ملفات دسمة كانت على طاولة زيارة أردوغان المؤجلة للأردن

الرابط المختصر

 أعلنت الرئاسة التركية تأجيل الزيارة المرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى الأردن وبحسب بيان دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، السبت، تم تأجيل الزيارة بسبب عملية جراحية عاجلة للملك الأردني عبد الله الثاني.

ولم يتم الكشف عن موعد جديد للزيارة.

وحسب وكالة "الأناضول" التركية  كانت زيارة الرئيس أردوغان إلى الأردن، تلبية لدعوة من عبد الله الثاني؛ لعقد مباحثات ثنائية موسعة، تتناول مستوى النهوض بالعلاقات الثنائية، إضافة إلى أبرز التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

الزيارة المؤجلة تأتي بعد حراك دبلوماسي في المنطقة تمخض عنه زيارات لرئيس دولة الاحتلال الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى الأردن وتركيا بالتزامن مع اجتماعات "تطبيعية" في النقب المحتل في محاولة لإعادة الحياة لمفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية.

 

الملف الفلسطيني

الصحفي عواد الخلايلة ناشر موقع مدار الساعة الذي انفرد في خبر زيارة أردوغان قبل أسابيع، كشف " الزيارة ستطرح الملف الأوكراني- الروسي الى جانب التداعيات الاقتصادية على البلدين ومستقبل التعاون في الاقتصادي، خصوصا ان وفدا اقتصاديا رفيع المستوى يرافق الرئيس أردوغان".

 

وحسب الخلايلة "الملف الفلسطيني كان سيكون حاضرا بقوة، لكن اللقاء سيركز أيضا على العلاقات الثنائية وتحديدا الاقتصادية منها".

الاتفاقات الإبراهيمية والوصاية الهاشمية

أما أمين عام الحزب الوطني الدستوري الأردني، أحمد الشناق، يرى أن "زيارة أردوغان  المرتقبة تأتي في مرحلة تحولات عالمية ومتغيرات إقليمية بالغة التعقيد بترتيبات مستقبلية على مستوى الإقليم، إذ حدد الملك عبداللّٰه الثاني موقف الأردن بأن مستقبل ملامح الشرق الأوسط الجديد يجب أن يشمل الفلسطينيين بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

 

وحسب الشناق اللقاء يأتي أيضا للتأكيد على "الوصاية والرعاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن الأردن ليس طرفاً في الإتفاق الإبراهيمي، ولن يقبل بحلول إقتصادية للقضية الفلسطينية على حساب قيام الدولة الفلسطينية".

 

وحول الملفات يقول  "عديد الملفات ستكون على طاولة لقاء الملك - أردوغان في الزيارة التي سترتب لاحقا ،تأتي القضية الفلسطينية على رأس الأولويات والقدس والمقدسات، والملف السوري والعراقي، وعديد الملفات ذات التداخل مع ملامح مستقبل الشرق الأوسط الجديد. والترتيبات والتحولات العالمية واضطراب العلاقات الدولية في الموقف الدولي وانعكاسات ذلك على المنطقة ومستقبل نظامها الإقليمي الجديد".

 

ويرتبط  الأردن وتركيا بنحو 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم، في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافة العسكرية. 

 

وصادقت تركيا في 2021 على على اتفاقية موقعة مع الأردن في مجال التعاون التجاري والاقتصادي.وتأتي الاتفاقية بعد تجميد الأردن عام 2018 الأردن اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة مع تركيا وسط اتهامات بوقوف ضغوط خليجية على الأردن لإلغاء الاتفاقية.

"لقاء يحظى بأهمية كبيرة الاقتصاد في المقدمة"

رئيس مركز  دراسات الشرق الأوسط ،جواد الحمد، يرى أن "زيارة الرئيس أردوغان المتوقعة تحظى بأهمية كبيرة لدى الأردن في ظل الظروف القائمة والتقارب في المواقف بين الطرفين خلال السنوات الخمس الأخيرة التي جرى خلالها توقيع اتفاقيات مهمة وكان لتركيا موقف مهم في دعم الموقف الأردني تجاه القدس ورفض الانصياع لصفقة القرن والتي حاولت بعض الدول فرضها على الأردن من خلال الضغط اقتصاديا".

 

يقول  "الأردن بحاجة لإنقاذ الاقتصاد المحلي ورفع مستوى التنمية في المملكة، وتركيا دولة اقتصادية كبيرة ومن مصلحة الأردن فتح لها المجال الاقتصادي واحياء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين التي عطلها بعض قوى الشد العكسي".

 

يتابع "هناك تطابق في الموقفين الأردني والتركي في القضية الفلسطينية و وجوب انهاء الاحتلال الاسرائيلي بما فيه احتلال القدس، وأن تكون الوصاية هاشمية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإعادة اللاجئين الفلسطينيين".

 

ويؤكد أن "تحول كبير في الموقف التركي وتنبى الوصاية الهاشمية على القدس بوصفة سليل الهاشميين وهذا تحول كبير في السياسة التركية من الناحية الدينية واستقبلها الاردن بترحاب شديد".

 

يقول "هنالك ملفات مشتركة أيضا في القضية السورية بالنسبة للأردن وتركيا مثل التهديدات الامنية للبلدين على الحدود، هذا اللقاء مهم واتمنى اذا تمت الزيارة أن يوقع اتفاقيات جديدة في السياحة والاتصالات والمواصلات".

 

وتعتبر زيارة الرئيس التركي للأردن هي  الثالثة في حال تم ترتيب موعد جديد لها، إذ زار الأردن عام 2017 في ظل انفتاح تركي اردني شهدته العلاقات مع وصول الرئيس الأمريكي ترامب للسلطة ومحاولة تمرير ما عرف بصفقة القرن .

وزار اردوغان الاردن في عام  2008 عندما كان رئيسا للوزراء حينها، وبحث في ذلك الوقت العدوان الإسرائيلي على غزة مع الأردن والسلطة الفلسطينية.



 

أضف تعليقك