الحسين للسرطان: التشخيص المبكر يساهم بشفاء الأطفال بنسبة تتجاوز الـ90%

الرابط المختصر

في اليوم العالمي لسرطان الأطفال، يشدد أطباء على أهمية التشخيص المبكر، لما يوفر اكتشاف السرطان في مراحله الأولى ويعطي فرصة  للشفاء تبلغ ما بين 80%، الى 90 % في انواع معينة من سرطان الدم، بحسب تقديرات مركز الحسين للسرطان. 

الأرقام الرسمية تشير إلى أن كل 100 ألف طفل تحت عمر 15 عاما، يصاب منهم ما بين 10 إلى 15 طفلا، وأن عدد الأطفال المشخصين لجميع الأعمار والجنسيات تتراوح ما بين 400 الى 450 حالة في العام الواحد.

كما تظهر التقديرات إلى توقع تسجيل 413.000  إصابة بسرطان الأطفال حول العالم في عام 2022، أما في الأردن فتشير احصائيات السجل الوطني للسرطان أنه تم تشخيص حوالي 6303  حالة لسرطان الأطفال خلال 14 سنة الماضية، ويعالج معظمهم في مركز الحسين .

 

 أهمية لتشخيص المبكر

رئيس قسم الأطفال بمركز الحسين للسرطان الدكتور إياد سلطان يؤكد في حديث لـ "عمان نت"، ان كافة الأطفال المصابين بامراض مزمنة هم بحاجة إلى العناية والرعاية، والتشخيص المبكر، والعلاج المناسب.

ويرى سلطان ان التشخيص المبكر والدقة في كشف الأعراض، تساهم بالشفاء لمختلف أنواع سرطانات الأطفال، تصل ما بين 80% و تتجاوز الـ90% في أنواع معينة من سرطان اللوكيميا.

في حال ظهور أي أعراض مرضية على الأطفال وتجاوزت لمدة الأسبوعين دون تحسن، يجب مراجعة طبيب الأطفال المختص للعمل على إجراءات الكشف المبكر التي قد تنقذ حياة أطفالهم من هذا المرض بحسب سلطان.   

ومن أكثر أنواع السرطانات التي يصاب بها الأطفال والأكثر شيوعا سرطان الدم واللوكيميا، وسرطان الدماغ ، والأورام الصلبة مثل الورم الأرومي العصبي وورم ويلمز.

منظمة الصحة العالمية أطلقت مبادرة لسرطان الأطفال تهدف إلى علاج 60% من أطفال العالم المصابين بالسرطان بحلول عام 2030.

و ضمن هذه المبادرة، يعمل الأردن مع العديد من  الجهات المعنية لتوحيد بروتوكولات العلاج على المستوى الوطني وذلك لأهم  6 أنواع من السرطان حسب اختيار منظمة الصحة.

ونظرا لارتفاع تكلفة علاج مرضى السرطان التي تتراوح ما بين 20 إلى 60 ألفا، قام مركز الحسين للسرطان إنشاء صندوق خاص للتأمين التكافلي بالمركز، .وحسب الفئة العمرية، وفي حال إصابة الأشخاص المشتركين به بالمرض تتم تغطية عالجهم عن طريقه.

أسباب إصابة الأطفال بالسرطان

بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، يصيب السرطان الأفراد من جميع الأعمار ويمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم، ويبدأ في إحداث تغيير جيني في خلايا فردية تنمو بعد ذلك لتصبح كتلة أو ورم.

وبخلاف السرطان الذي يصيب البالغين، فإن الغالبية العظمى من أنواع سرطان الأطفال مجهولة الأسباب، وقد  بينت العديد من الدراسات إلى تحديد أسباب سرطان الأطفال، ولكن عددا قليلا جدا من أنواع سرطان الأطفال ناجم عن العوامل البيئية أو العوامل المتعلقة بنمط الحياة. 

وينبغي أن تركّز الجهود المبذولة في مجال الوقاية من سرطان الأطفال على السلوكيات التي تقي الطفل من الإصابة بالسرطان الذي يمكن الوقاية منه عندما يصبح بالغا.  

وتمثل بعض الالتهابات المزمنة، مثل فيروس العوز المناعي البشري وفيروس إيبشتاين-بار والملاريا، عوامل خطر للإصابة بسرطان الأطفال، وهي تكتسي أهمية خاصة في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. 

يمكن أن تزيد حالات العدوى الأخرى من خطر إصابة الطفل بالسرطان عندما يصبح بالغا، لذا، فإن من الضروري أخذ اللقاحات ضد التهاب الكبد B للمساعدة في الوقاية من الإصابة بسرطان الكبد، وضد فيروس الورم الحليمي البشري للمساعدة في الوقاية من سرطان عنق الرحم واتباع طرق أخرى مثل الكشف المبكر عن عدوى الحالات المزمنة التي يمكن أن تسبب الإصابة بالسرطان، وعلاج تلك الحالات.  

وتشير البيانات الحالية إلى أن قرابة 10% من جميع الأطفال المصابين بالسرطان لديهم استعداد سابق للإصابة به لأسباب تتعلق بعوامل جينية. 

اضرار التدخين على الأطفال وعلاقته بالاصابة بالسرطان

دراسات عالمية تشير إلى أن التعرض لدخان السجائر في مرحلة الطفولة يتسبب في أضرار لا يمكن تداركها لشرايين الأطفال ويزيد خطر إصابتهم بالأزمات القلبية أو الجلطات عندما يكبرون، كما انه من الممكن ان يسبب التدخين سرطان الرئة الذي عادة ما يؤدي للوفاة. 

وتشير الدراسات إلى أنه يتعرض نحو 40% من الأطفال للتدخين السلبي بشكل منتظم في المنزل، ويشكل الأطفال نحو ثلث الوفيات الناجمة عن التدخين السلبي.

أمين سر جمعية "لا للتدخين" الدكتورة لاريسا الور  توضح  تشير الى أن تدخين الاب في مراحل حياته يعد مسبب لسرطان الدم الحاد عند الأطفال، لما يحدثه من تغييرات جينية قد تؤثر على احتمالية اصابة الطفل. 

كما أن التدخين اثناء الحمل أو التدخين السلبي، يعمل على تقليل نسبة الأوكسجين الذي يصل الى الجنين، وقد يؤدي ذلك الى نقل هذه السموم عن طريق المشيمة، وخلق طفل  يعاني من أمراض من بينها أنواع السرطانات الأطفال كسرطان الدماغ بحسب لاريسا.

للتقليل من تسجيل الإصابات بأمراض السرطان تؤكد لاريسا، على أهمية تطبيق قانون الصحة العامة لمنع التدخين، في الأماكن العامة، كالمدارس، والمستشفيات، والمطاعم، والأماكن الترفيهية، لحماية المواطنين والأطفال من اثار التدخين التدخين بمختلف أشكاله . 

هذا ويحتفل اليوم مع العالم باليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يصادف في الـ 15 من شهر شباط  كل عام، وهو حملة تعاونية عالمية لزيادة الوعي بسرطان الأطفال، وللتعبير عن الدعم للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان والناجين وأسرهم.

 

أضف تعليقك