، التزام مبدأ العلنية الكاملة، والنزاهة المطلقة والشفافية في التعامل مع المال، وتوخي الحذر من الوقوع في مصيدة الفساد المالي، إضافة إلى الحرص على عدم الانجرار إلى المعارك الإعلامية والمناكفة مع الاتجاهات الأخرى.

ملاحظات على الانتخابات ونتائجها:

يسجل الكاتب حسين الرواشدة للعملية الانتخابية ميزات من أبرزها التنافس الحر والإقبال على الصناديق، وهذا يسجل للمعلمين، وما التزمت به الدولة واجهزتها من حيايدية وعدم تدخل، وهذا يسجل لها، إضافة إلى ما عكسته الانتخابات من قدرة مجتمعنا متى توفرت له المناخات المناسبة على الذهاب إلى الصناديق واختيار من يمثله.

كما جاءت نتائج الانتخابات، وفقا لما يراه أبو رمان، لتعكس أن التدخل الرسمي بقي ضمن المربعات التقليدية "في مواجهة الجماعة"، ولم يتجاوز ذلك إلى محاولة تدميرها وإضعافها قسراً؛ ما يبتعد بالمشهد الأردني عن أي رهانات أو هواجس بالمضي وراء "معسكر الاعتدال" في إقصاء الجماعة، بالطرق كافّة.

إلا أنه يشير إلى أن هذا الموقف الرسمي لا ينسحب بالضرورة على المجالات الأخرى. إذ هناك جدل واسع وعريض حول مستوى التدخل في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية، التي تجري اليوم، وسط اتهامات إخوانية عريضة للأجهزة الرسمية بمحاولة التأثير على الانتخابات. وهو ما نتمنّى، أيضاً، ألا يتجاوز "المربعات التقليدية" المعروفة من تشكيل تحالفات وتجمعات في مواجهة "الإخوان"، لتحجيم نسبتهم في الاتحاد.

فيما يرصد الكاتب محمد الزيود ملاحظات الأخرى على الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء، متمثلة بما أسماه عودة "موسم المظلومية" المعهودة ! مشيرا إلى مقولات "الدولة ضدنا، الدولة ستزور، الدولة منحازة.. الخ"،

"وعند خروج النتائج كان أول تصريح لأحد رموز الإخوان الناجحين؛ أنه عرس ديمقراطي، أنها الديمقراطية، أنها الشفافية... لقد قطعت هذه الانتخابات وسابقتها الطريق على المشككين، وكسرت لهم شماعة الأجهزة الأمنية تتدخل في كل شيء، الأجهزة الأمنية سبب فشلنا"، يقول الزيود.

أضف تعليقك