"طلاب جامعيون يبتكرون أنفا صناعيا يضاهي أنف الإنسان "
خرجت مجموعة من طلاب قسم هندسة الاتصالات وإنترنت الأشياء في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا عن المألوف وهم على ابواب التخرج وإعدادهم لمشروع تخرجهم بحيث أرادوه متوافقا مع الشروط العلمية والأكاديمية المعروفة ولكنه بذات الوقت يراعي الجانب الإبداعي والإبتكار.
"إذ أن مشروع التخرج بالمجمل هو متطلب أساسي للتخرج لكن التميز به إضافة نحن من عمل عليها فقمنا بابتكار وتصميم مشروع أطلقنا عليه "الأنف الإلكتروني" بحسب الطلبة الثلاثة الذين عملوا عليه كفريق.
قام الطلبة عبد الله العقيلي ورهف حدادين وميرنا جماليا من قسم هندسة الاتصالات وإنترنت الأشياء تحت إشراف المهندس ورئيس القسم البروفيسور أشرف الطاهات الذي طرح الفكرة كعضو هيئة تدريسية وبدأ بالعمل على الهيكل الأساسي للجهاز، كما أوضحو ل "صوت شباب"ن حيث أعدوا تصميم أولي ل(أنف صناعي ) يماثل الأنف الطبيعي بوظائفه وطريقة عمله وقدموه لمادة "مشروع التخرج " .
ويعتبر الجهاز براي المشرفين عليه "نقلة نوعية في مجال الصناعات الغذائية المتقدمة بسبب أليته المتطورة بالكشف عن الضرر الحاصل بالأطعمة الفاسدة والتالفة من خلال خاصية استشعار الغازات الكيميائية المسمومة المحيطة بالطعام مثل اللحوم والفواكه".
فيرتبط الجهاز بتطبيق هاتفي يمكنه من الكشف على درجات حرارة الطعام ورطوبته عند وضعه بالقرب من الأطعمة المراد الكشف عن مدى صلاحيتها.
ويعتبر الجهاز أختراع يحسب لطلاب ومهندسين أردنيين بداية مشوارهم العملي خصوصا أنه تم تقديمه كمشروع للتخرج وأول تصميم هندسي بأسمهم،
إذ تم اعتماده من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس و يتوافق الجهاز مع معايير الصحة الأردنية وسلامة الغذاء ما جعل منه خطوة مهمة في سلامة المنتجات الغذائية الأردنية ودعم جودة الطعام والمنتجات التي تقدم بالأماكن العامة كالمطارات والمطاعم
والحفاظ على صحة وسلامة كل من يضطر لتناول الوجبات المجهزة خارج المنزل بشكل مستمر.
وأضاف الطلبة : مما يميز" الأنف الألكتروني " ويجعله أكثر الابتكارات الأردنية تألق وح
رفية أن طريقة عمله
تحاكي طريقة عمل أنف الإنسان الطبيعي والذي يحتوي على ٣٦٥ مستشعر لتمييز نوعية الروائح والغازات مما يعني تمييز ١٠ آلاف نوع مختلف منها .
بالتأكيد مشروع بهذه الدقة وبهذا الإبداع أستغرق الكثير من الجهد والوقت
وقال الدكتور المهندس أشرف الطاهات ل"صوت شبابي" إن تنفيذ المشروع تم بكافة إجراءاته على مدار سنة متواصلة من العمل بالفصلين الدراسيين الأول والثاني
وأشار الطاهات إلى أن فكرة" الأنف الإلكتروني "أتت بعد بحث في الأوراق العلمية لتقديم فكرة للطلاب وفي نفس الوقت ستكون أداة تفيد المجتمع الأردني و تلخص كل ما تعلمه الطلاب من مهارات عملية خلال مراحل الدراسة جميعها.
وأكد أشرف على إمكانية تطوير الجهاز مستقبلا من خلال إضافة قطع أكثر مرونة وعملية تجعل منه "نموذج تجاري" متداول بين الناس لكن النسخة المطور منه تحتاج إلى المزيد من الدراسة والدعم بالإضافة إلى تمويل مالي يساهم بإنشاء شركة معنية بصنع الجهاز وعلامة تجارية خاصة به .
ولا يعتبر الجهاز حسب كلام البرفسيور الذي أشرف بنفسه على صنعه أداة رسمية للكشف عن صلاحية الأطعمة بل يمكن اعتباره وسيلة للتأكد الشخصي حتى لو اكتمل تصنعيه واعتماده كمنتج .
أما بخصوص المدة اللازمة لطرح المشروع رسميا بالأسواق يبين الطاهات أنها تعتمد على مدى الإيمان بالفكرة محليا وعالميا وبالتأكيد متابعة المهندسين لها بعد تخرجهم وتفريغهم لها وجود حافز وحماس بالدرجة الأولى لأن إنجاح مشروع كالأنف الإلكتروني يحتاج الكثير من الجهد والصبر ، مضيفا "نحتاج إلى دعم مالي وأيدي تعمل بمهارة لتحويل "الأنف الإلكتروني " من هيكل أولي إلى منتج يباع بالأسواق ويعود بالنفع والفائدة على المستهلكين .
وأضاف المهندسين العاملين على المشروع بأنه كان حصيلة ما تعلموه طيلة سنوات الدراسة وهذا ما جعلهم متحمسون لإثبات مهاراتهم وتميزهم كطلاب في جامعة الأميرة سمية .
نظريا تمت دراسة التصميمات والمعدات التي يحتاجها الجهاز كي يكتمل الهيكل النهائي له بالإضافة إلى دراسات وأبحاث تحاكي طريقة عمل هذا النوع من وما تحتاجه
إما من ناحية علمية يشرح خبير التغذية ومهندس الضبط والجودة منصور دلقموني أن هناك فرق بين سلامة الغذاء و فساد الغذاء، إذ أن فساد الطعام يعني تغير في خواصه مثل الرائحة والقوام والمذاق والشكل والتي تحدث مع ظهور ميكروبات مفسدة للغذاء والتي بطبيعتها تحلل الغذاء وتغير خواصه مما يسبب ظهور غازات مثل الأمونيا وثاني أكسيد الكربون أي أن الجهاز بإمكانه الكشف عن هذه الغازات ولكن سلامة الغذاء مرتبطة ب الميكروبات والبكتيريا التي تسبب التسمم وهي لا تنتج غازات فكيف سيتم اكتشافها
مما يعني أن الجهاز وظيفته أكتشاف فساد الغذاء وليس سلامته موضحا أن هناك فروق بين سلامة الغذاء وفساده كليا ومؤكد على جهل الكثيرون بهذه الفروق مما يسبب لبس من حيث جودة الاغذية و قابليتها للاستهلاك
فعند ظهور تغير برائحة الطعام أو مذاقه أو أي خاصية أخرى لا يمكننا الجزم بأن هذا الطعام غير سليم وغير قابل للاستهلاك .