خبراء: ترك الأطفال وحدهم في المنزل ظاهرة مقلقة.. يعاقب عليها القانون

دفعت الحادثة التي راح ضحيتها 5 أطفال من عائلة واحدة إثر حريق شب في منزلهم مؤخرا في الزرقاء، اخصائين في مجال الطفولة إلى التشديد على ضرورة عدم ترك الأطفال وحدهم في المنزل، قبل التأكد من قدرتهم على تحمل المسؤولية بشكل كامل، لتجنب تكرار هذا النوع من الحوادث، الذي أفجع الأردنيون.

 الاطفال الخمسة في الحادثة الأليمة ذهبوا ضحية تماس كهربائي في غرفتهم، ولم يكونوا وحيدين في المنزل وقت وقوع الفاجعة، لكنها تدق ناقوس الخطر لضرورة مراقبة الاطفال وعدم تركهم في المنزل، وضرورة تفقد تمديدات الكهرباء والوصلات المنزلية.

"لا شك أن وجود الأطفال في المنزل وحدهم، يعتبر من الأمور المثيرة للقلق، لدى الأطفال والآباء في ذات الوقت،  لذلك يجب التأكد من توفر السلامة وإجراءات الطوارئ"، بحسب خبير في مجال حماية الأطفال والأسرة الدكتور سيد عادل الرطروط.

 

ويصف الرطروط ترك الأطفال في المنزل وحدهم، أو في الشارع لغايات اللعب، أصبحت ظاهرة مقلقة، ومن يتحمل المسؤولية الكاملة هم الوالدين وحدهم.

ويعد الإهمال بحسب الرطروط أحد أشكال الإساءة في معاملة الأطفال، والتي تعاقب عليها التشريعات المعمول بها محليا، لذلك يجب توفير كافة أنواع الحماية والرعاية لهم وتجنب تعرضهم للخطر.

 

القانون يعاقب على إهمال الأطفال

 

ينص قانون العقوبات المادة 289 بأن ترك أولاد دون السنتين من عمره، دون سبب مشروع أو معقول تؤدي إلى تعريض حياته للخطر، أو على وجه يحتمل أن يسبب ضرراً مستديماً لصحته يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات.

 

أما المادة 343 من ذات القانون، تشير إلى أن من سبب موت أحد، عن إهمال، أو قلة احتراز، أو عن عدم مراعاة القوانين والأنظمة،  يعاقب  بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.

 

فيما ينص مشروع قانون حقوق الطفل الذي يثير جدلا بين مؤيديه ومعارضيه، تعريف الطفل في المادة 2 منه بأنه "كل من لم يبلغ سن الثامنة عشرة".

 

ويشكل الأطفال في الأردن من الفئة العمرية ما دون الـ 18 عاما، ما يقارب 46.2 % من عدد السكان، وفق إحصائيات دائرة الارصاد العامة

 

ووفقا للجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال توضح أنه  من النادر ما ينضج الأطفال دون سن 12 عاما بدرجة كافية ليتم تركهم بمفردهم فترة طويلة من الزمن، ولا ينبغي ترك الأطفال دون سن 16 بمفردهم بالمنزل طوال الليل، ناهيك عن عدم ترك الرضع والصغار وحدهم أبدا.

 

مديرية الإعلام والشرطة المجتمعية في الأمن العام تنصح ببعض الإرشادات الخاصة بالفئة العمرية للأبناء ممن يجب أو لا يجب تركهم وحدهم بالمنزل، مشددة على أهمية اخذ الاحتياطات الوقائية بشكل متقن لتجنب تعرض الأطفال إلى الخطر.

 

وتشدد من قسم التوجيه والتثقيف الوقائي في المديرية الرائد نور العبادي، عدم ترك الاطفال من 7 أعوام وأقل بمفردهم في المنزل، اما الاطفال من عمر 8 الى 10 سنوات، فيجب عدم تجاوز تركهم لوقت طويل، وأن تكون خلال ساعات النهار والمساء المبكرة.

 

وفي حال اضطر الوالدين ترك أطفالهم في المنازل، يجب العمل على تهيئتهم وتقديم النصائح والرشد لهم، وان تكون بشكل تدريجي، وليس بشكل مفاجيء، بحسب العبادي.

 

من الأمور الهامة التي يجب العمل على توعية الأطفال بها، هي الابتعاد عن مصادر والادوات الكهربائية، والادوية،  ومواد التنظيف، والمواد الحادة والقرطاسية والمقصات ، والأماكن المرتفعة، وإغلاق اسطوانة الغاز.

 

كما أنه من الضروري أن لا يكون باب المنزل مغلقا لأي سبب،  حيث يستخدم لحالات الطوارئ، وربما يستدعي خروج الاطفال منه الى اقرب مكان يناسبهم ويحميهم في حال تعرضهم إلى الخطر، ويفضل تحضير الأطعمة والعصائر واحتياجات الأطفال ووضعها في مكان آمن، ليتمكن الأطفال من استخدامها في الوقت الذي يرغبون فيه.

ومن الأمور أيضا التي يتبعها بعض الآباء،  يستخدمون كاميرات المراقبة المتوفرة في بيوتهم ، وترك هاتف نقال في حال كانت هناك حالة طارئة  للاطمئنان على الأبناء في حال تركهم وحدهم، وتجنب ترك الاطفال الذين يتعاركون كثيرا وحدهم في المنزل، مع بعضهم البعض.

أضف تعليقك