مشعشع : إعادة الدعم للفلسطينيين يشكل حبل نجاة لمعالجة العجز المالي
بعد وقف المساعدات الأمريكية لما يزيد عن ثلاثة سنوات للفلسطينيين، تعلن الادارة الجديدة نيتها باعادة هذا الدعم، واتخاذ خطوات بفتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها إدارة دونالد ترامب، وسط ترحيب سياسيون بهذه الخطوة التي قد تساهم بسد العجز المالي الذي تنامى خلال السنوات الاخيرة.
وتعد الولايات المتحدة من أكبر المتبرعين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" بتمويل بلغ 6.25 مليار دولار منذ 1950، وصل في ذروته لقرابة الـ 400 مليون دولار عام 2014، و360 مليون دولار في 2016 و2017، لينخفض إلى 65 مليون دولار عام 2018، وصفر اعتبارا من 2019.
الناطق باسم "الانروا" سامي مشعشع يؤكد لـ "عمان نت" ان غياب التبرع الامريكي، ادخل الوكالة بأزمة اقتصادية صعبة، مرجعا ذلك للدعم الأساسي الذي كانت تقدمه الإدارة الأمريكية في مختلف الخدمات الانسانية والتنمية الاقتصادية.
ويرى مشعشع ان هذا التوجه سيكون بمثابة حبل نجاة لمعالجة العجز الكبير الذي تعاني منه " الأونروا " لهذا العام، موضحا رغم ايجابية هذا الاعلان الا ان الوكالة ستبقى تعاني من الصعوبات المالية المشابهة للاعوام السابقة.
وتبلغ قيمة العجز المالي الذي تواجهه " الوكالة " نحو 200 مليون دولار امريكي بحسب تقديرات مديرها بالضفة الغربية غوين لويس.
وكانت الادارة الامريكية قد قطعت المعونات الموجه الى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في عام 2019 كما انهى ترامب تمويلا بأكثر من 60 مليون دولار لقوات الأمن الفلسطينية، وأوقفت تمويلها "للوكالة" بقيمة 360 مليون دولار عام 2017 .
وفي ذات السياق قدمت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بيان مكتوب قدمته المملكة لجلسة مجلس الأمن الربعية "حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية" داعية المجتمع الدولي إلى بذل جهود أكبر لحماية العملية السلمية وحق شعوب المنطقة كلها العيش بأمن وسلام.
المحلل السياسي الدكتور انيس الخصاونة يؤكد ان عزم الادارة الأمريكية الجديدة بإعادة الدعم للفلسطينيين، هو بمثابة إعادة دورها مع قضايا العالم وخاصة ملف القضية الفلسطينية الذي فقدته بسبب سياسات الادارة الامريكية السابقة والتي كان يشوبها التخبط في ادارتها للملفات السياسية.
ويوضح الخصاونة ان يكون هناك استعادة للمفاوضات والحديث عن حل الدولتين ولكن سيأخذ وقتا طويلا لترتيب هذه الملفات، متوقعا قيام الادارة الامريكية الجديدة بدعم الجانب الاسرائيلي دون تراجع.
ويصف "مقاومة البقاء وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بالأمر الهزيل والضعيف، في ظل ما نشهده من تغير طبوغرافي في الضفة الغربية المحتلة والتوسع بالمستوطنات، الأمر الذي يضعف الحديث عن حل الدولتين لوقف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
"الدور الذي تقوم به الأردن ثابتا باعتباره النافذة الوحيدة التي تبرز القضية الفلسطينية، بالمقابل لا يوجد موقفا قويا مساندا من قبل الدول العربية والذي يضعف هذا الدور" بحسب الخصاونة.
هذا وبعد أربعة أيام متواصلة من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع أعمال الصيانة والترميم في باحات ومصليات المسجد الأقصى ومحيطه، يعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، استئناف عملية الإعمار والترميم في المسجد صباح الأربعاء.
وقال الصفدي خلال لقاء مع لجنة فلسطين النيابية، إن "عودة أعمال الإعمار والترميم في المسجد جاءت بعد جهود دبلوماسية أردنية"، مضيفا أن "الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني "كان وسيبقى السند الأقوى للأشقاء في فلسطين".