هل تستطيع روسيا إنقاذ الأردن من طوفان المخدرات السورية؟

الرابط المختصر

قلل خبراء عسكريون وسياسيون من جدوى تيسير روسيا دوريات على طول الحدود السورية الجنوبية مع الأردن؛ لمنع تهريب المخدرات إلى المملكة.

وشرعت القوات الروسية مع بداية تشرين أول/ أكتوبر الحالي، بتسيير دوريات مراقبة على الخط الحدودي مع الأردن، بدءاً من معبر نصيب جنوب درعا، وصولاً إلى مخفر حرس الحدود السوري 107، بالقرب من بلدة خازمة جنوب شرقي السويداء.

واعتبر الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، أن هذه الدوريات "لن تغير شيئا على الأرض"، يقول "، "لا تغيير بما يجري منذ مدة طويلة على الحدود الأردنية السورية، علاقتنا مع سوريا دائما متوترة عبر الزمن كان آخرها قطع المياه عن الأردن".



وتابع "هذه الدوريات روتينية يرافقها مركبات من الفرقة الخامسة السورية، وبعض الرموز السورية متورطة في تهريب المخدرات، من يحمي الأردن وحدودنا هي قواتنا المسلحة، أصبحت سوريا عاصمة المخدارات في العالم، والأردن بات الحاجز الطبيعي لمنع وصول هذه المخدرات لدول الخليج والعالم بالتالي يجب مساعدة الأردن في هذا السياق".



يقول "لا يوجد فجوة أمنية على الحدود الأردنية، الجيش الأردني غير قواعد الاشتباك مع المهربين وضرب أوكار المهربين الذين يحاولون نقل الفوضى إلى الأردن، نحن ندافع عن أنفسنا وفي حرب مع المخدرات القادمة من سوريا".

 وتتهم عمّان ما أسمته "جماعات غير منضبطة من حرس الحدود السوري" بدعم مهربي المخدرات التي تعبر المملكة الى دول خليجية.



وقال مدير الإعلام العسكري التابع للجيش الأردني العقيد مصطفى الحياري في تصريحات سابقة لقناة المملكة الرسمية، إن "عمليات التهريب تتم من 3 - 4 مجموعات من الحدود الشرقية الشمالية، وكل مجموعة تتألف من 10-20 شخصا، هذه المجموعات تتلقى دعما أحيانا من مجموعات غير منضبطة من حرس الحدود السوري، ومن مجموعات أخرى، وبالتالي هي عمليات ممنهجة".

وتابع "هناك جزء آخر من التنظيمات الإرهابية وهو التنظيمات الإيرانية، موضحا أن هذه التنظيمات هي أخطر لأنها تأتمر بأجندات خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني". حسب الحياري.



دور روسي في الدفاع عن الخليج

  بدوره يرى المحلل السياسي الروسي ديمتري بريجع أن "روسيا تحاول تأمين الحدود الأردنية السورية كونها الضامن في سوريا وجاءت بدعوة رسمية من دمشق فهي تحاول تأمين الحدود من المهربين كون ذلك يضغط على دمشق ويسبب لها مشاكل بعد زيادة عدد المهربين إلى الأردن ولبنان والعراق وغيرها من الدول".



وتابع "، "بدأ الموقف الروسي أكثر حدة في الدفاع عن الحدود الأردنية السورية، من الواضح أن خطوة الملك عبد الله الثاني بالتواصل مع القيادة الروسية والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين دفعت روسيا للتحرك نحو تأمين الحدود خصوصا من جهة ريف السويداء ودرعا الجنوبي التي يتواجد بها مجموعات مسلحة كانت تابعة للمعارضة أصبحت مليشيات تعمل تحت إمرة شخصيات مختلفة بتهريب المخدرات".

مصدر: 90 معملا لإنتاج المخدرات في سوريا

 

 مصدر إعلامي مقرب من دوائر صنع القرار في الأردن، يقول لـ"عربي21" إن "ما يقارب 90 معملا صغيرا يتواجد داخل الأراضي السورية يقوم بإنتاج حبوب الكبتاجون ومزودة بمكابس خاصة".



وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر أسمه أن "التصدي الحقيقي للمخدرات هو من خلال قيام السلطات السورية بإغلاق تلك المعامل المرتبطة بحزب الله وإيران ونفوذ سياسية وعسكرية وسوريا".



وحول الدوريات الروسية يبين المصدر "هي غير كافية تُسير مرة واحدة في الأسبوع والحدود الأردنية السورية طويلة كما يعرف المهربون لديهم شبكات كاملة يخترقون الجهات الأمنية السورية ويعرفون مواعيد تحرك هذه الدورات، هنالك علاقات اردنية روسية وتنسيق مستمر روسيا ابعدت المليشيات الإيرانية عن الحدود الأردنية في المقابل ساعدت الأردن روسيا في ملف الحرب على الإرهاب في سوريا".



ومن الصعب السيطرة الحدود الأردنية السورية لطولها وطبيعة المنطقة الجغرافية الوعرة في بعض النقاط، وتمتد هذه إلى ما يقارب 375 كم من الجولان شمالا حتى الحدود العراقية الأردنية السورية أو ما يعرف بالبادية السورية حيث تقع قاعدة "التنف" العسكريّة التي تقع على المثلّث الحدوديّ العراقي-السوري-الأردني من وهي النقاط الاستراتيجيّة لقوّات التحالف الدوليّة في سوريا.



المطلوب رقم 1

 

 وكشف الصحفي الأردني موقف كمال المتخصص في القضايا الأمنية في صحيفة الغد في برنامجه "انتهى التحقيق" عن المطلوب السوري الأول في تهريب المخدرات للأردن ويدعى "مرعي الرمثان".



يقول كمال "، "تردد هذا الاسم على لسان كل مهرب يتم ضبطه في على الحدود، كمسؤول أول عن تجنيد شباب من عشيرة الرمثان بريف السويداء مقابل مبالغ تصل إلى 10 الاف دولار عن كل عملية تهريب".

 

وحسب الصحفي موفق كمال، فإن "مرعي الرمثان يعتبر رجل ميليشيا حزب الله الأول بتجارة وتهريب المخدرات في المنطقة الجنوبية السورية بحقه عشرة أحكام قضائية من محكمة أمن الدولة والعقوبة تتراوح في كل قرار حكم بالأشغال الشاقة ٢٥-٢٠عاما".



وسبق أن جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تحذيراته من تواجد المليشيات المسلحة الإيرانية في الجنوب السوري بالقرب من الحدود الأردنية الشمالية.



وكان الملك قال في مقابلة صحفية معهد هوفر الأمريكي بـ 18 أيار/ مايو الماضي إن "الوجود الروسي في جنوب سوريا، كان يشكل مصدرا للتهدئة، هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا".



وليست هذه المرة الأولى التي يحذر الأردن من التواجد الإيراني بالقرب من حدوده الشمالية بعدما سيطرت مليشيات إيرانية وشيعية على مناطق واسعة في الجنوب السوري، وخصوصا في مدينة درعا التي يتواجد فيها المعبر الأساسي (نصيب-جابر) لتبادل البضائع بين البلدين والذي توقف عن العمل منذ سنوات قبل أن يعود في 2021 بعد الجائحة.



وكشف الملك الأردني في مقابلة صحفية في 2021 عن هجمات إيرانية على الأردن بطائرات مسيرة قال "إنها تحمل تواقيع إيرانية وكان علينا التعامل معها".