ميديل ايست اي : الأردن مصر على استعادة الباقورة والغمر

 قال موقع ميديل ايست اي البريطاني في تقرير اعده الصحفي محمد العرسان إن الأردنيين يترقبون بحذر موعد استعادة اراضي في منطقتي الباقورة والغمر، بعد أن أبلغت المملكة الهاشمية العام الماضي اسرائيل بعدم رغبتها بتجديد ملاحق في معاهدة السلام تعطي إسرائيل حق الانتفاع بتلك الأراضي لمدة 25 عاما.

 ترقب الأردنيين، يشوبه الحذر بعد أن نشرت وسائل اعلام اسرائيلية، الأربعاء، أن اسرائيل تفاوض الأردن على تمديد العمل بالملاحق، وأن الملك عبد الله الثاني وافق على تمديد انتفاع اسرائيل والاراضي لموسم زراعي آخر، وهو ما نفته الحكومة الأردنية لـMEE.

قصة الباقورة والغمر

احتلت إسرائيل منطقة الباقورة شمال المملكة في (1950)، والغمر في الجنوب عام (1967)، وتبلغ مساحة الباقورة ستة آلاف دونم، استعاد الأردن منها 850 دونما فقط في عام 1994، ضمن اتفاقية السلام. أما منطقة الغمر الواقعة بالقرب من طريق البحر الميت القديم داخل الأراضي الأردنية بشكل طولي، فمساحتها 4000 دونم، وجميعها مناطق زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

واتفق الطرفان في معاهدة السلام (1994) على تطبيق نظام خاص على هذه المساحة من منطقة الباقورة، يضمن "حقوق ملكية أراض خاصة ومصالح مملوكة إسرائيلية"، ويبقى هذا الوضع -وفقا للملحق 1(ب) في الاتفاقية- نافذ المفعول لمدة خمس وعشرين سنة، ويجدد تلقائيا لفترات مماثلة ما لم يُخطِر أحد الطرفين الطرف الآخر بنيته بإنهاء العمل بهذا الملحق قبل سنة من انتهائه، وهذا ما قامت به الحكومة الأردنية العام الماضي (12/10/2018) عندما أخطرت الجانب الإسرائيلي تحت الضغط الشعبي أنها لا ترغب في التجديد.

نفي رسمي

 وزارة الخارجية الأردنية نفت صحة ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بخصوص موافقة المملكة على تجديد أو تمديد استعمال منطقتي الباقورة والغمر.

يقول  الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية،السفير سفيان سلمان القضاة، "قرار المملكة الذي اتخذ بتاريخ 12/10/2018 بإنهاء العمل بالملحقين الخاصين الباقورة والغمر نهائي وقطعي، وأنه بانتهاء النظامين الخاصين بتاريخ ،10/11/2019 ،حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام لن يكون هناك أي تجديد أو تمديد."

وحول ما نشرته وسائل اعلام اسرائيلية عن مفاوضات بين الأردن، واسرائيل، قال القضاة، "الجانب الإسرائيلي طلب التشاور وفقا لما نصت عليه معاهدة السلام، ودخلنا مشاورات حول الانهاء ولم تكن حول التجديد، بل للانتقال من المرحلة السابقة والترتيبات السابقة إلى المرحلة المقبلة".

كما نفت الناطق باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، ما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، واصفة ذلك في حديث "اخبار غير صحيحة"، "ما يتم نشره حول تمديد تأجير الباقورة والغمر غير صحيح".

ورغم النفي الرسمي الأردني،الا أن أصوات أردنية تتخوف من تفريط الأردن بالباقورة والغمر، النائب السابق، وأمين عام حزب الأردن أقوى، رولا الحروب، تعبر عن تشاؤمها من قدر الأردن على استعادة الأراضي، "لدينا حكومة ضعيفة وبرلمان بائس، ومشهد عربي و دولي ترك الأردن وحيدا في مواجهة ادارة امريكية منحازة للاحتلال الإسرائيلي، لا أعتقد أن الحكومة قادرة على استعادة الباقورة والغمر، حكومتنا لم تستطيع معالجة اضراب المعلمين بالشكل المطلوب، فكيف ستواجه امر كبير كاستعادة الأراضي إسرائيل".

ويحاول نواب أردنيون الضغط على الحكومة؛ للمضي في استعادة أراضي الباقورة والغمر، من خلال أسئلة واستجوابات للحكومة، النائب صالح العرموطي، وجه سؤالا نيابي لرئيس الوزراء عمر الرزاز في 1 أيلول الماضي حول الاجراءات الادارية التي قامت بها الحكومة لاستعادة الباقورة والغمر.

يقول العرموطي " إجابة وزير الخارجية أيمن الصفدي على سؤالي كانت واضحة وبشكل رسمي، أنه تم  إبلاغ الاحتلال بانتهاء العمل بالملاحق الخاصة بتلك الأراضي،وعليها تسليم المنطقتين في 10 نوفمبر المقبل، نحن ننتظر موعد التسليم".

وتواجه الأردن مشكلة الملكيات الخاصة في تلك الأراضي، وتعود قصة الملكيات الخاصة في الأرض الأردنية إلى عام 1926، عندما منحت سلطات الانتداب البريطاني شركة الكهرباء الفلسطينية المملوكة لبنحاس روتنبرغ، أحد قادة الحركة الصهيونية، حق امتياز توليد الطاقة الكهربائية، عن طريق استخدام مياه نهري الأردن واليرموك وأقرّ المجلس التنفيذي لشرق الأردن (الحكومة) في 8 كانون الثاني/ يناير 1928 هذا الامتياز، ومدته سبعون عاما، ليبيع روتنبرغ لاحقا الأراضي إلى الوكالة اليهودية.

الأمر الذي تعتبره النائب في البرلمان الأردن ديما طهبوب، "غير شرعي"، تقول لـ"mee"، "الحكومة السابقة حكومة هاني الملقي، تحدثت عن احترام ما يسمى الملكيات الخاصة في الباقورة والغمر، لكن ملكيات غير شرعية وسربت للوكالة اليهودية، لماذا لا تسعى الحكومة لامتلاكها لفرض السيادة الأردنية كاملة؟".

"وفي حال ما أصرت إسرائيل على عدم اعادة الأراضي للأردن يلجأ الطرفان الى التحكيم الدولي، كما هو منصوص عليه في معاهدة السلام المبرمة بين الطرفين"، كما يقول ليث نصراوين، أستاذ القانون/الجامعة الأردنية.

شعبيا يخطط ناشطون ونواب وحزبيون لعقد ملتقى يوم الثلاثاء المقبل في مجمع النقابات المهنية، لدراسة موقف الحكومة الأردنية وخطواتها لاعادة الباقورة والغمر في خطوة منهم للضغط على بلادهم للثبات على موقفها في اعادة تلك الأراضي.

أضف تعليقك