“الأونروا" ليست مجرد وكالة إغاثة بالنسبة للفلسطينيين!

الرابط المختصر

روتين يومي يعيشه مدرس مادة العربي أحمد الصقر يستيقظ كل يوم الساعة السادسة صباحا يخترق الأزقة المتشابكة في مخيم الحصن للاجئين الفلسطينيين في الأردن، ليصل الى  مدرسة " الأونروا " ذات اللون الأزرق مرورا بمركز "مؤن الأونروا" الذي كان يقدم الطحين والاغاثة حتى تسعينيات القرن الماضي لكنه اقتصر ذلك على الحالات الأشد فقرا.

أحمد واحد من 2 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الأردن، يرى إن "الأونروا شريان حياة للاجئين الفلسطينيين، شكلت جزء من هويتنا وقضيتنا، الأمر لا يتعلق بالخدمات فقط على أهميتها، نحن نرى في الأونروا، إثبات على ما قام به الاحتلال من تهجير لشعبنا، هي شهادة أممية بأن هنالك حق العودة". كما يقول 

في هذا المخيم يتلقى ما يقارب 30 ألف لاجئ فلسطيني خدمات التعليم والصحة، يعتمدون بشكل كامل على الأونروا التي قلصت خلال السنوات الماضية خدماتها لهم من حيث النوعية والكم، وحسب المدرس الصقر "كانت الأونروا تقدم الإغاثة والطعام والمؤن وكان عدد الطلاب اُقل في الصفوف اليوم يصل عددهم الى 40 في الصف الواحد وأحيانا أكثر، ايضا هنالك ضغط كبير على العيادة في المخيم".

إلا أن الأونروا ليست فقط شريان حياة عند اللاجئين، هي رمز للنكبة الفلسطينية، الشاب نصر خالد، يقول لـ"ذا عرب نيوز" وهو يحدق في مدرسة الذكور بالمخيم " الأونروا تعني لي بالتحديد وخصوصا علم الوكالة الازرق فوق المدارس بالمخيم هو مقاومة للتوطين وبوصلة تذكرني بأن وجودي مؤقت في هذا المكان".

في ذات المخيم الذي يبعد 100 كيلو شمال العاصمة عمان يحاول شباب من الجيل الثالث والرابع ما بعد النكبة، تثبيت حق العودة على جدران مدرسة الأونروا من خلال رسم مفاتيح لصورة منازلهم التي اجدادهم شردوا في عامي 1948 و 1967 المبادرة انطلقت للتأكيد على أن "الأونروا ليست مجرد  إغاثة أو تشغيل بل شاهد على قضية اللاجئين الفلسطينيين" كما يقول الرئيس السابق لنادي الكرمل في مخيم الحصن ركان محمود.

حسب ركان محمود  "الشعب الفلسطيني يحاول في مناورته الإبقاء على وكالة الأونروا كشاهد على النكبة تثبت حقه في العودة، اللاجئون الفلسطينيون يتمسكون بالأونروا  ليس فقط لأجل الخدمات التي تقدمها الوكالة في الجوانب التعليمية والصحية والإعانات الغذائية والبيئية بقدر ما هي شاهد حي على اللجوء".

"لذلك فإن الكيان الصهيوني يحرص ويبذل جهد كبير لإنهاء الوكالة ذات الدلالة الدامغة على نكبة الشعب الفلسطيني والتي تعبر عن واقعة الاحتلال". متحدثا لـ"ذا عرب نيوز"

الى جانب هذه الرمزية لـ" الأونروا" تقدم الوكالة خدماتها الى أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن، أكبر هذه الخدمات قطاع التعليم( 122 ألف طالب) في 169 مدرسة ايضا تقدم الأونروا خدمات الصحة وبرنامج الإغاثة للأسر الأشد فقرا، وبرامج تأهيل النساء والاشخاص ذوي الإعاقة.

وحاولت الوكالة في عام 2011 بسبب الضائقة المالية تقليص برامج ومراكز تأهيل النساء والاشخاص ذوي الاعاقة، مما دفع اللاجئة الفلسطينية إيمان أبو خيران هي وعشرات النساء في مخيم البقعة (أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن) للضغط على وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) لإبقاء دعمها  لهذه المراكز.

تأسست المراكز النسائية ومراكز للأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم برعاية من الـ"أونروا" منذ خمسينيات القرن الماضي في 13 مخيما أردنيا ويبلغ عددها 24 مركزا؛ منها 14 مركزا للبرامج النسائية و10 مراكز للتأهيل المجتمعي للمعاقين.

قامت ايمان ونساء في مخيمات بطلاء تلك المراكز باللون الأزرق ورفع علم الأونروا عليها، لتثبيت علاقتها بالوكالة، ومازلن يعتصمن بشكل متكرر للضغط على الوكالة كي لا تتخلى عن هذه المراكز، تقول إيمان "نريد إرسال رسالة بأن قرار التخلي عن هذه المراكز ليس قراركم".

ويستند اللاجئون في حقهم للعودة على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر في 11 ديسمبر 1948 و الذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض.

 

يقول اللاجئون في مخيمات  الفلسطينيين في الأردن أن صراعهم لإبقاء "الأونروا" قائمة هو صراع وجود، ودفاعا عن حق الشعب الفلسطيني بالعودة لمدنهم وقراهم التي هُجروا منها، هم يعتقدون أن بقاء الأونروا يعني بقاء قضية اللاجئين وحق العودة.

 

المقال الأصلي في موقع newarab