عودة نتنياهو صداع كبير للأردن

رسم عماد حجاج
الرابط المختصر

تثير نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي المرتقبة تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الأردن وإسرائيل، خصوصا في حال فوز حزب الليكود اليميني الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق بنيامين نتنياهو، والذي أنهى حقبته في ظل علاقات متوترة خلفها مع الأردن.

 

وترجّح استطلاعات الرأي الإسرائيلية تصدر حزب "الليكود" اليميني القوائم الفائزة بالانتخابات، ولكن على زعيم الحزب بنيامين نتنياهو الوصول إلى تحالف من 61 عضوا بالكنيست الإسرائيلي المكون من 120 مقعدا لتشكيل الحكومة.

 

وتدهورت العلاقات بين الأردن وإسرائيل في ظل تحالف ترامب ونتنياهو إثر معارضة الملك بشدة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط او ما عرف بـ"صفقة القرن.

 

 يرى المختص في الشؤون الإسرائيلية الصحفي ايمن الحنيطي يعرض" ابرز محطات التأزيم بين الأردن واسرائيل والتي كان نتنياهو طرفا بها، يقول "العلاقة بين الأردن واسرائيل متأزمة تاريخيا بسبب نتنياهو، ففي عام 1996عندما كان نتنياهو رئيسا للوزراء حاول اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل، ثم توترت عندما اقدم الجندي احمد الدقامسة على قتل اسرائيليات في منطقة الباقورة عام 1997".

 

ولم تنته محطات التأزيم في عهد نتنياهو كان هناك استهداف واضح للوصاية الهاشمية على المقدسات التي تم انتهاكها من خلال اقتحامات المتطرفين ومحاولة نشر بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى، وفي 2014 قتل القاضي الأردني رائد زعيتر على جسر الملك حسين، وحادثة مقتل أردنيين على يد رجل أمن في السفارة الإسرائيلية،2017 واستقباله استقبال الأبطال من قبل نتنياهو،وصولا الى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة 2018 والتحالف مع دول عربية في محاولة لإيجاد دور لها على حساب الوصاية الهاشمية.

 

 ومن محطات التأزيم عند هذا الأمر، إذ تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أيلول/ سبتمبر 2020 بضم أراض في غور الأردن، وشمال البحر الميت، في حل شكل الحكومة المقبلة، الأمر الذي دفع الملك الأردني للقول بأن "خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وإسرائيل ومصر.

 

المحلل والكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، داود كتاب، يقول " إن "الملك لا يثق في نتنياهو".

 

"التوتر بين الأردن وإسرائيل سببه بالأساس عدم ثقة الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وجاءت مشاعر الملك نتيجة لعديد من الحالات التي نكث فيها نتنياهو وعود قطعها أمام الملك ومنها الوعد بعدم السماح للمتطرفين اليهود من الوصول الى المسجد الأقصى المبارك و ونشر الكاميرات وعدم التحقيق في حادثة مقتل القاضي الاردني زعيتر وعدم الاكتراث في محاسبة الحارس الإسرائيلي الذي قتل اردنيان و غيرها من الأمور التي سممت الأجواء وخلقت عدم الثقة بين العاهل الأردني ورئيس وزراء اسرائيل".



 

نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، ممدوح العبادي، يتفق مع كتاب أن الملك لا يثق بنتياهو، "الملك لم يتلق أي اتصالات من نتنياهو يرفض الحديث معه".

 

يقول لـ"، نتنياهو حاقد شخصيا على الملك عبد الله، هو يميني متطرف لا يؤمن بحل الدولتين ولا عملية السلام، وينظر الى الأردن بشكل توسعي، واصطدم نتنياهو بموقف الأردن الحازم من صفقة القرن، وجرأة بالغة".

 

واشاد العبادي بموقف الأردن منع نتنياهو من الطيران فوق الأجواء الأردنية، داعيا الحكومة الأردنية "المطالبة بحقوق الأردن في المياه التي سرقتها اسرائيل عبر مد انابيب من بحيرة طبرية الى الجنوب".

 

واستطاع الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1964 عبر "الناقل الوطني" ضخ مياه نهر اليرموك إلى بحيرة طبريا في شمال فلسطين المحتلة ومن ثم إلى الأجزاء الجنوبية بأنابيب يبلغ طولها حوالي 130 كيلومترا.

 

يشار إلى أن الأردن و"إسرائيل" تربطهما عدة اتفاقيات، أبرزها اتفاقية "وادي عربة" للسلام الموقعة بين البلدين عام 1994، واتفاقية الغاز الموقعة في 2016.