التوحد.. صعوبة التشخيص صعوبة العلاج

التوحد.. صعوبة التشخيص صعوبة العلاج
الرابط المختصر

بلغ عمر سيف 4 سنوات حين توصل والداه الى تشخيص صحيح لحالته الصحية والتي وضعتهم طوال هذه المدة في دوامة من الحيرة و التساؤلات، حين اكتشفا بعدها وعبر برنامج تلفزيوني ان طفلهم مصاب بإضراب التوحد.

لم يقف والد سيف ساكنا بعد اكتشاف المرض، فبعد ان شخصت الحالة بتخلف العقلي من قبل الطبيب النفسي في مركز تشخيص المبكر بدأ والد سيف بطرق جميع الابواب بدءا بالطب العربي والأعشاب واللجوء الى السحرة والمشعوذين.

يقول “اكتشفنا وجود خلل في تصرفات سيف بعد ان تجاوز عمره السنة تقريبا حيث لوحظ عليه الانعزال و عدم التركيز والصراخ في بعض الأحيان وبعد كشف على مجموعة من الاطباء في مركز التشخيص المبكر تم تشخيصه بتخلف العقلي برغم من عدم اقتناعي”.

عدم القناعة دفعت الوالد للجوء الى الطب العربي و الاعشاب و المشعوذين.

ويروي ابو سيف :” لم اعلم بإصابة ابني بإضراب التوحد الا بعد ان شاهدت برنامج تلفزيوني يعرض بعض الحالات التي تعاني من نفس الاعراض التي يعاني منها سيف مما دفعني الى اعادة عرضه على بعض الاطباء بعد ان تجاوز عمره الخمس سنوات لاكتشف بإصابته باضطراب التوحد وبوجود مراكز خاصة تتعامل مع هذا الاضطراب و ان وجوب التعامل مع الحالة من سن مبكرة و التي مع الاسف تجاوزها طفلي”.

التأخر في اكتشاف الاعاقة لدى سيف وارتفاع اجور الجلسات العلاجية في المراكز الاهلية و عدم وجود مراكز حكومية متخصصة جعلت العلاج مستحيلا.

يقول ابو سيف :” لجأت الى وزارة التنمية الاجتماعية للوصول الى مركز حكومي متخصص لاكتشف عدم وجود اي مركز تابع لتنمية قد يدعم لعائلات المصابين مع ارتفاع اسعار التأهيل في بقية المراكز”.

فرصة افضل

وفيما تحكمت الظروف الصعبة بوالد سيف وواقع طفله الذي تجاوز عمره العشر سنوات، استطاعت ام مروان تجاوز بعض الصعوبات بتسليح نفسها بعلم و معرفة اعتمدت عليها لتأهيل طفلها و دمجه في المجتمع ولكن بعد ان دخلت بما وصفته متاهة التشخيصات، وتقول: ” اكتشفت اصابة طفلي باضطراب التوحد بعمر السنتين ولم لكن اعرف ما معنى مصطلح التوحد فقد ظهرت اعراض الاصابة من عمر السنة و نصف تقريبا لاكتشف بعدها انه مصاب بتوحد، وبدأت بعدها متاهة التشخيصات إلا انني قررت البحث عن حل لمشكلة ابني من خلال القراءة والإطلاع المتابعات الطبية “.

وقد بدأت الصعوبات لدى ام مروان بعدم وجود متخصصين في خلال تلك الفترة للوصول الى حلول جذرية لحال طفلها ,وان وجودت كوادر مؤهلة في المراكز المعنية تكتشف العائلة بسفر و انتقال المعالج لمكان اخر مما يؤثر سلبا على الفرد المصاب.

وتوضح ام مروان ان ابرز المشاكل التي تواجه العوائل الافراد التوحديين:”ان المشكلة التي يواجهها الاهل في بداية هي صدمة مشكلة ظهرت من بشكل حديث على المجتمع بعد ان يستوعب الاهل هذه العقبة يتفاجؤون بعدم تقبل المجتمع لهذا الواقع مما يزيد الضغط على الاهل “.

حلول وصعوبات

وبحسب الدكتور رائد الشيخ ديب في الجامعة الاردنية فان اهم الصعوبات التي تواجه الخبراء و عوائل الافراد التوحديين عدم وجود سبب مثبت لهذا الاضطراب مما يجعل البرامج العلاجية المتبعة مجرد اجتهادات، يقول :” اسباب التوحد غير معروفة لحد الآن وكل ما قدم بهذا الاضطراب عبارة عن فرضيات او نظريات بأحسن الاحوال مما يقودنا تماما ان البرامج العلاجية المقدمة هي عبارة عن اجتهادات “.

ويمكن ان تقسم المسارات العلاجية للمصابين باضطراب التوحد نحو منهجين الاول منهج علمي مثبت عالمياً وهو البرامج السلوكية التربوية، اما مناهج مسار الجدل و غير محددة بسبب عدم وجود سبب محدد للإصابة و منها (العلاج بالأكسجين و بالحمية الغذائية و زراعة الخلايا الجذعية ) هذا ما اكد عليه الشيخ ديب.

ويبين ديب ان التشخيص الصحيح يعتمد على الكوادر المدربة تدريب خاص للكشف عن اضراب التوحد و ذلك لتشابه اعراض اضطراب التوحد مع بعض الاعاقات الاخرى مما يجعل تشخيصه صعب على غير المختصين،يقول :” تتشارك اعراض اضطراب التوحد مع بعض الاعاقات مثل متلازمة داون وإضرابات السمع و النطق و الشلل الدماغي في بعض الاحيان مما يسبب صعوبة او خطا في التشخيص.

وبدورها تقول رئيسة جمعية مساندة دعم الافراد التوحديين الدكتورة سهام الخفش ان المشاكل التي تواجه اضراب التوحد تكمن في محدودية الخدمات المقدمة في هذا المجال، تقول :”ما يواجهنا في الاردن مشكلة المؤسسات المتخصصة في هذا المجال وتوجهنا ايضا مشكلة البرامج لأننا تتحدث عن علم متجدد من ناحية النظريات و الاسباب لذا فنحن نواجه محدودية في الخدمات المقدمة وخصوصا انه هناك اعداد المتزايدة في التوحد”.

و تؤكد الخفش على ضرورة التعاون بين الاسرة و المؤسسات و تناشد :”يجب على الاسرة التعرف على البرامج التي تضعا المؤسسة لتعامل مع الطفل و لا يقتصر الامر على التسجيل في المركز و دفع المستحقات بل ايضا المشاركة والتعاون مع المؤسسة لتطبيق البرنامج و تتعلم على كيفية التعامل مع طفلهم خارج في المنزل”.

أضف تعليقك