انتقد تقرير رصد أداء الإعلام الأردني للأسبوع الماضي الصادر عن مركز حماية وحرية الصحفيين اختلال معايير مصداقية الإعلام في تغطية إقامة الإسرائيليين لشعائرهم الدينية في مقام النبي هارون قائلا إن تلك المعايير لم تتم مراعاتها من قبل عينة الرصد المتمثلة بأربع صحف يومية و10 مواقع إلكترونية.
وقال المركز في تقريره الصادر اليوم إن قصور عينة الرصد في متابعة القضية والإحاطة بكامل جوانبها والتعمق في طرحها وتجليتها ظل قاصرا بسبب الاكتفاء بما يتوفر من بيانات وأخبار مكررة عن القضية، متسائلا عن الأسباب التي منعت وسائل الإعلام في عينة الرصد بمراجعة اتفاقية وادي عربة لمعرفة ما إذا كانت الاتفاقية تسمح للإسرائيليين بإقامة شعائرهم الدينية في المقام أو في أية أماكن أخرى في الأردن؟
وأشار التقرير الى أن العديد من الأسئلة الكاشفة والضرورية كان يجب أن يطرحها ويلاحقها الإعلام وغابت عنه رغم أهميتها.
ونوه التقرير الى أن وسائل الإعلام الأردنية سعت لمتابعة وتغطية حدث إقامة السياح الإسرائيليين لشعائر دينية في مقام "هارون"، ورغم ذلك لا تزال الكثير من التفاصيل تنقصها، وأسئلة كثيرة لم يجب عنها على نحو هل كانت هذه الشعائر الإسرائيلية في مقام هارون تتكرر كل سنة؟ ومن الذي كان يقوم بتسهيل أداء هذه الشعائر من الجانب الأردني، وهل هذه الشعائر تقام على مدار العام أم في مناسبات محددة دينية محددة؟ ولماذا تم الكشف عنها هذه المرة؟ ولماذا قام الإسرائيليون "وهم المصدر الأساس للصور" بنشرها؟ وكيف وصلت إلى وسائل الإعلام الأردنية وتحديدا إلى منصات التواصل الاجتماعي التي نقلتها عنها الصحافة الأردنية وتبعتها؟
وبين التقرير أن عينة الرصد لم تقم بالتأكد من مصداقية صور السياح بدليل أن الأخبار التي نشرت الصور الأولى قيل عنها أنها من الشعائر المقامة مؤخرا في المقام؛ ليتبين لاحقا أن غالبيتها هي صور قديمة نشرت سنة 2013، كما أن أحدا من عينة الرصد لم يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية ليتعرف على تفاصيل أكثر عن تلك الحادثة؟
وبحسب نتائج تقرير الرصد فلا تزال الكثير من المعلومات غائبة تماما عن تفاصيل القضية، على نحو لماذا لم تقم أية وسيلة إعلامية في عينة الرصد بسؤال المكتب السياحي المسؤول عن إحضار السياح الإسرائيليين إلى البتراء؟
ويشير التقرير في معرض اختبار المصداقية والدقة الى أهمية طرح التساؤلات التالية لماذا لم تتقصَ وسائل الإعلام في عينة الرصد عما قاله حارس المقام عن وجود مرافقين رسميين لليهود ودليل سياحي يتحدث عن التقليد السنوي لليهود في زيارة المقام وإقامة الشعائر الدينية فيه، وكم عدد المرافقين الرسميين؟ وإلى أي جهة يتبعون؟ وكم عدد الأدلاء السياحيين؟ وهل يتبعون شركات سياحية؟ ومن هي؟ ولماذا لم تسأل الصحافة عن عدد المرات والمناسبات التي يحضر اليهود فيها إلى هذا المكان؟
ونوه التقرير الى أن عينة الرصد اكتفت بتقديم صورة عن مخاطر مثل تلك الزيارات السياحية عن طريق مقالات الرأي بالدرجة الأولى، ثم عن طريق البيانات، في الوقت الذي ظلت فيه المعلومات ناقصة تماما عن مصدر الملابس والأدوات المصاحبة للشعائر اليهودية؟ وهل تم إدخالها معهم عن طريق الحدود؟ أم أن أحدا هنا في الأردن وفي البتراء تحديدا يقوم بتامينها لهم في مثل هذه المناسبات؟ خاصة وأن رسالة مدير المكتب السياحي تتحدث عن مصادرتها من 13 سائح فقط، فهل سمح للباقين بالمرور بها إلى البتراء أم لا؟.
وكشف التقرير أن مجموع ما تم رصده وتوثيقه في عينة الرصد (162) مادة صحفية بلغت حصة الصحف اليومية الأربعة منها (24) مادة مكررة وبنسبة (14.8 %)، وحصة الصحافة الإلكترونية (138) مادة مكررة بنسبة (%85.2).
وقال التقرير إن عدد المواد التي اعتمدت على المصادر المعرفة (138) مادة مكررة وبنسبة (85.2 %) مقابل 24 مادة مكررة اعتمدت على مصادر مجهولة وبنسبة (14.8 %)، بينما كانت نسبة المواد التي اعتمدت على تعددية المصادر وتعددية الآراء متساوية وبلغت (6.8 %) تمثل 11 مادة مكررة لكل منهما.
وأكد التقرير على أن المعالجة الحقوقية والقانونية ظلت في أدنى مستوياتها في إجمالي التغطيات برصد مادة واحدة فقط وبنسبة (0.6 %).
ووفقا للتقرير فقد بلغ عدد المواد المكررة (120) مادة وبنسبة (74.1 %) من أصل 162 مادة مكررة، حيث احتلت البيانات الصحفية المرتبة الأولى في التكرار فمن بين 43 بيانا تم رصدها فإن (41) بيانا منها تم تكرار نشره وبنسبة بلغت (95.3 %) من إجمالي البيانات التي تم رصدها، يليها في المرتبة الثانية الأخبار التي بلغت نسبة التكرار فيها (92.3 %) تمثل (60) خبرا مكررا، من أصل (65) خبرا تم رصدها.
وأضاف التقرير أن التصريحات الصحفية حلت في المرتبة الثالثة من حيث التكرار وبنسبة (71.4 %) تمثل 5 تصريحات صحفية مكررة من إجمالي (7) تصريحات تم رصدها وتوثيقها، فيما جاءت التقارير الصحفية في المرتبة الرابعة من حيث التكرار وبنسبة (50.0 %) تمثل (7) تقارير تكرر نشرها من إجمالي 14 تقريرا تم رصدها في عينة الرصد، لتحل المقالات الصحفية في المرتبة الخامسة من حيث التكرار وبنسبة (21.2 %) تمثل 7 مقالات تكرر نشرها من أصل (33) مقالا تمثل إجمالي ما تم رصده في عينة الرصد.