هكذا واجهت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن الكورونا (شاهد)

الرابط المختصر

يسارع الناشط الاجتماعي احمد ابو الهيفاء هو مجموعة من الجمعيات الخيرية في مخيم الشهيد عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين في اربد (100 شمال عمان) لإغاثة أسر فقيرة وعمال مياومة تقطعت بهم السبل بعد توقف أعمالهم، نتيجة حظر التجوال وإغلاق المحال منذ العشرين من مارس الحالي لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

الا ان الظروف اكبر من امكانيات هذه الجمعيات التي عجزت عن الوصول لكافة من تضررت أحوالهم؛ بسبب شح الامكانيات، مما دفع هؤلاء الناشطين الى توجيه رسالة الى الملك عبد الله الثاني، مطالبين بمد يد العون لهم، وجاء في الرسالة "مخيم الشهيد عزمي المفتي في اربد عدد سكانه ٣٠ الف نسمة في مساحة 1كم مربع ، ٩٠% من السكان عمال مياومة ومهنيين ، منذ بداية الازمة تقطعت بالعائلات السبل ولا مغيث لهم ، نحن مجموعة من الناشطين والجمعيات بذلنا كل ما بوسعنا لمد يد العون للعائلات المتضررة وقدمنا ما يقارب ٧٠٠ طرد غذائي بقيمة ٢٠ دينار لكل عائلة ، لم يبقى لنا قريب مغترب ولا صديق الا وطلبنا منه الدعم ، الحوالات موقوفة ، اخذنا وعود بالتبرعات واشترينا المعونات ذمم حتى انتهاء الازمة ، الان لم يبقى لدينا أسواق تستطيع تقديم المواد وليس لدينا المال للشراء ، كلفة الاسبوع الواحد ١٥ الف دينار ، والازمة سوف تستمر لاسابيع ، ولم يصلنا اي معونات من قبل الحكومة ، والكثير من العائلات لن تجد ما تطعم به أطفالها ، نحن جزء محب ومخلص من هذا البلد ، وكلنا أمل أن تبادلونا الحب والغذاء".

 

يقول أبو الهيفاء لـ"عربي21"، الوضع الاقتصادي للأسر وخصوصا عمال المياومة الذين تضرروا، سيء جدا، اطلقنا في المخيم مبادرة لدعم الأسر المحتاجة بالمواد الغذائية الأساسية، من بيض وخبز ومياه،المواد الغذائية التي وزعت على الفقراء ومن يعملون باجر يومي، وجاءت هذه المبادرة بتبرعات من أهالي المخيم مراعاة لظروفهم الاقتصادية بسبب فرض الحظر، وتوقف دخولهم، واستطاع المتطوعون تأمين أغلب العائلات التي تقطعت بها السبل، لكن نعجز عن الاستمرار نحتاج إلى موازنة كبيرة".

أما في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين (أكبر المخيمات في الأردن)، تطوع اهالي في المخيم لتعقيم الأزقة والشوارع مستخدمين خلطات يدوية من الخل والكلور، ونفذ لجنة شباب المساعيد تعقيما لاحياء في المخيم على مدار أيام، يقول خليفة دعاس أحد الناشطين في اللجنة لـ"عربي21"،"بدأت الفكرة بتعقيم الحارة التي يسكنها 5 آلاف مواطن، بسبب عدم تواجد عمال المياومة، ثم توسعنا في التعقيم، لشوارع وازقة في المخيم، بعد أن تبرعت شخصيات لنا بمواد التعقيم".

الأونروا هذا ما قمنا به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قالت في ملخص ارسلته لـ"عربي21" حول اجراءاتها في المخيمات لوقف انتشار فيروس كورونا، انها عملت وفي الأردن على تنفيذ عدد من الإجراءات الوقائية في مخيمات لاجئي فلسطين لضمان عدم انتشار فيروس كورونا (كوفيد 91 )بين جموع اللاجئين. وقال مدير عمليات الأونروا في الأردن، محمد آدار إن "صحة اللاجئ الفلسطيني هي أغلى ما نملك، وبالرغم من الظروف الصعبة التي تواجه العالم بشكل عام والوكالة بشكل خاص الا أننا نعمل دون توقف لتوفير الإحتياجات الرئيسية للاجئي فلسطين في ظل هذه التحديات، اتخذت الوكالة كافة الإجراءات الاحترازية والتوعوية للاجئي فلسطين، وعقد دورات توعية، وإغلاق المدارس،واستخدام تقنيات التعلم عن بعد".

أما بخصوص فيما يتعلق بالمساعدات المالية التي يتلقاها اللاجئين، بما فيهم الجئي فلسطين القادمين من سوريا، قالت الوكالة إنها "تدرس حاليا المساعدات المالية خلال فترة إغلاق البنوك بسبب حظر التجول مثل الحصول على المساعدة من القطاع الخاص في عملية التوزيع". الأونروا توقف رواتب عمال المياومة إلا أن الوكالة أوقفت رواتب من يعملون بنظام الأجرة اليومية، في مناطق أونروا الخمس، بناء على قرار منها للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد، وقررت أن تعطيهم رواتبهم عن شهر مارس مقابل أيام العمل التي داوموا فيها فقط. الأمر الذي دفع "اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة" في الأردن، لمطالبة الوكالة التراجع عن قرارها، وقالت اللجنة في بيان وصل لـ"عربي21" نسخة منه "غالبية الفلسطينيين اللاجئين في الشتات والداخل يعتمدون في حياتهم المعيشية على الدخل اليومي لاعالة أسرهم وهناك نسبة بطالة عالية جدا خاصة بين الشباب و كبار السن والكثير من الحالات الاجتماعية التي تحتاج الى العون الصحي و الغذائي و خاصة في مخيمات اللجوء".

 

وتابعت اللجنة "نتيجة فرض قوانين حظر التجول ومنع الناس كافة من العمل فان اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا يعيشون في ظروف في غاية القسوة و العذاب نتيجة الحصار الصهيوني الغاشم و بعض الأنظمة العربية و خاصة لبنان وقطاع غزة ولذلك أصبح لزاما على وكالة الغوث الدولية ان تقوم بالمهام الموكلة اليها دوليا باتجاه أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل لغاية العودة حسب القرار 194 و التحرير". وطالبت الأونروا بالعمل على ممارسة كافة اشكال الضغط على المجتمع الدولي من أجل توفير الدعم اللازم و زيادته نتيجة الأوضاع الراهنة وأن لا يكون هذا الدعم مسيس و وضع استراتيجية صحية واضحة لمواجهة الوباء، بالاضافة الى استغلال المدارس كأماكن حجر صحي و عمل مستشفيات ميدانية مجهزة بالأدوات الطبية اللازمة و الكوادر الطبية. وتقديم كافة أشكال الدعم من مواد غذائية و وقف التقليصات السابقة . .فتح كافة العيادات الطبية على مدار الساعة كحالة طوارئ و توفير الادوية و الطبابة للأمراض المزمنة و الحالات الطارئة . العمل على تعقيم المخيمات من الداخل و الأسواق و الأزقة و أماكن التجمع. الحكومة الأردنية، بدورها دعت عمال المياومة غير المقتدرين والمتضررين ومن بينهم أبناء غزة المقيمين في الأردن، التوجه للحصول على طرود غذائية من خلال التقدم بطلب الكتروني من خلال موقع مؤسسة الضمان الاجتماعي.