الدبلوماسية الأردنية بين الأقصى والرابية
لم تغلق إعادة فتح أبواب الأقصى، باب النقاش والقراءات بالدور الأردني تجاه الأزمة التي مرت بمحيطه خلال الأسبوعين الماضيين، والتي تزامنت مع حادثة السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان مؤخرا.
الكاتب محمد أبو رمان، يرى أن الأردن وبدلا أن يسجل، في الحد الأدنى، شرف المحاولة والجهود الديبلوماسية الهائلة التي بُذلت في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، فإنّ الدور الأردني أُحيط – كالعادة- بلغط شديد وتعرّض لمزايدات، على أكثر من صعيد، وتمّ تشويه وتحريف ما تقوم به الديبلوماسية الأردنية.
فـ"لم يخرج مسؤول أردني ليزعم بأنّ إزالة البوابات الالكترونية ثمرة لجهود الأردن، لكنّ المسؤولين عموماً عرّفوا بالموقف الأردني مما يحدث في القدس، وما يتعلّق بالمسجد الأقصى، من دون أن يصادروا أهمية وقيمة ما قام بها الأشقاء الفلسطينيون من مقاومة سلمية لممانعة الاحتلال الاسرائيلي".
ويؤكد أبو رمان أن "القصة ليست استعراضاً، ولا عرض عضلات، ولا دعاية سياسية أو إعلامية جوفاء، بالنسبة للمسؤولين الأردنيين، بل هي مسؤولية خطرة، ويدركون تماماً أنّها محفوفة بالمخاطر والتحديات الجسيمة، ويتمنون بأن يكون بالفعل هذا الملف، أي القدس والمقدسات، هو أولوية السياسات العربية والإقليمية".
ويختتم الكاتب مقاله "ما يقوم به الأردن هو أقصى ما يمكن ديبلوماسياً وسياسياً تجاه المقدسات، وحتى مالياً وإدارياً، ومن يملك أكثر من ذلك ويريد أن يأخذ الدور الأردني فليتفضل".
ويشير الكاتب حمادة فراعنة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقى "لطمتين" فلسطينية وأردنية، أخلت بمكانته، وأربكته أمام قاعدته الحزبية والائتلافية اليمينية المتطرفة دفعتهم لأن يتطاولوا عليه ويتهموه بالضعف والدونية في إدارة معركة القدس والحرم.
"فقد تصادف الارتباط الزمني بين : 1- استمرارية معركة القدس وهي في أوجها منذ 14 تموز حتى 27 تموز، و 2- جريمة حارس السفارة الإسرائيلية في الرابية الأردنية يوم 23 تموز".
"اللطمة الأولى استقبلها من صمود أهل القدس وقيادتهم ومرجعيتهم، وقواهم الحية، وشبابهم الذين حموا القدس، والصفعة الثانية أتته من توبيخ الملك عبد الله العلني له على خلفية الاستعراض البهلواني الذي مارسه خلال حثيثات حادثة قتل الحارس الإسرائيلي لمواطنين أردنيين، وقبول الأردن خروجه من الأردن لما يتمتع به من حصانة، شريطة تقديمه لمحاكمة جدية حقيقية عادلة".
كما يشير الكاتب فيصل ملكاوي، إلى ما بات عليه وضع نتنياهو "مهزوما يجر ذيله بين ساقيه، في هذا الطريق بين عمان والقدس الذي أراد اختباره بانعدام أخلاقه وعربدته وعدوانه التي حاول يائسا ممارستها في المسجد الاقصى ، ولدى استقباله المجرم القاتل، حارس الأمن وكانه أسير محرر".
ويضيف ملكاوي "وبين عمان والقدس تلقى نتنياهو صفعيتن في منتصف الوجه وركلة في طريق الهزيمة.. هذه الصفعات التي بدأت تمتد مداياتها الى كتابة السطر الاخير في صفحة حياة نتنياهو السياسية على راس حكومة الاحتلال".
فـ"الرسالة الاردنية كانت مزدوجة ومتزامنة، خلال الايام الماضية ذراعيها هزيمة مدوية لاجندة نتنياهو في القدس التي عاد فيها المسجد الاقصى الى وضعه القائم تماما قبل 14 تموز، وهزيمة ثانية في عمان ستشهد الساحة خلال الايام المقبلة نتائجها بدفع نتنياهو الثمن كاملا جراء سقوطه الاخلاقي والسياسي والقانوني التي اقترفها بمظاهر الاستعراض المشينة التي استقبل فيها القاتل بدم بارد"، يقول ملكاوي.