رغم تدهور الأوضاع الصحية لعدد من الشباب الأردنيين المضربين عن الطعام منذ أسابيع، إلا أنهم يواصلون إضرابهم الذي انطلق بمشاركة ما يزيد عن 70 شخصا، مطالبين الحكومة بإغلاق المعابر أمام الحركة التجارية المتجهة إلى الجانب الإسرائيلي، كوسيلة للضغط من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية والطبية لسكان قطاع غزة.
بدأت صحة المضربين بالتدهور مؤخرا، إذ يعانون من الإعياء الشديد والإرهاق، مما استدعى نقل بعضهم الى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب.
كخطوة رمزية، قرر عدد من الشباب الإضراب بهدف إدخال 500 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة، مؤكدين أنهم مستمرون في إضرابهم رغم الصعوبات، تضامنا مع سكان القطاع المحاصرين ومعاناتهم من أزمة إنسانية مستمرة بسبب نقص المساعدات.
بدأ النشطاء اعتصامهم منذ مطلع شهر تشرين الثاني الحالي، وتعرضوا لضغوط عدة لوقف إضرابهم، إذ طلب منهم إخلاء مجمع النقابات المهنية، ثم انتقلوا إلى مسجد الكالوتي لمواصلة فعالياتهم قبل أن يستقروا في شقة سكنية بعد تعذر الحصول على تصريح رسمي.
ويربط الأردن بإسرائيل بثلاثة معابر حدودية، جسر الشيخ حسين من جهة نهر الأردن، وجسر الملك حسين "ألنبي"، ووادي عربة "إسحاق رابين".
تقصير رغم الجهود
الثلاثيني محمد الطباسي، أحد الشباب المشاركين في الإضراب، يوضح لـ "عمان نت" أنه قرر الانضمام إلى الإضراب كنوع من المقاومة السلمية الخارجة عن المألوف، وللتعبير عن تضامن الشباب والشابات مع أهالي قطاع غزة، خاصة بعد تنفيذ عدة فعاليات شعبية أردنية ضد الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ويشير الطوباسي إلى أن المضربين سيستمرون في إضرابهم حتى تتحقق مطالبهم، والتي تشمل إغلاق الحكومة للمنافذ والمعابر الحدودية، ومنع استخدام الأراضي الأردنية للشاحنات والتبادل التجاري مع الجانب الإسرائيلي، وفتح المعابر أمام الشاحنات الأردنية لإيصال المساعدات إلى شمال غزة، وخاصة إلى مستشفى كمال عدوان، مضيفا أن المطلوب إدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.
"كأردنيين، تربوا على أنهم ليسوا فقط داعمين أو متضامنين، بل أصحاب القضية، موضحا أنهم رغم كل ما يقدمونه، يشعرون دائما بالتقصير تجاه الشعب في غزة، بحسب الطباسي الذي يتوقع أن تستجيب الجهات المعنية لمطالبهم.
ويضيف أنهم تواصلوا مع المركز الوطني لحقوق الإنسان للحصول على دعم ورعاية صحية خلال الإضراب، لكنهم لم يتلقوا أي تجاوب من المركز رغم مرور أسابيع على بدء الإضراب وتدهور الحالة الصحية لبعض المشاركين.
تحذيرات تثير القلق
تحذر منظمة الصحة العالمية مؤخرا من احتمال حدوث مجاعة بشمال قطاع غزة معتبرا بأن هذا الأمر مثير للقلق الشديد، داعية إلى "زيادة فورية في المساعدات الإنسانية بغزة، وتوفير وصول آمن لها، وخاصة الغذاء والأدوية لعلاج سوء التغذية الحاد في غضون أيام وليس أسابيع".
ويعاني سكان غزة والشمال من "مجاعة" حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 من شهر تشرين الأول العام الماضي، مما تسبب بوفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 من شهر أكتوبر العام الماضي، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
في خضم تصاعد الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية، بادر سلاح الجو الملكي بتنفيذ 121 إنزالا جويا، من بين إجمالي 387 إنزالا نفذته دول شقيقة وصديقة، وفقا لتقديرات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي.
كما تمكن الأردن من إرسال أكثر من 3500 شاحنة محملة بالمساعدات، تحمل على عاتقها مسؤولية إغاثة سكان غزة عبر المعابر المصرية.