موقع بريطاني: أي شيء أفضل من نتنياهو بالنسبة للأردن

*ترجمة بتصرف عن موقع ميدل إيست آي البريطاني

 

"بالنسبة لنا في الأردن أي شيء أفضل من نتنياهو"، هكذا يعلق د. محمد المومني هو  وزير الدولة لشؤون الإعلام السابق، والعضو الحالي في مجلس الأعيان الأردني.

 

تعليق المومني المختصر جاء ردا على سؤال لـ"ميديل إيست آي" حول أنباء عن اتصالات أردنية تجريها السلطات الأردنية مع قوى سياسية في الوسط العربي داخل اسرائيل حثهم على المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية لضمان عدم حصول نتنياهو على الأصوات الكافية لتشكيل الحكومة.. وهذا الأمر لم تنفيه أو تؤكده الحكومة الأردنية. 

 

مصدر في جماعة الإخوان المسلمين الأردنيين فضل عدم ذكر اسمه قال إن "السلطات الأردنية أخبرت شخصيات في الجامعة بقنوات غير رسمية عن رغبة الأردن التواصل مع الشيخ رائد صلاح رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة، لحثه على المشاركة في الانتخابات الاسرائيلية التي يقاطعها منذ عام 1996 أو على أقل تقدير عدم الترويج لمقطاعتها".

 

ذات المصدر اضاف "من المستحيل أن تشارك الحركة الإسلامية في الانتخابات"، وهذا ما أكده أيضا المكتب الإعلامي للشيخ رائد صلاح لميديل إيست آي.

 

وردا على استفسارات ميدل إيست آي قال المكتب الإعلامي للشيخ رائد صلاح "لا صحة للأنباء التي تتحدث عن وجود اتصالات أردنية مع الشيخ رائد صلاح، ولا يوجد تواصل حتى الآن من الأردن، موقفنا واضح من انتخابات الكنيست هو المقاطعة".

 

وتسببت دعوات صلاح لمقاطعة الانتخابات الاسرائيلية بخلاف مع الاتجاه الثاني في الحركة  الإسلامية التي يتزعمها الشيخ عبد الله نمر درويش، ويبرر الشيخ صلاح مقاطعته للانتخابات بأنها لا تؤدي إلى تحقيق مصالح العرب الفلسطينيين بقدر ما تبرز إسرائيل كدولة ديمقراطية.

 

من المتوقع أن تخوض الأحزاب العربية انتخابات الكنيست المقبلة في قائمتين انتخابيتين أو أكثر، الكاتب في الشؤون الفلسطينية حمادة فراعنة يقول "الأردن يجري اتصالات لكن ليس مع الشيخ رائد صلاح أنما مع عباس منصور نائب رئيس الحركة الاسلامية الشق الجنوبي الذي استقبله الملك عبد الله الثاني مرتين واحدة منها غير معلنة".

 

يقول لـ"ميدل إيست آي "إذا أراد الأردن لعب دو سيكون من خلال ازالة التوتر بين القائمة العربية المشتركة برئاسة أيمن عودة وبين القائمة الموحدة برئاسة أيمن عودة".

 

يتفق معه الكاتب في جريدة القدس العربي بسام بدارين ، يؤكد أن "هنالك محاولة أردنية لتقليص هامش الخلافات بين أقطاب الكنيست والفاعلين في انتخاباتها في المجتمع العربي قدر الإمكان".

 

يقول لـ"ميدل إيست آي"، "الإستراتيجية الثانية  الأردنية هي العمل على زيادة نسبة إقبال العرب على صناديق الاقتراع والتي لا تزيد عن 8 في المئة وفقا لآخر 5 انتخابات إسرائيلية".

 

"حسب ما حصلت عليها من معلومات كان هناك مشاورات بصفة غير رسمية وليس اتصالات بين وزير أردني سابق ومراقب عام جماعة الإخوان المسلمين حول كيفية التواصل مع الشيخ رائد صلاح، تلتقي مصلحة يائير لبيد و ادارة الرئيس الأمريكي بايدن مع مصالح الأردن بعدم عودة نتنياهو الى السلطة باعتباره من إرث الرئيس ترامب وصفقة القرن".

 

"جماعة الإخوان المسلمين قالت في هذه المشاورات مع الشخصيات شبه الرسمية الأردنية، أن الأردن بإمكانه دعوة الشيخ رائد صلاح إلى المملكة والتحدث معه بشكل مباشر".

 

"نحن نتحدث عن حراك له علاقة بإجراء مشاورات حول كيفية زيادة نسبة اقتراع العرب في انتخابات الكنيست، وايضا حراك لإزالة التجاذبات بين الإسلاميين في فلسطين المحتلة، فقد زار عباس منصور الأردن مرتين واستقبله الملك في القصر، وعباس منصور على خلاف مع الشيخ رائد صلاح، الأردن الرسمي يعتقد أنه في موقع يستطيع فيه إزالة التوتر بين الطرفين لخدمة المصالح الأردنية وخير من يساعد في ذلك جماعة الإخوان المسلمين الأردنيين".

 

جماعة الإخوان المسلمين بدورها، نفت على لسان مكتبها الإعلامي بتصريح لـ"ميديل ايست اي" أنها "تقود واسطة بين الأردن الرسمي والحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة"، "كما نفى قيادي في الإخوان أن يكون هنالك علاقة بين زيارة القيادي في حركة حماس للأردن وبين هذا الموضوع، قائلا "زيارة خالد مشعل للأردن زيارة اجتماعية زار فيها قبر والديه، لكنها مختلفة عن الزيارات السابقة سمح له بلقاء شخصيات سياسية وإعلامية أردنية".

 

 نائب المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد يرى أن "لاعتبارات ذاتية واخرى متعلقة برغبة الإدارة الأمريكية الحالية يظهر أن التوجهات السياسية للدولة الأردنية الرغبة في عدم عودة نتنياهو للحكم،تستطيع الدولة الأردنية أن تلعب دورا في هذا المجال،و بتعبير أدق تستطيع الدبلوماسية الأردنية أن تفتح حوارا مع الحركة الإسلامية في فلسطين".

 

أما حول موضوع  الانتخابات " الإسرائيلية"  القادمة، يقول"ملاحظتي أن تخرج الجهات الرسمية من حالة الحياد السلبي،  وأن تنوع خيراتها وتوسع علاقاتها بشكل استراتيجي وليس من أجل الانتخابات فقط".

إرث نتنياهو الثقيل

 تدهورت العلاقات بين الأردن واسرائيل في ظل تحالف ترامب ونتنياهو إثر معارضة الملك بشدة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط او ما عرف بـ"صفقة القرن.

ولم تنته محطات التأزيم في عهد نتنياهو كان هناك استهداف واضح للوصاية الهاشمية على المقدسات التي تم انتهاكها من خلال اقتحامات المتطرفين ومحاولة نشر بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى، وفي 2014 قتل القاضي الأردني رائد زعيتر على جسر الملك حسين، وحادثة مقتل أردنيين على يد رجل أمن في السفارة الإسرائيلية،2017 واستقباله استقبال الأبطال من قبل نتنياهو،وصولا الى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة 2018 والتحالف مع دول عربية في محاولة لإيجاد دور لها على حساب الوصاية الهاشمية.

 ومن محطات التأزيم عند هذا الأمر، إذ تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أيلول/ سبتمبر 2020 بضم أراض في غور الأردن، وشمال البحر الميت، في حل شكل الحكومة المقبلة، الأمر الذي دفع الملك الأردني للقول بأن "خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وإسرائيل ومصر.

يقول بدارين "الأردن في حالة خصومة علنية مع نتنياهو الكل يتذكر آخر مشهد له وهو يغرس شجرة على الحدود الأردنية في منطقة الأغوار ويحمل معولا ويهدد بضم الأغوار، ويكرس الاستيطان وهذا يدخل في صراع مع أعمق المصالح الأردنية العليا".

الصحفي المقدسي داود كٌتاب، يرى أن الأردن يأمل بأن لا يحدث هذا، يقول ميدل إيست أي (من غير المحتمل أن يكون الأردن يخطط لدعوة الزعيم المقيم في أم الفحم إلى عمان ، حتى لا "يعزز دولته".

وقال كتّاب "أفضل ما يمكن للأردن أن يأمل في تحقيقه هو خفض خطاب المقاطعة بين المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل على أمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة إقبال الناخبين".

 

تخشى السلطات الأردن أن يعود نتنياهو الى السلطة بعد أن يتحالف مع رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير الذي يخوض الانتخابات أيضا، مما يجعل حظوظهما أقوى بحصد عدد أكبر من مقاعد الكنيست مما يعني صداع كبير للأردن.

 

 

 

 

أضف تعليقك