عدنان ابو عودة: السلام الذي تحدث عنه الملك أصبح في خبر كان
قال رئيس الديوان الملكي، والوزير الأسبق، عدنان أبو عودة إن "الخطوات الأميركية الواقعية والتصورات النظرية التي طرحت للحل النهائي للقضية الفلسطينية ، ثم اتفاقيات التطبيع العربية المتلاحقة مع إسرائيل والحديث عن السلام الإقليمي كمصطلح لاستدخال التطبيع مع إسرائيل وتعويم المطالب الفلسطينية، يعني أنّ خيار السلام الذي طالما سعى إليه الأردن ودافع عنه، وكتب فيه الملك عبد الله الثاني كتاباً بعنوان الفرصة الأخيرة أصبح في خبر كان".
حديث أبو عودة جاء في دراسة تحليلية ، تحت عنوان "حل الدولتين وأهميته المزدوجة للشعب الفلسطيني وللدولة الأردنية "، حاول فيها أبو عودة فكفكة تأثير إلغاء حل الدولتين على الأمن الاستراتيجي الأردني، وتشابك ذلك مع قضايا الحل النهائي، كالحدود، والقدس، وحق العودة للاجئين والأرض، وترابط ذلك مع مصالح حيوية أردنية، سواء على صعيد عودة اللاجئين (نسبة معتبرة من الأردنيين من أصول فلسطينية ويملكون حق العودة)، أو القدس (الوصاية الهاشمية).
وعدد ابو عودة أسباب وايدلوجية وعسكرية لرفض إسرائيل بالقبول بحل الدولتين منها "الحصول على الاعتراف، وتطبيع العلاقات مع دول عربية في الأطراف هي: الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والسودان. بعد أن حققت سلاما مع مصر والأردن المجاورتين، وذلك الذي يغذى داء الظفرية، ويزيده درجات، ويزيدهم عنادا؛ مثلما غذت الظفرية القيادات الإسرائيلية، حينما احتلت إسرائيل سائر الأرض، وحققت نصف الحلم الأول".
واعتبر أبو عودة في دراسته التي جاءت بالتعاون مع " فريدريش إيبرت"، أن "عدم قيام الدولة الفلسطينية وشطبها من الخارطة، سيكون له تداعيات جسيمة على الهوية الأردنية.".
مبينا أن " الخشية من عدم إقامة دولة فلسطينية كانت قائمة منذ وقت مبكر لدى القيادة الأردنية أيام الملك الراحل الحسين بن طلال، ويقيني أنها ما زالت قائمة مع الملك عبد الله الثاني،ونطلب من القيادة الأردنية أن تتوسع بكسب تأييد قادة عرب ومسلمين ودوليين لهذا الموقف. وبخاصة أن حل الدولتين دوليا هو الشائع، وهو الذي يسهم في منح الشرعية للمطلب الفلسطيني".
داعيا الأردن "تشكيل لجنة عليا لمتابعة مواقف دول العالم من حل الدولتين بقصد التمسك بإدامتها لأهميتها في بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الدولية. وتكون مهمة اللجنة دراسة مواقف الدول، والتعرف على مداخل مصالحها، وربطها بحل الدولتين".
وحثت الدراسة الأردن على "تثبيت صمود الفلسطينيين في الأراضي المحتلة أمام تخطيط إسرائيل لاقتلاعهم هو الوسيلة المثلى لسد الطريق أمام شرعنة الضم".
وحسب الدراسة "على الأردن أن يجتهد في العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني في الأرض المحتلة الذي يضعف من موقفهم عالميا إذ أن الميدان العالمي هو الميدان الخصب الذي يتلقى بالترحيب المطالب الفلسطينية بحقهم في تقرير المصير، وإقامة دولتهم المستقلة وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، وزوال الاتحاد السوفيتي الذي كان يركز على الاقتصاد وليس على القيم العالمية كما هو الحال اليوم في الدول الديموقراطية؛ حيث نجاح حركة المقاطعة في الجامعات والمجتمعات الغربية يؤكد لنا ذلك. و "حل الدولتين" بالنسبة للأردن ينبغي أن يكون في صلب استراتيجيته الدفاعية في علاقاته الدولية؛ لأن حل الدولتين كمدخل للسلام الدائم في الشرق الاوسط يتبناه العالم بما في ذلك الأمم المتحدة".
ويحذر من أن "الإسرائيليين سيعملون على تفريغ أرضهم من أكبر عدد من الفلسطينيين؛ ليحققوا النصف الثاني من الحلم، وهو تصفية الأرض من الفلسطينيين. وهذا أمر لا يخفيه الكثيرون، وخاصة اليمين أو الايديولوجيون المتشددون منهم الذين يصرحون أنّ الأردن هو فلسطين."
ويختم أبو عودة دراسته بتخوفه من أن تنجح إسرائيل والولايات المتحدة بخداع العالم بتقديم دولة أرخبيلية يطلق عليها دولة فلسطين. عربي21
كامل الدراسة