"نتمنى من أخواننا المواطنيين في محافظة الكرك ومن خارجها من مرتادي المزارت الدينية في المحافظه والأماكن التاريخية المحافظة على نظافة الأماكن العامة والالتزام بعدم إلقاء للنفايات" هذا ما طالب به مدير هيئة شباب كلنا الاردن في الكرك، عدي الحمايده، مؤكدا على أهمية مثل هذه الحملات التطوعية التي تعود بالنفع على المجتمع المحلي والشباب بذات الوقت.
وتأتي هذه الحملة التي نفذت في الكرك بداية شهر اغسطس الجاري في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الوعي البيئي وتشجيع العمل التطوعي، بتنظيم من محافظة الكرك بالتعاون مع مديرية البيئة ومكتب هيئة كلنا الأردن في المحافظة وركزت على تنظيم حملات تنظيف في مناطق مختلفة من المحافظة، بما في ذلك منطقة المشهد التاريخية والتي تعد اليوم من المقاصد السياحية الهامة في المحافظة.
ويرى الحمايدة ان مثل هذه الفعاليات والحملات التطوعية تساهم بنشر ثقافة التطوع البيئي في المجتمع، وتعزيزها بين الأجيال، وترجمة مشاعر الإنتماء من أقوال إلى أفعال تخدم بيئتة ومجتمعه، وتزيد الوعي بين الشباب وأقرانهم في تعزيز قيم التطوع بينهم".
وأكد الشباب المشاركين في الحملة على أهمية هذه الحملات في تعزيز روح المسؤولية الاجتماعية لديهم، وأشاروا إلى أنهم يشعرون بأنهم ساهموا بفعل إيجابي لحماية البيئة والمساهمة بتقديم صورة مشرقة عن محافظتهم.
يقول أحمد المجالي أحد الشباب المتطوعين في الحملة ل "صوت شبابي " "هذا النوع من الأنشطة يخدم ويدعم البيئة ونفتخر نحن كشباب و نعتز بمشاركتنا بهكذا أنشطة تخدم مزارات الكرك ومنها منطقة المشهد وايضا أنشطتنا في غابات اليوبيل ضمن اهتمامنا بالبيئة ،وهو ما يساعد الشباب بالتواجد في أنشطة تظهر مجتمعنا، المجتمع الكركي بأجمل صورة ومظهر، لذلك نسعى كشباب للتواجد مع مؤسسات ترفد عدة قطاعات بما يخدم المحافظة وتطويرها، إضافة افتخارنا بالشركاء الذين يسعون للاهتمام بالمزارات في الكرك .
هذا وتمكنت الحملة من جمع كميات كبيرة من النفايات من منطقة المشهد والمناطق المجاورة لجامعة مؤتة، مما أسهم في تحسين المنظر العام للمنطقة وجعلها أكثر جاذبية للزوار والسياح، وهو ما أكده صقر الحمايده أحد سكان محافظة الكرك الذي قال ل "صوت شبابي" : عندما يقود الشباب حملات النظافة التطوعية ، فإنهم لا يقومون بتنظيف الأماكن وكفى وإنما زراعة لحسّ المسؤولية في عيون الأجيال القادمة وعيوننا تجاه مجتمعاتنا. إنها ليست مجرد عملية جمع نفايات، بل هي رسالة سامية تحمل في طياتها معاني الانتماء والعطاء، وتؤكد على أن الحفاظ على البيئة هو جزء من هويتنا وتراثنا".
بدورها أشارت م.مي الطراونة رئيس قسم التوعية البيئية في مديرية حماية البيئة لمحافظة الكرك أنه " انطلاقاً من حرص وزارة البيئة على تعزيز تعديل السلوك تجاه البيئة وتنفيذاً للخطة الوطنية للتوعية البيئية التي تضمنت في إحدى محاورها إطلاق حملات نظافة في الأماكن العامة جاءت مشاركة المديرية بهذه الحملة لتعزيز حس التطوع لدى كافة شرائح المجتمع وأهمها الشباب والحد من الإلقاء العشوائي للنفايات.
وقالت الطراونة ل"صوت شبابي" أثبت المتطوعون الشباب بكافة فئاتهم العمرية مسؤوليتهم تجاه البيئة بجهودهم المستمرة في الحفاظ عليها، من خلال تفاعلهم الإيجابي حول كل ما يؤدي إلى تحقيق بيئة صحية مستدامة، ورفع مستوى الوعي البيئي بين شرائح المجتمع، مبينة أن "العلاقة وثيقة بين العمل التطوعي وحماية البيئة، وهذا يعتبر واجباً وطنياً لصون الموارد الطبيعية".
هذا وتسعى محافظة الكرك إلى مواصلة تنظيم مثل هذه الحملات، وتشجيع المزيد من الشباب على الانضمام والمشاركة، لتشمل مناطق أخرى في المحافظة، بهدف خلق بيئة نظيفة ومستدامة للجميع، وتعكس مشاركة الشباب في هذه الحملة الوطنية للتطوع هو مضاعفة الجهود المحلية لحماية البيئة والحفاظ على التراث المحلي والمواقع السياحية، لتزيد من فرص محافظة الكرك السياحية لتصبح أكثر جذبًا للزوار والسياح.
يشار إلى أن محافظة الكرك تزخر بالأماكن السياحية وبخاصة المزارات الدينية أبرزها الأضرحة في منطقة المزار الجنوبي التي تعد أحد أبرز وجهات السياحة الدينية في الأردن ويزورها آلاف السياح سنويا من مختلف الطوائف، و تبعد 13 كم جنوب الكرك و 140 كم جنوب العاصمة عمان.