خبراء : التغير المناخي يتسبب في تأخير موسم قطاف الزيتون في المملكة
قبل نحو عشرة أعوام، كان أردنيون ومزارعون يباشرون موسم قطاف الزيتون في أواخر شهر أيلول، إلا أن الموسم بدأ يتأخر تدريجيا، ليبدأ هذا العام في أوائل تشرين الثاني، متأثرا بالتغيرات المناخية التي شهدتها المملكة.
يعود ذلك إلى تأخر هطول الأمطار في الشتاء الماضي وارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، مما تسبب في اضطراب الدورات الزراعية وتغيير مواعيدها المعتادة.
ويعتبر موسم قطاف الزيتون من أكثر المواسم التي ينتظرها الأردنيون بشغف، لما يحمله من قيمة زراعية وثقافية، كونه جزءا أساسيا من التراث الغذائي في البلاد.
تقديرات وزارة الزراعة، تشير إلى أن موسم انتاج الزيتون إيجابية، حيث من المتوقع أن يصل هذا العام إلى نحو 175 ألف طن.
تأثر موسم الزيتون
مدير اتحاد المزارعين الأردنيين، محمود العوران، يوضح لـ"عمان نت" أن التغيرات المناخية أثرت على موعد بدء موسم قطاف الزيتون، مشيرا إلى أن الموسم الشتوي لهذا العام جاء متأخرا نسبيا، مع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية بنحو 10 إلى 15 درجة مئوية، مما أثر على جميع القطاعات الزراعية، وخاصة أشجار الزيتون.
ويضيف العوران أن أشجار الزيتون في الأردن تعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار دون استخدام الأسمدة الكيميائية، وهو ما يجعل ارتفاع درجات الحرارة وغياب الأمطار يؤثر سلبا على حجم الثمار وجودة الزيت المستخرج، مؤكدا أن تأخر الأمطار أدى إلى انخفاض إنتاج الزيتون، مما سيؤخر موسم القطاف لضمان الحصول على الكمية المناسبة من الزيت لتغطية نفقات الإنتاج وتحقيق عائد اقتصادي للمزارعين.
كان عادة يبدأ موسم القطاف في نهاية شهر أيلول، وكانت معاصر الزيتون تفتح أبوابها في منتصف تشرين الأول، لكن التغيرات المناخية فرضت تأخيرا في هذا الموعد، بحسب العوران.
من جانبه يوضح رئيس الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري الزيتون فياض الزيود، أن الموسم الماضي تأثر بشكل واضح بالتغير المناخي، مما انعكس سلبا على نسبة استخراج الزيت، ومع ذلك، فإن الأحوال الجوية خلال صيف هذا العام كانت جيدة، حيث شهدت موجات حر بسيطة وغير مؤثرة، مؤكدا أن تنوع المناخ في الأردن، من مناطق الغور والشفا غورية إلى المرتفعات والمناطق الصحراوية، يعد ميزة تسهم في تنوع الإنتاج الزراعي.
وينتظر المزارعون الآن هطول الأمطار الأولى للموسم لتحسين ظروف القطاف، ومع ذلك، يواجه القطاع تحديات كبيرة تتمثل في قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مع تباين ملحوظ في درجات الحرارة خلال شهر تشرين الأول.
توقعات انخفاض أسعار الزيت
أما فيما يتعلق بأسعار زيت الزيتون لهذا الموسم، فقد تم تحديد سعر التنكة بناء على العرض والطلب، ومن المتوقع أن يتراوح السعر بين 90 و110 دنانير للتنكة الواحدة، كما أن السعر يختلف بين البيع بالجملة والبيع بالتجزئة، وكذلك حسب توقيت البيع خلال الموسم سواء في بدايته، منتصفه، أو نهايته.
وفقا للتوقعات الميدانية، يشير الزيود الى أن إنتاج الموسم الحالي يقدر بنحو 165 ألف طن من الزيتون، منها 25 إلى 30 ألف طن تخصص للتخليل، سواء للاستهلاك المنزلي أو الصناعي، في حين يبقى حوالي 145 إلى 150 ألف طن مخصصا للعصر، وتبلغ احتياجات السوق المحلي من زيت الزيتون بين 22 و24 ألف طن، ما يترك فائضا يتراوح بين 3 و4 آلاف طن يُخصص للتصدير.
ويوضح الزيود أن النظام السعري يعتمد على كمية الإنتاج والعرض والطلب، مضيفا أن الإنتاج في بداية الموسم يكون منخفضا نسبيا من حيث نسبة الزيت المستخرجة، حيث يحتاج المزارعون إلى عصر 10-12 كغم من الزيتون للحصول على لتر واحد من الزيت، ومع مرور الوقت وارتفاع نسبة الزيت في الثمار بعد حوالي 14-20 يوما، تصبح الكميات المستخرجة أعلى (16-17 كغم لكل لتر)، مما يؤدي إلى زيادة العرض وانخفاض الأسعار تدريجيًا.
ويشير إلى أنه من المتوقع أن تنخفض أسعار تنكة الزيتون إلى ما بين 90 و95 دينارا منتصف شهر تشرين الثاني، مما يحقق توازنا بين مصلحة المستهلك والمزارع، خاصة مع ارتفاع الإنتاج وانخفاض القدرة الشرائية خلال هذه الفترة.
هذا وتنصح وزارة الزراعة المواطنين بشراء الزيت من مصادر موثوقة مثل المؤسسات الاستهلاكية العسكرية، أو الشركات والأسواق ذات العلامات التجارية المعروفة، أو مباشرة من المزارعين الموثوقين.