في رمضان.. دعوات لمشاركة أوسع لمساندة عائلات أنهكها الفقر

 "يمكنك التبرع بطرد غذائي في رمضان لإطعام عائلة معوزة" عبارة تجدها بشكل واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة وفي العديد من الأماكن مع بداية شهر رمضان، حيث تنشط العديد من المبادرات الخيرية بشكل متزايد ويتجه المتبرعون لتقديم المساعدة لمن يحتاجون إليها. 

تنطلق هذه المبادرات الخيرية في مختلف أنحاء المملكة، حيث تقوم نسبة كبيرة من الأفراد بالتبرع  للجمعيات الخيرية والمبادرات، بهدف توزيع المساعدة وتأمين الحاجات الضرورية للمحتاجين في المجتمع، من خلال حث الراغبين بدفع قيمة الإفطار للعائلات بتكلفة لا تزيد عن دينارين. 

وتتنوع أشكال العمل الخيري ما بين المبادرات الجماعية، والعمل الفردي، إلى جانب العمل المؤسسي الذي يعمل على مدار العام، حيث تقدم الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تساعد اعدادا كبيرة من الأسر المحتاجة، سواء بتقديم الأموال، أو وجبات الطعام والملابس.

من  بين هذه الجمعيات التي تعمل على مدار العام وتنشط بشكل أكبر خلال شهر رمضان، تبرز جمعية باب الخير للعمل التطوعي والتي تسعى إلى تعزيز مفهوم التمكين في العمل التطوعي، مع التركيز على أهمية دور الشباب في هذا المجال وتشجيع المبادرات الريادية التي تخدم المجتمع.

مديرة قسم المشاريع في الجمعية علا هديب تقول لـ "عمان نت" تتمحور رؤية الجمعية حول دعم الفقراء والمحتاجين في المناطق الأقل حظا، من خلال تقديم المساعدات النقدية والعينية.

وتوضح هديب أن الجمعية  تهتم بتدريب العائلات والشباب على مشاريع التمكين، من خلال عقد دورات  تدريبية مختلفة تتيح للمشاركين الحصول على المهارات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع وتحقيق الاستفادة المادية وتحسين ظروفه الاقتصادية .

من أنشطة الجمعية الخيرية، توفير الطرود الغذائية خلال شهر رمضان وتجهيز كسوة العيد من بين الأنشطة الرئيسية للجمعية الخيرية، حيث يتم استقبال أبناء العائلات المحتاجة لإختيار ملابسهم وتوزيع زكاة المال. 

وتتولى فرق البحث الاجتماعي المتواجدة في مختلف مناطق المملكة تحديد العائلات المستحقة لهذه المساعدات بناء على دراسات متعمقة لحالاتهم.

 

نسبة الفقر 

انتشار الجمعيات الخيرية الى جانب العديد من المبادرات الإنسانية في المملكة، يأتي نتيجة لمعاناة المملكة من ارتفاع في معدلات الفقر، نظرا للعديد من العوامل لعل أبرزها تداعيات جائحة كورونا على الظروف الاقتصادية والاجتماعية، في وقت يفتقر فيه الأردن إلى نسبة معدلات الفقر الحقيقية، حيث كان آخر دراسة أعدتها دائرة الإحصاءات العامة قبل 13 عاما.

هذا الأمر  دفع الحكومة مؤخرا العمل على تحديد خط الفقر الجديد وتحديث البيانات الخاصة، من المتوقع ظهور نتائجها خلال العام الحالي وفق مديرية الإحصاءات السكانية والمسوح في دائرة الإحصاءات العامة.

وفقا لتقرير "أطلس أهداف التنمية المستدامة للعام 2023"، يقدر عدد الفقراء في الأردن بحوالي 3.980 مليون شخص أي 35 % من السكان، وذلك استنادا إلى خط الفقر الوطني لكل دولة.

ويشير التقرير إلى ان ثلث الأردنيين فقراء، إذ إن خط الفقر للفرد الواحد يقدر بـ168 دينارا شهريا مقارنة مع 100 دينار العام 2018.

 تشير الاحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الفقر في الأردن بلغت حوالي 24% في عام 2021 ، مع ارتفاع بلغ حوالي 6% ، نتيجة لتداعيات جائحة كورونا. 

 فيما أظهر البنك الدولي في تقرير له  أن معدل الفقر ربما يرتفع حوالي 11 نقطة مئوية بالنسبة للأردنيين، بعد أن كان 15.7 % ما قبل الجائحة ليصل إلى حوالي 27%.

 

الأعمال الخيرية ثقافة مجتمعية

رئيس جمعية العفاف الخيرية والأخصائي الاجتماعي مفيد السرحان يشير إلى أن شهر رمضان  ينتظره الفقراء والأغنياء على حد سواء، بهدف تقديم المساعدات وكسب المزيد من الأجر، مؤكدا إلى أن العمل الخيري ضرورة على مدار العام، ولكن  شهر رمضان يتميز بأنه له بعد روحاني خاص.

ويضيف السرحان أن نسب الفقر مرتفعة في المملكة، ويوجد تفاوت في المستوى المعيشي، مما يجعل التكافل الاجتماعي ضروريا،  خاصة في شهر رمضان،حيث يتبرع بعض الأشخاص بزكاتهم خلاله، على الرغم من أنهم يمكنهم دفعها طوال العام، مما يدفع إلى زيادة العمل الخيري في هذا الشهر.

ويرى أن هناك أهمية مشاركة جميع فئات المجتمع، بما في ذلك النساء والأطفال والشباب، في الأعمال الخيرية لتوزيع المساعدات وتقديمها، بهدف جعل الأعمال الخيرية جزءا من الثقافة المجتمعية وضمان استمراريتها وتحقيق الاستقرار .

يعتبر السرحان أن العمل الخيري من خلال الجمعيات أكثر أمانًا من العمل الفردي، ولذلك يشدد على أهمية التحقق والتأكد من مصادر الأموال المتبرع بها والمساعدات، وتوجيهها من خلال جهات موثوقة ورسمية، لضمان وصولها إلى العائلات المعوزة.

هذا العام، شملت الأعمال الخيرية في مختلف أنحاء المملكة تقديم المساعدات لسكان قطاع غزة، نظرا للأحداث الأخيرة التي تعرضوا لها وتأثيرها الكبير على حياتهم ومعاناتهم من الجوع الشديد والصعوبات الاقتصادية.

أضف تعليقك