قال رئيس لجنة فلسطين النيابية فراس العجارمة إنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في ضرورة إيقاف هذه الحرب والبدء بمسار سياسي حقيقي لإنهاء هذه القضية بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة بإقامة دولته وحق العودة والتعويض.
جاء ذلك خلال مقابلته يوم الثلاثاء الماضي، في برنامج "برلمان وأحزاب" الذي يبث على راديو البلد، والتي ناقشت التطورات الأخيرة في الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وأكد العجارمة على أن القدس هي محور الصراع وستكون شرارة لتفجير المنطقة إذا ما تم منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في هذا الشهر المبارك.
وأضاف العجارمة أن الإدارة في الحكومة الإسرائيلية أفقها ضيق، مشيرا إلى أن الكيان المحتل ذهب إلى الحرب قبل أشهر لاستعادة الأسرى والقضاء على المقاومة وبعد كل هذه المدة في الشهور الأربعة لم تحقق إلا قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت واستهداف المستشفيات.
واعتبر العجارمة أن الصمت الدولي تواطئ مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى الاحتلال قد خرق كافة بنود اتفاقية جنيف الرابعة، وأضاف أن الأدلة على الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي واستهداف المدنيين هي أدلة دامغة، وأكد على أن الدولة المحتلة مسؤولة أمام القانون الدولي عن حماية الشعب الذي تحتله.
وفي ما يتعلق بحجم المعاناة في قطاع غزة قال العجارمة إن هناك 10 آلاف مريض سرطان في غزة لا يتلقون العلاج، و60 ألف امرأة حامل لا تتلقى أي رعاية صحية وهناك 70 ألف مصاب بحاجة إلى كل الرعاية الصحية، وأشار الى أن رفح الآن هي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم بواقع 30 ألف مواطن على الكيلومتر المربع الواحد.
وأضاف العجارمة أن كل هذا سيؤدي الى الاحتقان في شهر رمضان، وأشار الى أن كل الاحتمالات مفتوحة على أن تكون الضفة الغربية هي المواجهة القادمة خاصة إذا ما عبثت إسرائيل في المسجد الأقصى وحاولت منع المصلين.
وتطرق العجارمة الى الدعوات الإسرائيلية التي تشن دائما على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وقال ان الهدف منها هو إخفاء هذا الشاهد الذي يضمن حقوق اللاجئين.
وشدد العجارمة على أهمية الدور الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والتي تقدم خدماتها الى 5.5 مليون لاجئ في ستة أقاليم في المنطقة، وقال ان "الأونروا" في الأردن تقدم خدماتها الى 2.5 مليون لاجئ وأشار الى أن موازنتها تبلغ مليار دولار سنويا في كافة الأقاليم، واكد على أن غياب هذا الدعم والتمويل في هذا التوقيت سيسبب مشاكل وخاصة في غزة.
وفيما يتعلق بالدور الأردني قال العجارمة أن الأردن منذ اليوم الأول لم يدخر جهدا في سبيل وقف هذه الحرب ودعم الأهل في غزة، أشار الى تحرك الملك ووضع الإدارة الأمريكية في صورة الموقف وما ستؤدي اليه الرعونة الإسرائيلية إذا ما تم التضييق على الناس في القدس ومنعهم من أداء الصلاة في شهر رمضان.
وأضاف العجارمة أن أي عبث في موضوع التهجير سيكون بمثابة "إعلان حرب" على الأردن، وأشار الى أن الأردن لن يكون جزءا من المخطط الصهيوني الرامي الى افراغ الأرض من أهلها الأصليين.
وفي ما يتعلق بموضوع مراجعة الاتفاقيات مع العدو الصهيوني من قبل مجلس النواب قال العجارمة أن مراجعة الاتفاقيات تم التصويت عليها في مجلس النواب وتم وقف اتفاقية المياه مقابل الطاقة وتم الطلب من قبل المجلس بطرد السفير الإسرائيلي وقد تم هذا ، وأضاف ان الموقف الأردني واضح منذ البداية و أن كل شيء مجمد مع الكيان الصهيوني الذي يشن هذه الحرب على أهلنا ، وأكد على أنه يتم مراجعة الاتفاقيات من قبل مجلس النواب ، وأشار الى أن الاتفاقيات لها تبعات قانونية كثير وهناك اتفاقيات لديها شروط جزائية وما زالت اللجنة القانونية تستشير الاستشاريين القانونيين.
وتحدث العجارمة عن دور لجنة فلسطين النيابية، حيث أكد على أن اللجنة قامت بعقد ما يقارب على 50 اجتماع منذ بداية الحرب مع كافة الأطراف المعنية من نواب الاتحاد الأوروبي والبرلمانات الصديقة المؤيدة لوقف الحرب والمشاركة بمؤتمرات عديدة، وتكرم سفراء الدول التي اتخذت مواقف مناصرة للقضية الفلسطينية، وأضاف أن اللجنة اهتمت اهتمام خاص في قضية "الأونروا".
وأشاد العجارمة في نهاية اللقاء بالجبهة الداخلية الأردنية التي كان موقفها واحد وأشار الى أن تماسكها قوة لأهلنا في فلسطين، وشدد على أن زخم الشارع الأردني ما زال كما هو تجاه دعم الأهل في فلسطين مشيرا الى الفعاليات الشعبية في كافة مناطق المملكة وحملات التبرع للأهل في غزة ، وأكد على أن آثار المقاطعة ما تزال كما كانت في يومها الأول ، مؤكدا على أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا وأن الشأن الفلسطيني هو شأن أردني داخلي.