شاهد..مسيحيو الأردن يحتفلون بأحد الشعانين في الكنائس بعد انقطاع دام قرابة شهرين

 

 

شارك الآلاف الأردنيون المسيحيين احتفالات أحد الشعانين بخليط من الحضور المباشر وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

وترأس النائب البطريركي الأرثوذكسي سيادة المطران خريستوفورس عطا الله قداس أحد الشعانين في دبين وقد لوحظ التزام كافة الكنائس بالبروتوكول الصحي حسب ما جاء من وزارة الصحة بالتباعد وارتداء الكمامات.

وترأس النائب البطريركي اللاتين المطران وليم الشوملي القداس الاحتفالي وذلك لأول مرة منذ تدشين كنيسة القديس بولس الرسول في منطقة الجبيهة. وألقى المطران الشوملي عظته تناولت المعاني الروحيّة لأحد الشعانين، مشدّدًا بأنّ عالم اليوم بحاجة إلى الطيبة والشهامة والتضامن مع الآخرين وسط هذه الجائحة التي قلبت حياة العالم بأسره.

وفي حديث خاص قال المطران الشوملي ان الاحتفال كان مشتركا بالحضور الوجاهي والبث المباشر لمن يصعب عليهم الحضور. "احتفالات أحد الشعانين مميزة خاصة للأطفال والذين يحملون سعف النخيل والورود في ذكرى دخول المسيح للقدس وقد حرصنا على اتباع البروتوكول الصحي من تباعد وارتداء الجميع للكمامات. "

من ناحية أخرى اختارت الطائفة المعمدانية عقد اجتماع تشاركي لكافة الكنائس المعمدانية وعبر تقنية الاتصال المرئي زوم. واعتبر القس كمال منصور من الكنيسة المعمدانية في الحصن إن أحد الشعانين كان مميزا هذا العام." اليوم كان يوما مميزا بتاريخ الكنائس المعمدانية الاردنية حيث اجتمعت حوالي 14 كنيسة معمدانية اردنية عبر تقنية الاتصال المرئي (زووم) ولأول مرة حيث كان عدد الحضور تقريبا 600 شخص، علما بان اربعة كنائس اجتمعوا وجاهيا ضمن إجراءات وتباعد عالي)

وقال القس منصور أن الاتفاق لعقد الاحتفال عبر الزووم تم قبل إعلان الدولة الأردنية عن التسهيلات الجزئية بمناسبة الأعياد. سبب "لقد أثنى الجميع على عقد اجتماع موحد حيث نجحنا ان نجتمع معا ككنائس معمدانية اردنية، ولتخفيف الضغوطات النفسية من التعرض للمرض او الاصابة حيث تمت الخدمة من خلال زووم، YouTube Facebook  

وأفاد القس منصور أنه سيتم تكرار الفكرة في أحد القيامة حيث تجتمع كافة الكنائس المعمدانية الاردنية بنفس الطريقة من كنيسة عمان المعمدانية وستقدم جوقة الكنيسة بالتراتيل وسيقدم وعظة العيد رئيس الطائفة المعمدانية الدكتور سهيل مدانات.

ففي كنيسة القديس بلوس الرسول في منطقة الجبيهة، ترأس النائب البطريركي للاتين في الأردن سيادة المطران وليم شوملي القداس الاحتفالي بهذه المناسبة، وذلك لأوّل مرّة منذ تدشينها العام الفائت، بحضور حشد من المصلين الذين التزموا بكامل إجراءات السلامة والوقاية والصحة العامّة.

وألقى سيادته عظته تناولت المعاني الروحيّة لأحد الشعانين، مشدّدًا بأنّ عالم اليوم بحاجة إلى الطيبة والشهامة والتضامن مع الآخرين وسط هذه الجائحة التي قلبت حياة العالم بأسره. وقال: "لقد شعرنا بطيبة كبيرة في بلدنا الأردن، وبتضحيّة لا مثيل لها من قبل الطواقم الطبيّة والأجهزة الأمنية والمعلمين، ناهيك عن العديد من المبادرات الإنسانيّة، على صعيد المؤسسات والأفراد، التي قدّمت المعونة للفقراء والمحتاجين". وأضاف: "وما العفو الذي أصدره جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرًا إلا أمثولة رائعة في التسامح".

وفي كنيسة قلب يسوع في منطقة تلاع العلي، ترأس مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وراعي الكنيسة، الأب رفعت بدر، الاحتفال بعيد الشعانين. وأشار في كلمته إلى أن احتفالات أحد الشعانين قد جاءت وسط بهجة عارمة مع عودة الكنائس لاحتضان مؤمنيها بعد نزول المنحنى الوبائي، كما يأتي بعد عدم تمكنهم من الاحتفال بهذا العيد السنة الفائتة ذلك أن الجائحة قد فرضت حظر تجول طويل الأمد.

وقال: في هذا الصباح، وإذ يجتمع صوم المسيحيين مع صوم اخوتهم المسلمين في شهر رمضان المبارك، يحتفل الأردنيون بمئوية الدولة الأردنية. ويستذكر المؤمنون مئة عيد شعانين، قد احتفلوا به في الأردن الحبيب، فالمئوية الأردنية ليست فقط مئوية سياسية وإنما هي مئوية إجتماعية بهذا التآلف بين المساجد والكنائس، وبهذا التناغم والوئام بين جميع المواطنين. لذلك ترفع الصلاة في هذا الصباح من أجل الأردن الحبيب بمئويته الثانية لكي يبقى دائمًا متقدمًا نحو الأمام، ونموذجًا حيًّا في الدعوة إلى السلام والحوار بين الأديان، وكذلك في انتهاج نهج "غصن الزيتون"، وخط تعزيز الكرامة الإنسانيّة في جميع مجالات الخدمة التي يتضامن فيها جميع الأطياف من شتى الأصول وشتى الأديان المتواجدة على الأرض الأردنية بتناغم جميل.

 

ويحتفل الأردنيون من كافة الطوائف بصورة موحدة للأعياد منذ عقود حيث يتم الاحتفال بعيد الميلاد حسب التقويم الغربي في 25 كانون أول في حين يتم الاحتفال بعيد القيامة (الفصح) حسب التقويم الشرقي. وتبدأ احتفالات العيد بأحد الشعانين ويشمل أسبوع الالام خميس الارجل والجمعة العظيمة وسبت النور وتتوج الاحتفالات بعيد القيامة والذي يصادف الأحد القادم 2 ايار

وحسب بيان صادر عن مجلس رؤساء الكنائس، تحتفل الكنائس خلال أحد الشعانين (في الفترة الصباحية) لغاية الساعة 11:00 صباحا، والأحد 2 أيار/مايو 2021 (أحد الفصح المجيد) (في الفترة الصباحية) لغاية الساعة 11:00 صباحا. "الأسبوع العظيم المقدس تتم الصلوات كما هي محددة في كل كنيسة على حسب العادة ضمن الساعات المسموحة للتجول التزاما بقرار الحظر الجزئي"، وفق البيان.

وشدد مجلس رؤساء الكنائس في الأردن على ضرورة الالتزام بجميع التدابير والإجراءات الوقائية، والتعاون التام مع القرارات الصادرة عن الجهات المُختصة بساعات الحظر المُقررة للحفاظ على صحة وسلامة الجميع.

 وفي الاحتفالات التي عمّت كنائس المملكة رفعت الأدعيّة شاكرة الجهود الوطنيّة المبذولة في خضم الأزمة الصحيّة، ومن أجل راحة نفوس أرواح شهداء الجائحة، والمرضى والمتألمين في المستشفيات الثابتة والميدانية وفي البيوت، ولكي يعود الوطن والأسرة البشرية جمعاء إلى طبيعتها بالتحرّر من هذا الوباء عمّا قريب. كما استذكر المؤمنون في صلواتهم مدينة القدس لكي تبقى كما هي رسالتها، مدينة مقدّسة للسلام وحضارة للمحبّة، ولكي تُحترم فيها كامل الحقوق الأساسيّة في الحريّة والكرامة والوصول إلى أماكن العبادة الإسلاميّة والمسيحيّة.



 

 

أضف تعليقك