ميديل إيست اي :هل فعلا تهدد إيران الأمن القومي الأردني؟ السفارة الإيرانية في الاردن تعلق

الرابط المختصر

 

لأول مرة تعلق السفارة الإيرانية لدى الأردن على تصريحات أدلى بها الملك الأردني عبد الله والثاني، وقادة أمنين تحذر من ما اسموه خطر المليشيات الايرانية في الجنوب السوري بالقرب من الحدود الشمالية للمملكة.

 السكرتير الثاني ونائب رئيس البعثة في السفارة، حميد رضا كاظمي يقول لـ"ميدل إيست آي البريطاني"، "ايران لن تشكل تهديد للأردن أبدا، أمن الأردن هو جزء من أمن الشرق الأوسط  الذي هذا من أولوية الأمن القومي الإيراني، الوجود الإيراني في سوريا جاء بدعوة من الدولة السورية في أماكن معينة بالتنسيق مع القوات السورية هدفها مواجهة الإرهاب كفصائل داعش وجبهة النصرة وأنصار الدين، ومجموعات أخرى".

"ليس لدينا مليشيات، واتهمانا بتجارة المخدرات هو اتهام كبير جدا، نحن في ايران نحارب تهريب المخدرات في الحدود الشرقية الأردنية لأكثر من 40 سنة واستشهد أكثر من 3 آلاف من الشرطة الإيرانية في هذه الحرب، نحن في إيران أكبر حاجز أمام تهريب المخدرات للمنطقة، لا يوجد منطق في محاولة تهريب المخدرات الى الأردن، هذا اتهام غير مقبول".

تحذيرات أردنية من "خطر المليشيات الايرانية"

كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني جدد تحذيراته من تواجد المليشيات المسلحة الإيرانية في الجنوب السوري بالقرب من الحدود الأردنية الشمالية.

 قال الملك في مقابلة صحفية  معهد هوفر  الأمريكي بـ May 18 إن "الوجود الروسي في جنوب سوريا، كان يشكل مصدرا للتهدئة، هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا".

ليست المرة الاولى التي يحذر الأردن من التواجد الإيراني بالقرب من حدوده الشمالية  بعدما سيطرت مليشيات إيرانية وشيعية على مناطق واسعة في الجنوب السوري، وخصوصا في مدينة درعا التي يتواجد فيها المعبر الأساسي (نصيب-جابر) لتبادل البضائع بين البلدين والذي توقف عن العمل منذ سنوات قبل أن يعود في 2021 بعد الجائحة.

وسبق للملك الأردني أن كشف في مقابلة صحفية في 2021 عن هجمات إيرانية على الأردن بطائرات مسيرة  قال "إنها تحمل تواقيع إيرانية وكان علينا التعامل معها".

أيضا قال مدير الإعلام العسكري التابع للجيش الأردني العقيد مصطفى الحياري في تصريحات لقناة المملكة الرسمية، إن القوات المسلحة تواجه حاليا حرب مخدرات على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة.

"عمليات التهريب تتم من 3 - 4 مجموعات، وكل مجموعة تتألف من 10-20 شخصا،هذه المجموعات تتلقى دعما أحيانا من مجموعات غير منضبطة من حرس الحدود السوري، ومن مجموعات أخرى، وبالتالي هي عمليات ممنهجة".

"هناك جزء آخر من التنظيمات الإرهابية وهو التنظيمات الإيرانية، موضحا أن هذه التنظيمات هي أخطر لأنها تأتمر بأجندات خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني". حسب الحياري.

بدأ التدخل الإيراني في سوريا منذ عام 2012 إلا أن وتيرته زادت في  2014 حتى 2021 من خلال دعم إيران للجيش السوري النظامي وميليشيات شيعية محلية وأجنبية سيطرت على كامل الجنوب السوري باستثناء  مثلث صحراوي يقع بالقرب من الحدود العراقية يسيطر عليها التحالف الدولي لمحاربة داعش بمحيط 55 كيلو متر.

الخبير العسكري الأردني اللواء الطيار المتقاعد د. مأمون أبو نوار، يعتقد أن "الجماعات الإيرانية موجودة في المنطقة الجنوبية السورية، وإن الأردن يخشى من نقل الفوضى والتهريب ونقل السلاح، لكن يتخوف من أي اشتباكات مستقبلية بين إيران وإسرائيل وأمريكا بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، خصوصا في ظل وجود قواعد أمريكية في المملكة".

يقول ميدل إيست اي بأن "الأردن يعلم ما يدور بالقرب من الحدود، وأسقطت المملكة مؤخرا طائرات مسيرة لإيران"، مشيرا إلى أن "الطائرات المسيرة غيرت موازين القوى العسكرية والأمنية في المنطقة، وهذا يهدد الأمن القومي الأردني".

تواجد إيراني في البادية السورية

الحدود الأردنية السورية طويلة تمد الى ما يقارب 375 كم من الجولان شمالا حتى الحدود العراقية الأردنية السورية او ما يعرف بالبادية السورية حيث تقع قاعدة "التنف" العسكريّة التي تقع على المثلّث الحدوديّ العراقيّ-السوريّ-الأردنيّ من وهي النقاط الاستراتيجيّة لقوّات التحالف الدوليّة في سوريا.

يشرف على هذه القاعدة جيش مغاوير الثورة الذي أسّس في 20 أيّار/مايو 2015 من ابناء البادية السورية ودرّب في الأراضي الأردنيّة لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلاميّة، كما يقول قائد الفصيل العقيد مهنّد الطلاع.

العقيد طلاع يقول في حديث حصري عبر الهاتف لـ"ميدل إيست اي"، هذه المنطقة التي يقع ضمنها مخيم الركبان ،تقوم المليشيات الايرانية بمحاصرته من أجل إفراغ المنطقة من السكان ليسهل السيطرة عليها وتكون قريبة من الحدود الأردنية مما يسهل لهذه المليشيات عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن ومنها للخليج العربي" .

"تسيطر المليشيات على مناطق ومساحات واسعة من بادية الحماد السوري، وتتمركز في مدينة تدمر،الخطر الشيعي هو خطر قائم ويهدد الأردن والجميع خصوصا بعد الانسحابات الروسية من المنطقة يقوم الإيرانيون بسد الفراغ وبشكل سرطاني مخيف خ صوصا في بادية تدمر والمنطقة الشرقية". 

 "تشكل تجارة المخدرات المصدر الرئيسي في تمويل المليشيات الشيعية في المنطقة وخصوصا بعد الوضع الاقتصادي السيء في إيران. حيث يتم تصنيع هذه المواد بكميات كبيرة في مناطق حمص والقصير من قبل حزب الله اللبناني وتهريبها بالتنسيق مع عناصر الفرقة الرابعة وذلك بغية وصولها إلى الخليج العربي عبر الأردن". 

تضررت الأردن اقتصاديا من إغلاق الحدود مع سوريا بسبب الحرب، وانتشار الجماعات المسلحة في الجنوب السوري وعلى معبر جابر- نصيب، الذي تداول على السيطرة عليه منذ عام 2015 مجموعات مسلحة مختلفة،  تدهور الوضع الأمني في درعا؛ بسبب اشتباكات مسلحة بين المعارضة السورية والنظام السوري.

ونجحت الأردن الى جانب روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بإقناع الفصائل المعارضة فيها بالتوقيع على اتفاق تسوية مع النظام عام 2018، ليسيطر النظام السوري بالكامل على كامل الحدود مع الأردن في 2021 خلال اتفاق مع أهالي درعا نجم عنه تسليم سلاحهم.

"علاقات متنوعة"

  نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق ممدوح العبادي، من المؤمنين أن على الأردن أن يقيم علاقات مع إيران ايضا، يقول لـ ميدل إيست آي "قوة الأردن في علاقاته المتنوعة مع الجميع لدينا علاقات مع روسيا وأمريكا والعراق، إيران دولة جارة للأمة العربية، وأثبتت حسن الجوار فلم يسجل أن وقع تفجير على الأراضي الأردنية بايادي ايرانية، هنالك تفجيرات كانت بأيدي داعش والقاعدة".

"العلاقات بين الأردن وسوريا تحسنت مؤخرا بعد فتح المعابر، لكن سرعان ما تراجع حماس الأردن لتلك العلاقة بفعل قانون قيصر والضغوطات الأمريكية".

"لا استطيع الجزم أن هنالك ميليشيات ايرانية قد تحاول التعدي على الأردن، القوات الايرانية وجماعات تابعة لحزب الله موجودة قرب الجولان المحتل هدفها الأول إسرائيل".