الأردن 2016 ..تحديات أمنية ضربت في عمق المملكة (انفوجرافيك)
تمضي سنة 2016 ثقيلة الظل على الأردنيين؛ بعد أن خلفت أحداثا كبيرة على الصعيد الأمني والسياسي والإقتصادي، في مملكة تسبح بمحيط هائج، ضربت موجاته عمق المملكة مخلفة عددا من الضحايا في أحداث أمنية استهدفت مواقع عسكرية.
بدأت أولى الأحدث الأمنية في 3 مارس/اذار،عندما قضت السلطات على "خلية إرهابية" في اربد (شمال المملكة)، نتج عنها مقتل 7 من أفراد المجموعة واستشهاد ضابط اردني.
جاءت الرواية الرسمية بعد أربع ساعات من العملية، وصف فيها مصدر أمني الخلية بـ"الخارجين عن القانون"، ليعود رئيس الحكومة الأردني السابق عبد الله النسور ليصفهم بـ"الجماعة المتطرفة"، أما الرواية الأخيرة التي حملت اسم المخابرات العامة -في سابقة هي الأولى من نوعها- فتقول إن "الخلية مرتبطة بتنظيم داعش، وكانوا "يخططون للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية في المملكة ويرتدون أحزمة ناسفة".
وشهد حزيران/يونيو حدثين أمنيين، ففي السادس من الشهر، قام شخص مسلح بشن هجوم على مكتب للمخابرات في العاصمة عمان، مخلفا خمسة شهداء من منتسبي جهاز المخابرات، ليتمكن المنفذ من الفرار ويقبض عليه بعد ساعات على يد مواطنين أردنيين اشتبهوا فيه داخل أحد المساجد.
ولم يكن نهاية الشهر أقل دموية، اذ تبنى تنظيم الدولة بتاريخ 21 حزيران\يونيو، تفجير سيارة مفخخة استهدفت موقعا عسكريا متمركزا على الساتر الترابي المقابل لمخيم اللاجئين السوريين في منطقة الرقبان، وأسفر التفجير عن استشهاد سبعة جنود أردنيين وجرح أخرين.
ردة فعل السلطات الأردنية جاءت سريعة، وأعلنت فور الحادث إغلاق الحدود الأردنية السورية أمام اللاجئين، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، مما فاقم الأوضاع الانسانية لما يقارب 102 الف لاجئ سوري يتجمعون في مخيمين (الحدلات والرقبان) حدودين داخل المنطقة منزوعة السلاح بين الأردن وسوريا.
ولم تنتهِ الأحداث الأمنية عند هذا الحد، وفي 25 أيلول\سبتمبر قام مواطن متشدد يدعى رياض عبدالله بقتل الكاتب اليساري ناهض حتر رميا بالرصاص أمام قصر العدل في العاصمة عمّان، على خلفية نشر حتر رسم كاريكاتوري مسيء للذات الإلهية في شهر يوليو الماضي،وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن حتر مطلع شهر أيلول\سبتمبر، بعد توقيفه لنحو شهر على خلفية الرسم المسيء، لتفرج عنه بكفالة مالية وتبدأ بمحاكته.
وفي 4 تشرين ثاني\نوفمبر مقتل 3 أمريكيين برصاص حرس قاعدة الجفر جنوبي العاصمة على يد جندي أردني وسط غموض حول التفاصيل،واكتفت الرواية الرسمية الأردنية بالقول إن الحادثة " وقعت إثر تبادل لإطلاق النار مع الجندي الذي يحرس القاعدة بعد امتناع سيارة الأمريكان عن التوقف طبقا لأوامر".
مسلسل الأحداث الأمنية في الأردن، كان خاتمتها مع اقتراب السنة على النهاية، ففي الـ 18 من كانون أول\ديسمبر اتجهت عيون الأردنيين الى مدينة الكرك في جنوب المملكة، إذ سقط 10 شهداء اغلبهم من رجال الأمن العام في اشتباك مع خلية مسلحة تحصنت داخل قلعة أثرية في المدينة.
لستشهد 4 رجال أمن اخرين في ثاني يوم للعملية على خلفية مداهمات أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على مطلوبين يعتقد بارتباطهم بـ"عملية الكرك".
على الصعيد السياسي
سياسيا زخرت المملكة بالعديد من الأحداث السياسية التي شغلت الرأي العام الأردني في 2016، كان أبرزها في شهر اذار\مارس عندما منحت الحكومة الأردنية ترخيصا لمنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين الأم، والسماح لهم بتشكيل جسم جديد تحت اسم "جمعية الإخوان" تحت رئاسة المراقب العام الأسبق عبد المجيد ذنيبات، لتبدأ فصولا من الازمة بين الحكومة وجماعة الإخوان من جهة وبين الجامعة والجمعية.
لتفرج أفرجت السلطات الأردنية في 4 كانون الثاني/ يناير عن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق زكي بني ارشيد، بعد انتهاء فترة محكوميته، ومدتها سنة ونصف السنة على خلفية منشور له على موقع الفيس بوك انتقد فيه دولة الإمارات.
لتقوم السلطات الأردنية في 13 من ابريل\نيسان بإغلاق مقر الجماعة الرئيسي بالعاصمة عمان بالشمع الأحمر، ويقبها إغلاق كافة مقرات الجماعة في المملكة، بحجة عدم الحصول على ترخيص.
وبعدها في أيام بتاريخ 19 ابريل\نيسان، اقرت الحكومة الأردنية تعديلات دستورية تمنح العاهل الأردني مزيدا من الصلاحيات الدستورية ابرزها تعيين القادة الأمنيين وربطهم بالملك مباشرة.
وبعد اقرار مجلس النواب الأردني لهذه التعديلات، اصدر العاهل الأردني في 28 من أيار\مايو مرسوما بتعيين هاني الملقي رئيسا للحكومة خلفا لحكومة عبد الله النسور وحل مجلس الأمة، لتعلن الهيئة المستقلة للانتخاب يوم الـ20 من أيلول\سبتمبر.
حيث أعلن حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في السادس من حزيران\يونيو المشاركة بالانتخابات خلال اجتماع مجلس شورى الحزب، بموافقة 75 بالمائة على المشاركة.
ليبدأ مجلس النواب الجديد أولى جلساته في 7 من تشرين ثاني\نوفمبر، بعد أن انتخب على قانون جديد صادق عليه الملك ونشر في الجريدة الرسمية في 15اذار\مارس، قسمت فيه المملكة لدوائر تتنافس عليها قوائم على مستوى المحافظات، خلفا لقانون الصوت الواحد.
وتمكن الإسلاميون الذين خاضوا الانتخابات من خلال كتلة التحالف الوطني لللإصلاح من حصد 15 مقعدا، برئاسة النائب عبد الله العكايلة.
على الصعيد الاقتصادي
اقتصاديا مازال هذا الملف الشائك يرحل من حكومة الى أخرى بكل ما يحمله من قرارات اقتصادية صعبة، واقترب الدين العام الإجمالي للمملكة من مستوى 25 مليار دينار، بنهاية كانون الثاني (يناير) من العام الحالي ليبلغ 24 مليار دينار و924 مليون دينار أو ما نسبته 6ر93 % من الناتج المحلي الإجمالي.
ارتفاع للدين العام دفع المملكة لطرق أبواب صندوق النقد الدولي مرة أخرى، ووقعت المملكة في 20حزيران\يونيو اتفاقا مع بعثة الصندوق للأعوام 2017- 2020، وبناء عليه تعهدت الحكومة بتنفيذ وجبة جديدة من رفع الرسوم والضرائب، التي طالت الملابس والأحذية والمحروقات والمركبات والسجائر والكهرباء ورفع ضريبة المبيعات.
وفي الرابع من شباط\فبراير توجهت المملكة الى مؤتمر لندن للمانحين بغيت الحصول على دعم نظير استضافة اللاجئين السوريين،وأقر المؤتمر تقديم منحة للأردن بقيمة 700 مليون دولار سنويا ولمدة ثلاث سنوات اي ما مجموعة 1ر2 مليار دولار، الا أن دول عديدة لم تلتزم بما وعدت به السلطات الأردنية.
ليأتي الحدث الاقتصادي- السياسي الأبرز في الممكلة في الـ27 من أيلول\سبتمبر عندما وقعت الحكومة الأردنية رسميا اتفاقية لاستيراد الغاز من اسرائيل لمدة 15 عامًا، وبتكلفة 10 مليارات دولار، مما أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية والحزبية الرافضة للاتفاقية.
اجتماعيا شهدت المملكة احتجاجات كبيرة على قيام وزارة التربية والتعليم تغيير المناهج وإزالة المظاهر الدينية من الكتب، وبدأت وأخذت وتيرة الاحتجاجات بالارتفاع مع بداية الفصل الدراسي في أيلول/ سبتمبر الماضي عندما التحق الطلاب بمدارسهم وعادوا لبيوتهم بالكتب المدرسية الجديدة، لتبدأ حملة مناهضة للمناهج عبر صفحات التواصل الاجتماعي، قبل أن تنتقل فيما بعد إلى الميدان، إذ نفذ معلمون وطلاب سلسلة اعتصامات في مختلف محافظات المملكة احتجاجا على التعديلات.
ومن القضايا التي شغلت الرأي العام الأردني سنة 2016، اقدام شاب في 3 تشرين ثاني\نوفمبر على قتل والدته في العاصمة عمان و قطع رأسها واقتلاع عينيها، في جريمة بشعة هزت الشارع الأردني.
بينما بقيت قضية الصحفي تيسير النجار المعتقل في دولة الإمارات عالقة لترحل الى العام القادم، دون تحرك رسمي لمتابعة قضية الصحفي الذي واعتقله جهاز المخابرات في مدينة أبو ظبي النجار في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2015، دون توجيه أي تهمة له أو إحالته للمحاكمة من قبل السلطات الإماراتية.
ونختم بالأخبار السعيدة ، ففي 18 اب\اغسطس حقق الشاب الأردني أحمد أبو غوش ذهبية أولمبياد ريو 2016 في بطولة التايكواندو لوزن تحت 68 كيلوغرام، كأول انجاز اردني وعربي.
هذا التقرير أعُد ضمن مشروع “إنسان”