توجه لاستحداث وسيلة نقل "كالباص السريع" لتخفيف الأزمات المرورية

بعد إزالة كوادر أمانة عمان الكبرى لجسر المشاة أمام المجمع السياحي في وسط البلد، الذي كان يخدم شريحة كبيرة من المواطنين، تضاعفت الكثافة المرورية بشكل كبير عما  كانت عليه سابقا، بالإضافة إلى تزايد المخاطر التي قد يتعرض لها المارة الذين يقطعون الشارع، على حد تعبير سكان المنطقة.

أحد سكان المنطقة خلال حديثه ل "عمان نت"، يبدي قلقله من تفاقم المشكلة بعد اسبوعين من ازالة الجسر، مشيرا إلى حدوث ازدحامات مرورية خانقة خلال فترات الذروة، مطالبا الجهات المعنية التدخل السريع لمعالجة هذه الإشكالية.

في هذا السياق، يؤكد المدير التنفيذي للمرور، المهندس محمد الفاعوري، أن الجهود قائمة حاليا لإعادة بناء الجسر خلال الفترة المقبلة، مع التأكيد على أهمية اتخاذ تدابير سريعة للحيلولة دون تكرار المشاكل الحالية.

من بين هذه التدابير، سيتم تجهيز الجزيرة الوسطية بدرابزين احترازية ومؤقتة بشكل إلزامي لوسائل النقل العام، بهدف تسهيل عبور الشارع بأمان وتجنب حوادث المرور.

حلول للازدحامات

الازدحامات المرورية الخانقة لا تقتصر على هذه الحادثة وحسب، فهي تمثل تحديا للمواطنين والسائقين في مختلف مناطق العاصمة، وهي مشكلة تتطلب اتخاذ إجراءات جذرية للتقليل من حدتها وتحسين الحالة المرورية.

تقديرات مديرية الأمن العام تشير الى أن عدد السائقين في الأردن بلغ 3 ملايين وما يزيد عن مليون و855 مركبة تجوب شوارع المملكة يوميا، وهذا ما يسبب الأزمات المرورية الخانقة.

للتعامل مع هذه التحديات، تم عقد اجتماع تنسيقي بين أمانة عمان وإدارة السير المركزية، لمناقشة حزمة من الحلول الفنية لمعالجة الاختناقات المرورية في عدد من مواقع العاصمة عمان.

يهدف هذا التنسيق والتعاون إلى وضع حلول فعالة للمشكلات المرورية والحد من تأثيرها السلبي على المجتمع، من خلال المناقشة المباشرة مع الجهات المعنية وأصحاب الاختصاص، بحسب مدير دائرة السير العميد فراس الدويري.

ويقول الفاعوري بأنه من بين الحلول المقترحة للتصدي للازدحامات المرورية في مختلف مناطق العاصمة، سيتم التركيز على تنظيم العملية المرورية في المناطق الأكثر اكتظاظا.

ويشير الى ان الامانة لديها توجه لادخال وسيلة نقل "كالباص السريع" لتقليل عدد المركبات الخاصة وتخفيف الازدحامات الخانقة، وتوفير وسيلة نقل عامة جاذبة ومريحة للمواطنين، بالإضافة إلى ذلك، تستعد أمانة عمان لتطبيق إدارة ذكية للمرور، وهذا يعتبر ضمن متطلبات المدن الذكية لتحسين تنظيم حركة المرور داخل العاصمة عمان.

كما بدأت الامانة في تنفيذ الخطة الشاملة للحد من الازدحام المروري، تشمل المناطق التي ستتم تغطيتها الاستقلال، والملكة نور، والأمير هاشم، والقدس، وميدان جمال عبد الناصر، وميدان الشميساني، وتقاطع شارعي الاستقلال والأردن، وإشارات مستشفى الملكة علياء، وتقاطع مشاغل الأمن العام، وتقاطع تايم مول في طبربور، ودوار الخريطة في ضاحية الياسمين، وتقاطع شارع الملكة زين الشرف مع شارع المطار.

تهدف هذه الخطة إلى تحسين حركة المرور وجعلها أكثر فعالية وسلامة للمواطنين والسائقين، ومن المتوقع أن تلعب الحلول الفنية والتنظيمية الجديدة دورا محوريا في تخفيف الازدحامات المرورية في العاصمة عمان.

اقتراحات

وزير النقل الأسبق، المهندس جميل مجاهد، يعتبر ان معالجة الازمات المرورية تتطلب خططا شاملة والتركيز على ثلاثة اتجاهات رئيسية ومعروفة على المستوى العالمي.

ويشير مجاهد إلى أن الاتجاه الأول هو العمل على التحسينات الهندسية والبيئية والمرورية حيث إن تصميم الطرق وحالتها

السيئة يلعبان دورا كبيرا في وقوع الحوادث لذلك يجب معالجة هذه المشكلة وتحسين حالة الطرق لتحسين سلامة المرور، وتقليل من الأزمات.

أما الاتجاه الثاني يتعلق بالتركيز على التعليم والتوعية لمستخدمي الطرق، حيث يجب توفير برامج تعليمية فعالة وحملات توعية شاملة لزيادة الوعي بقواعد المرور والسلامة المرورية، وذلك لتعزيز السلوكيات السليمة، بينما الاتجاه الثالث يتعلق بتطبيق القانون بصرامة وعدالة، بحسب مجاهد.

وفقا للمجلس الأعلى للسكان يرجع ارتفاع عدد الحوادث وزيادة الازدحامات المرورية لعدة أسباب منها الزيادة السريعة في عدد السكان والبالغ 11.4 مليون حاليا، وبالتالي فإن 92% من السكان وبالتالي السائقين والمركبات يتركزون في المحافظات الثمانية في وسط وشمال المملكة، بالإضافة الى استمرار اتخاذ قرارات بتغيير استعمال كثير من الشوارع بالسماح بقيام متاجر متنوعة عليها.

 

أضف تعليقك