أم كلثوم تصدح في أقدم مقهى بالشمال

 أم كلثوم تصدح في أقدم مقهى بالشمال
الرابط المختصر

"رجعونى عينيك لأيامي اللي راحوا".. تنطبق كلمات أغنية "أنت عمري" للراحلة أم كثلوم على حال رواد مقهى الكمال (أقدم مقهى في الشمال) حيث يستذكر رواد هذا المقهى " الأيام لي فاتوا" كونه يحمل ذكريات تعود لأربعينيات القرن الماضي.

يقع المقهى على تقاطع استراتيجي في شارع الهاشمي وسط مدينة إربد، ويطل على شارع الهاشمي ودوار الملكة نور الحسين، وميدان الملك عبدالله من خلال ستة شرفات تعتبر شاهدا على مدينة سريعة النمو و الازدحام.

يروي أبو شادي المشرف على المقهى جزءا يسيرا من سيرة مقهى كان ومازال محجا للمثقفين والعمال والموظفين في السوق.

يقول "أسس المقهى منذ 1941 ويعتبر من أول وأقدم مقهى في الشمال كلها، وكان شاهدا على أحداث و لقاءات تاريخية  شهدتها المملكة في الأربعينيات من أبرزها لقاءات الملك المؤسس مع الشخصيات الوطنية في إربد".

ويتميز المقهى الواقع على مساحة 350 متر تقريبا بقدم البناء والمحافظ على الطابع المعماري القديم لمدينة اربد المتمثل بالحجر الأسود، إلا أن أصحاب المقهى قاموا بتحديث جزء منه و المحافظة على الجزء الاكبر منه كبناء قديم".

وحسب أبو شادي فـ"إن الغاية من التحديث هو جذب المزيد من الرواد من خلال استحداث صالة صيفية مزودة بمكيفات وشاشات لعرض الدوري الأوروبي، بينما لم يتم تحدث الصالة الشتوية بهدف الحفاظ على هوية المقهى".

" رخص الأسعار" من عوامل جذب الزبائن كما يقول المشرف على المقهى، يقول ان " الكمال" يقدم خدمة جيدة بأسعار زهيدة مما جعله يستقطب العديد من الزبائن"

و من الأشياء التي يتميز بها مقهى الكمال، إعداد المشروبات الساخنة على الرمل وهي تقنية معمول بها منذ 25 عاما حيث تُغلى القهوةوالشاي على رمل يشعل تحتها نار كبيرة، يقول العاملون عليها انها تعطي المشروبات طعما الذ وتم احضارها من مصر".

و تمتاز أرضية المقهى بإستخدام بلاط مميز، تم استيراده خصيصا من فلسطين ليعطي المقهى نمطا فنيا خاصا، بينما تغطي جدرانه سجادات من الصوف المصبوغ باللون الأحمر منقوش عليها أشكال فنية".

ويبث المقهى بشكل دائم أغاني أم كلثوم على الأغلب إلى جانب مطربين العصر الذهبي أمثال محمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ وغيرهم، وتتناسب هذه الأغاني مع أجواء المقهى القديمة التي تلاقي استحسان كبار السن و الشباب أيضا.

ويرتاد المقهى مختلف الأعمار، الا انه يرتبط بعلاقة خاصة مع زبائنه من كبار السن الذين اصبح المقهى جزءا مهما من حياتهم اليومية خصوصا لأصحاب المحلات التجارية المحيطة بـ " الكمال".

يصف ابو جمال الدلقموني تاجر أقمشة علاقته بالمقهى ضاحكا بالقول انه " زوجته الثانية" في إشارة الى انه يجلس بالمقهى أكثر من جلوسه في منزله ويرى فيه متنفسا للهروب من ضغط العمل ولرؤية الأصدقاء و " تحديهم " في لعبة " ورق ".

ويستقبل المقهى الزبائن من الساعة السابعة صباحا وحتى منتصف الليل ، ويختلف طبيعة رواد المقهى حسب الوقت ففي المساء يعج المقهى بفئة الشباب جلهم من العاطلين عن العمل، اما في الصباح و الظهيرة يرتاد المقهى كبار السن في الأغلب.