د. مهند العزة

تدرك دول العالم التي اجتاحها وباء كوفيد 19 ثقل الأعباء الاقتصادية التي ترتبت وما تزال على إجراءات الإغلاق بمستوياتها المختلفةة. وقد تفاوتت إجراءات الإنعاش الاقتصادية لقطاع الأعمال في تلك الدول بحسب الملاءة المالية ومدى غلبة مبادئ الحاكمية الرشيدة والممارسة الديمقراطية التي تأخذ في الحسبان رضى أو

في سبعينيات القرن الماضي، واجه الأردن مع دول أخرى وباء الكوليرا الذي بث الرعب ونشر الهلع بين الناس. لا أزال أتذكر حينها كيف كانت كوادر وزارة الصحة تجوب البيوت لتعطي المطعوم للمواطنين دون أن يضطروا للخروج. يتكرر المشهد اليوم في سياق مختلف لكن بالجوهر ذاته الذي يعكس تكاتف وترابط ووعي الشعب الأردني

"لقد أسمعت لو ناديت حيا؛ ولكن لا حياة لمن تنادي، ولو نار نفخت بها أضاءت؛ ولكن أنت تنفخ في رماد". لقد بلغ اليأس بالشاعر عمرو بن معدي بن ربيعة الزبيدي مداه من قومٍ ما حينما نظم هذه الأبيات من الشعر التي وجد فيها كثير من فحول الشعر العربي المتأخرين والمتقدمين منفساً للتعبير عن إياسهم ممن يحيطون بهم،

"كل شخص يفكر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه". هذه المقولة للأديب العظيم ليو تولستوي تختزل واقعاً متناقضاًتعيشه مجتمعاتنا المطالبة دوماً بالتغيير. إن ثمة فارق مهلو بين التغيير والتغيُّر أُبهم على كثير من الناس، فالتغيير له دعاته الكثر الذين تعج بهم وسائل الإعلام وصفحات العالم

ما يزال كثير من متخذي القرار في بلدي يراوحون مكانهم في ما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة في الوقت الذي بات فيه هؤلاء الأشخاص يحكمون دولاً مثل الإكوادور التي رئيسها لديه إعاقة حركية، ويديرون وزارات سيادية في دول عظمى مثل وزارة الداخلية في بريطانيا التي تربع على سدتها لسنوات طويلة الوزير الكفيف ديفيد بلانكيت

تسجل الشريعة الإسلامية سبقاً في تعاطيها وتناولها لحقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة؛ على نحو لا يملك المرء إلّا أن يرفع القبعة له وينحني إعجاباً به ويقلب كفيه تعجباً منه. وإذا ما أردنا أن نستبين سبيل ذلك التناول الحضاري وذاك التعاطي التقدمي مع حقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، فإنه لا بد من تحري موقف