آراء ووجهات نظر أردنية في "داعش"

آراء ووجهات نظر أردنية في "داعش"
الرابط المختصر

شغلت معارك وسيطرة المسلحين وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على عدد من المدن العراقية الشمالية والغربية وانعكاس ذلك إقليميا، مساحة واسعة بين آراء كتاب المقالات في الصحف اليومية في أعدادها ليوم الجمعة.

فالكاتب عريب الرنتاوي، يرى أن النشأة العراقية لـ"داعش"، لم تمنع التنظيم الجهادي من أن يتحول إلى لاعب رئيس على الساحة السورية، وفي غضون فترة زمنية قياسية، حتى بات يسيطر على محافظة الرقة بشكل كامل وعلى محافظتي دير الزور والحسكة بشكل واسع، ويتمدد في أرياف حلب وإدلب.

وينقل الرنتاوي عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية كلاما حول "أكذوبة" اصطناع النظام السوري لتنظيم داعش، "وهي فرضية تدحضها وقائع التاريخ والجغرافيا الخاصين بـ "داعش".

ويشير في الوقت نفسه، إلى أن النظام السوري نجح في استخدام "فزاعة" داعش، التي لم تعد فزاعة على أية حال، وباتت بعد سيطرتها على أكثر من نصف مساحة العراق، الدولة 23، غير العضو في الجامعة العربية، لكن شتان بين "الاستخدام والتوظيف" من جهة، وبين أن يكون النظام قد خلق "داعش" ومولها وسلحها وأطلقها تعيث فساداً وتقتيلاً على الساحة السورية من جهة ثانية.

و"بهذا المعيار، يحق لنا أن نتهم الولايات المتحدة هي من خلق القاعدة وأنشأها أول مرة، بالتعاون مع حلفائها في الشرق الأوسط الكبير، زمن الحرب الباردة"، موضحا بأن علاقة الأسد بهذا التنظيم الأصولي، لم تصل إلى مستوى علاقات التسليح والتجنيد والتدريب والتمويل والنقل، التي ربطت السي آي إيه والأجهزة الحليفة لها بالمنطقة، بالقاعدة من قبل.

أما الكاتب عيسى الشعيبي فيشير إلى أن نتائج التطورات الأخيرة في المشهد العراقي، تظهر أن "داعش" كان يستثمر جيداً في أعماله الوحشية، ويراكم طويلاً على الصورة الذهنية التي تكونت لدى الكافة عن قسوته وشدة فظاعاته الانتقامية، وهو ما تجلّى في الانهيار المفاجئ، أو قل الهروب الكبير لفرق عسكرية عراقية مدججة، أمام أول هجوم منظم تصدرته وحدات خفيفة لهذا التنظيم في الموصل وتكريت وغيرها.

ويخلص الشعيبي إلى القول "إذا لم يكن الاستثمار المنهجي في الترهيب، والرسملة الكثيفة في التوحش، قادرين على فك ألغاز "داعش" التي انفض الكثير من أسرارها غداة انهيار الجيش العراقي مؤخراً، فإنه يحسن بنا انتظار التداعيات الكبرى لهذه الانعطافة العميقة في المجريات العراقية، التي قد تغير وجه الشرق الأوسط القديم".

"داعش" والقاعدة...

ويطرح الكاتب محمد أبو رمان تساؤلات عن هذا التنظيم أهمها: في طبيعة الخلافات والفرق بينه وبين "القاعدة"؛ فيما إذا كانت أيديولوجية أم تكتيكية، وفي طبيعة العلاقة مع إيران؛ فيما إذا كان هناك فعلاً تقاطع مصالح أو توظيف متبادل بين الطرفين، أم أنّ التنظيم مجرد "لعبة إيرانية" تستخدم لتحقيق الأهداف المطلوبة بصورة معكوسة، أي من خلال "اختلاق الخصوم"!

ويشير أبو رمان إلى أن المفارقة تكمن هنا في أن تنظيم "داعش" وُلد أصلاً خارج "القاعدة"، عندما أسس الأردني أبو مصعب الزرقاوي جماعته "التوحيد والجهاد" في العراق، بعد الاحتلال الأميركي مباشرة، ثم اضطر الزرقاوي، لاحقاً، إلى إعلان البيعة لأسامة بن لادن، وانضم للقاعدة، بعدما فضح شيخه الروحي أبو محمد المقدسي الخلافات بين الزرقاوي و"القاعدة"، ووجه انتقادات غير متوقعة له.

ويضيف بـ"أن ابن لادن والمجموعة القيادية أدركوا تماماً أنّ الزرقاوي يسير في خط أيديولوجي وواقعي مختلف بدرجة كبيرة عن "القاعدة"؛ فهو أكثر تشدداً وتزمّتاً في النظر إلى الواقع السياسي عبر لونين اثنين فقط؛ أبيض أو أسود، ومجموعته أكثر تشدداً دينيا، وهو يتوسع في عمليات التفجير، وفي التكفير والقتل لمن يختلف معه، ولديه تصور مختلف عن "القاعدة" المركزية في التعامل مع إيران وإعطاء الأولوية لمقاومة المشروع الشيعي، بينما "القاعدة" المركزية تركّز على المفهوم العالمي للصدام وأولوية المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية.

و"أبقى ابن لادن الخلافات مكتومة مع الزرقاوي، ولم يعلنها؛ إذ كان يحاول احتواءه من جهة، وتجنب صدمة الانشقاق والاختلاف داخل "القاعدة" من جهة أخرى، ولم تكن "القاعدة" تشعر بارتياح للصدامات التي دخل فيها الزرقاوي مع الفصائل الإسلامية المسلحة في العراق، ولا الخطوة المفاجئة بالإعلان عن إقامة "الدولة الإسلامية في العراق" على رقعة المحافظات السنية، وتعيين وزراء ومسؤولين، بعد أن بايع الزرقاوي نفسه أمير الدولة".

وكشفت سورية، بحسب أبو رمان، المستور بعدما برزت إلى السطح الخلافات بين "داعش" وبين "القاعدة" (معها "جبهة النصرة")، لكن بعدما أصبحت "داعش" نفسها على درجة من القوة والتأثير في الأجيال الجديدة، في سورية والعراق وخارجهما، بما قد لا يتوافر لقيادة "القاعدة" نفسها.

الكاتب طارق مصاروة، يؤكد أن "داعش الان ليست داعش التي نعرفها، فلنبحث عن جذورها الحقيقية وفروعها واصولها لانها اضافة مفزعة على أوضاع حكومية هشة ومعارضات ضعيفة متهافتة".

ويضيف مصاروة "لقد اعتبرنا منذ بداية الاكتساح الذي حققته داعش في دير الزور والرقة في شمال شرق سوريا وفي الانبار وصلاح الدين ونينوي ان هذا التنظيم الذي خرج من «القاعدة» وخرج من العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة الى القتال الكلاسيكي العسكري في جبهات عسكرية واضحة، سيكون اضافة غير عادية للمشهد العراقي والسوري وستزيده تعقيدا".