خلال أيام الهدنة .. تعافى بطيء لقطاعات تجارية بعد تأثرها بالحرب على غزة

الرابط المختصر

بعد مضي ستة أيام على تنفيذ الهدنة بين حركة المقاومة حماس والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، يأمل تجارعودة نشاط القوة الشرائية، نظرا لتأثرها خلال الفترة السابقة نتيجة التضامن الكبير مع سكان القطاع  في ظل هذا العدوان.

منذ بداية الحرب الاسرائيلية على القطاع، شهدت  بعض القطاعات التجارية تراجعا في ظروفها الاقتصادية، نتيجة التفاعل المباشر مع المستهلكين الذين تأثرت نفسياتهم بالأوضاع السياسية في المنطقة وتطورات الأحداث في القطاع، مما انعكس على نسبة مشترياتهم في الأسواق المحلية.

وتمثل التضامن مع سكان القطاع  في إلغاء العديد من المناسبات وتأجيل الافراح، إلى جانب إلغاء حجوزات السفر، وتقليل عمليات التسوق في الأسواق المحلية، مقتصرين على تلبية احتياجاتهم الاساسية، وفقا لمراقبين اقتصاديين.

 

السياحة.. تراجع الحجوزات من 60 الى 70%

من بين هذه القطاعات، يبرز قطاع السياحة بوضوح، حيث أعلنت وزارة السياحة في تصريحات سابقة حول تراجع حجوزات الفنادق بنسبة 50 % منذ بداية الحرب.

وتقدر الوزارة، أن الطلب على المواقع السياحية تراجع 40 بالمئة منذ بدء الحرب، وكذلك تراجع حجوزات المطاعم السياحية 60-70 بالمئة، بحسب البيانات التي وردت من المواقع السياحية الأكثر زيارة كالبترا، وبالإضافة إلى البيانات الصادرة عن الجمعيات السياحية.

عضو جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية عصام الشاعر يشير الى  تأثير القطاع بشكل كبير وسلبي، نتيجة لإلغاء البرامج السياحية المشتركة مع فلسطين ، مما ادى الى الغاء حجوزات بنسبة كبيرة مما انعكس على القطاع السياحي.

ويوضح الشاعر أن أكثر من 85٪ من الحجوزات، خاصة في السياحة الخارجية التي تعد النقطة المركزية في المملكة،  وأن التحدي الكبير  هو عدم وضوح الرؤية للشهور القادمة بالنسبة للحجوزات، نظرا لطبيعة المواسم والتخطيط المبكر لهذه الحجوزات.

ويشدد على أنه تم عقد لقاءات متعددة مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة للتعامل مع هذه المشكلة الكبيرة، معتبرا القطاع السياحي أحد القطاعات الأكثر تأثرا بالظروف غير الطبيعية في المنطقة، منتقدا ضعف دور الحكومة في دعم القطاع، في حين بدأ القطاع يتعافى ببطء بعد أزمة كورونا، دون أي قرار صادر حتى الآن بخصوص دعم القطاع سواء ماديا أو معنويا.

من  جهتها أعلنت، وزارة السياحة بانه تم تشكيل فريق من قبل الجهات المعنية وذلك للتعامل مع كل المستجدات المتعلقة بقطاع السياحة، مشيرا إلى أن اللجنة ستعقد اجتماعاتها بشكل دورى وهى فى حالة انعقاد دائم.

 

تداعيات تأجيل فعاليات black Friday

ويشهد مراقبون  تأثيرات مباشرة على الاقتصاد الوطني نتيجة الحرب في غزة ، حيث تراجع الطلب أيضا على المحلات التجارية وأسواق الملابس، نظرا لانخفاض في الحفلات والمناسبات الاجتماعية واقتصارها على أقل عدد ممكن من المدعوين تضامنا مع غزة.

كما قرر تجار تأجيل فعاليات مهرجان التسوق  (black Friday)  أو ما يسمى عربيا الجمعة البيضاء، للعام الحالي وذلك تضامنا مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون للعدوان اسرائيلي.

عضو غرفة تجارة عمان وممثل قطاع الألبسة، أسعد القواسمي يشير إلى أن تأثير قطاع الالبسة خلال فصل الشتاء، وما يسمى بالجمعة البيضاء، بسبب الأحداث في غزة، مما أثر على القدرة الشرائية مقارنة بالعام الماضي .

ويوضح القواسمي، ان العديد من التجار اتخذوا إجراءات مثل تقديم عروض وتخفيضات للتخلص من البضائع المتراكمة والمكدسة لديهم، بهدف تجنب المزيد من الخسائر، الى جانب ان هناك عدد كبير قام بمقاطعة الجمعة البيضاء وفقا لرغبتهم.

إلا أنه مع دخول غزة في فترة هدنة لمدة 6 أيام، وصرف الرواتب، لاحظ التجار تحسنا في الحركة التجارية بشكل أفضل مما كانت عليه في الفترة السابقة،  مشيرا إلى أن غياب الدعم الحكومي، بما في ذلك تخفيض الرسوم والضرائب، يزيد من التحديات التي يواجهها القطاع.

 

 المطاعم.. تراجع بنسبة 70 الى 80 % 

بسبب الحالة النفسية التي مر بها الشارع الاردني نتيجة الحرب على قطاع غزة،  أثر ذلك بشكل كبير قطاع المطاعم والحلويات بنسبة وصلت الى ما بين 70 الى 80 % منذ بداية الحرب، نتيجة للحزن الذي يعيشه الناس والذي جعل زيارة المطاعم خارج اولوياتهم في هذا الوقت، وفقا لتقديرات نقابة أصحاب المطاعم والحلويات عمر عواد. 

ويوضح عواد أن الإقبال عادة ما يكون ضعيفا خلال هذه الفترة، ولكن مع أحداث غزة تراجع بشكل كبير، نظرا للجانب النفسي و تعاطف الشارع الأردني وحزنهم على ما يحدث في غزة.

ويشير عواد إلى أن  العديد من الاسر قررت تأجيل مناسباتهم وافراحهم تضامنا مع أهالي القطاع، مما ساهم بخفض نسبة الإقبال على شراء الحلويات المرتبطة بهذه المناسبات.

ويرى أن التحديات  التي تواجه أصحاب المطاعم أصبحت ثقيلة للغاية بسبب تراجع الاوضاع الاقتصادية بشكل عام، وتشديد تعليمات البنك المركزي، مما يجعل الأوضاع الاقتصادية أكثر تعقيدا، مطالبا باتخاذ إجراءات وسياسات من قبل الضمان الاجتماعي ووزارة العمل للنهوض بالقطاع.

تقديرات سابقة  تشير إلى أن عدد المطاعم السياحية في المملكة يصل إلى 1160 مطعما، موزعة في أنحاء المملكة كافة باستثناء العقبة ومن جميع الفئات والتصنيفات.

وتصل نسبة تشغيل الأردنيين في قطاع المطاعم السياحية إلى 80 بالمئة، من نسبة العمالة التي تبلغ نحو 25 ألف عامل في هذا القطاع.