ردود فعل واسعة في الحكم بقضية الفتنة
قررت محكمة أمن الدولة الاثنين، تجريم المتهم في قضية "الفتنة"، باسم عوض الله، والحبس 15 عاما مع الأشغال.
وتجريم المتهم الشريف حسن بن زيد والحبس لمدة 15 عاما أيضا وإدانته بتهمة تعاطي المخدرات والحبس لمدة سنة مع الرسوم.
المحكمة سمحت للصحفيين بحضور المحكمة من خلال شاشة كبيرة نصب في خيمة بساحة المحكمة وعرضت المحكمة نص الحكم الذي قرأه رئيس المحكمة المقدم القاضي العسكري موفق المساعيد، وقائع الدعوة والتفاصيل الكاملة للائحة الاتهام، قال، إن "أركان التجريم في قضية الفتنة كاملة متحققة، وتثبت قيام المتهمين بتدبير مشروع إجرامي لإحداث فتنة، وتثبت تحريض المتهمين ضد الملك".
"المتهمين في قضية الفتنة يرتبطان بعلاقة صداقة، ويحملان أفكارا مناوئة للدولة والملك عبدالله الثاني، وسعيا معا لإحداث الفوضى والفتنة داخل المجتمع الأردني".
"ما جرى هو مشروع إجرامي، ويحقق رغبات داخلية خاصة بالمتهمين، ويستهدف نظام الحكم القائم، وبيانات القضية أثبتت قناعة المحكمة بالجرم".
وتابع أنه "على ضوء اكتشاف الأجهزة الأمنية لمخطط الفتنة؛ وضعت أجهزة الاتصال الخاصة بالمتهمين تحت المراقبة بقرار من المدعي العام".
فيديوهات مسربة..عوض الله محطم
وسربت فيديوهات عبر حسابات تويتر مجهولة فيديوهات اقتياد المتهمين من سيارات سوداء الى قاعة المحكمة، وبدا على وجههم التعب والارهاق وظهر الشريف حسين اكثر تماسكا من رئيس الديوان الملكي باسم عوض الله الذي تغطي على تعابير وجهه الحزن وبدا عليها النحف.
ردود فعل
المحامي محمد العفيف، وكيل المتهم باسم عوض الله، كان متوقعا لهذا الحكم ولم يكن مفاجئا، يقول لـ"ميدل إيست اي"، "التهمة المسندة من قبل المحكمة عقوبتها تتراوح في القانون الأردني من 5 سنوات إلى 30 سنة".
"سأتقدم بطعن لدى محكمة التمييز في عدم قبول محكمة أمن الدولة لطلب استدعاء 26 شاهدا من بينهم الأمير حمزة ومسؤولين، كما ساطعن بآلية تشكيل المحكمة".
وتصدر وسم "قضية الفتنة" شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن، واحتفى أردنيون بمقاطع فيديو عوض الله وهو في البدلة الزرقاء.
حارث الحوراني يعلق "كمية البؤس في وجه باسم عوض الله كفيلة بأن تشرح لك حال ابن سلمان الآن وعلاقته مع الأردن".
ماجد الشرفات يغرد الحكم على #باسم_عوض_الله ورفيقه في #قضية_الفتنة وان كان من المفترض ان يكون من محكمة مدنية هو نهاية لنهج الخصخصة للدولة والذي اتمنى ان يحاسب عنه هو وطاقمه وان تسترجع تلك الاموال والمقدرات وايضا حماية عظيمة للدولة #السعودية من شر كفاها الله الاردن به".
وليد عليمات احد المؤثرين على شبكات التواصل علق قائلا "باسم عوض الله لم يحاكم على ملف التحول الاقتصادي وبيع مؤسسات الدولة وتدمير الاقتصاد الأردني،هو تحاكم على تآمره على النظام السياسي الذي كان هو جزء منه".
عوض الله الشخصية الجدلية
هل تخلت السعودية عن باسم عوض الله الذي عمل مستشارا لملك السعودية سلمان؟ الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب يقول لـ"مديل ايست اي"، "السعودية لو كانت ترى في عوض الله رقما صعبا لم نصل الى ما وصلنا اليه".
"سبب فرحة الأردنيين بالحكم على عوض الله كون العديد من المجتمع التقليدي يرى في عوض الله صاحب فكرة خصصة مؤسسات البلد وبيع مقدراته، رغم انه استلم مناصب مهمة الرجل لم يجد اصوات مساندة له ربما فشل في تكوين تحالفات لو ان من يريد الدفاع عنه يخشى من ردة فعل الرأي العام".
الكاتبة الصحفية عطاف الروضان، تقول لميديل ايست اي "مشهد باسم عوض الله في المحكمة وإصدار حكم بحقه بهذه القوة هو لا شك خبر مفرح لغالبية الأردنيين الذين طالما طالبو بمحاكمته بحكم انه كما يرون مسؤول عن العديد من قضايا الخصخصة وبيع المقدرات كما يتردد في تلك المطالبات".
"ما زالت هناك قرارات للتقاضي يجب ان تستوفى قبل ان يأخذ الحكم الدرجة القطعية ..عوض الله برايي بالنهاية فرد ضمن نهج سواء هو من أسسه أو عمل عليه او كان جزء منه وإذا هذا الفرد تم الاقتصاص منه عبر القضاء فإن هذا النهج ما زال قائما ومستمرا باسماء وشخصيات أخرى،إضافة أن كثير من الأردنيين كانو يتمنون أنه لو تمت إحالته للقضاء قبل سنوات".
اللاجئ السياسي الاردني علاء الفزاع المقيم في السويد احد الذين نشطوا في الحراك الشعبي المحاسبة عوض والله وكل "باعوا مؤسسات البلاد"، يرى في حديث لميديل ايست اي "المفارقة أن باسم عوض الله الذي طالب المعارضون والنواب والحراكيين بمحاكمته على مدى أكثر من 16 عاماً، وذلك على خلفية فساد مالي وإداري وسياسي واسع، تتم محاكمته اليوم بتهمة لم تقنع أحداً، ومبنية على تسجيلات واتساب لا ترقى حتى إلى جريمة إلكترونية".
"المفارقة تثبت أن الشعب الأردني ومطالبه ليس هو أولوية النظام، وأن الهدف الحقيقي هو إبعاد الأمير حمزة إلى الظل بذريعة مؤامرة مزعومة، وفي نفس الوقت تم الضغط على السعودية في رجلها الاقتصادي القوي والعقل المدبر في سياسة ابن سلمان الاقتصادية. الحكم لم يصبح قطعياً بعد، ولكن من الواضح أن تسوية أردنية سعودية حصلت مفادها التضحية بباسم عوض الله مقابل عدم إيراد اسم السعودية في التحقيقات".
وشهدت المملكة، في 3 نيسان/ أبريل، استنفارا أمنيا، واعتقالات طالت مسؤولين مقربين من الأمير حمزة. وفي اليوم التالي، تحدث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحفي، عن متابعة الأجهزة الأمنية لتحركات 16 متهما، بينهم الشريف حسن بن زيد، وباسم عوض الله، تستهدف أمن الأردن واستقراره.
وقررت العائلة المالكة في الأردن التعامل مع الأمير حمزة بن الحسين ضمن إطار العائلة، وعدم إحالته إلى المحكمة، حيث أصدر الأخير رسالة تعهد فيها بالولاء لملك البلاد وولي عهده.